آمالٌ بغيضة ..
بقلم/ يونس العرومي
نشر منذ: 12 سنة
الجمعة 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 07:33 م

إنها أمانِ بغيضة ، تلك التي تأتي إلينا ببشائر الاستعباد ،وتستفتح منهاجها بكل هذه اللعنات .

عبد الملك الحوثي ، استل سيفه ، وغدا رسول خراب ، يبشرنا بدولة الأئمة ، باصطفاء الخلفاء ، بقدسية الأمراء ، باحتقار الضعفاء ، يدعونا لترك أمجاد دولة الحرية والديمقراطية ، ينادينا هاتفاً بمشروع التبعية السلالية المقيت.

ادعاءات عديدة ، بالحق السلطوي المطلق ، الطاغي على ماعداها ، وهي مسارات فكرية بغيضة ، يمثل جانباً كبيراً منها ، إهانات صاخبة ، لكل المعاني الجميلة التي حملتها ثورة الشباب السلمية .

يُريدها دولة أئمة مؤلَهين ، مُرسلَين بالوحي على السيد عبدالملك ، من قبر علي بن أبي طالب ، فقط لِحُكم أهل اليمن بالقوة ، رغماً عن أنوفهم وأفواههم ، لا يريدها مدنية ، ولا ديمقراطية ، ولا شعبية ، ولا حقوقية ، ولا نيابية ، ولا شوروية إسلامية ، يعرف أن ذلك بالنسبة لمشروعه ، هراء ، ما يراه الحوثي صائباً ، دولة أئمة يحكمها عبدالملك أبد الآبدين ، يستعبد شعبها . ولا أظنني معتوهاً حتى استبدل حريتي بعبودية عبد الملك.

هو الأمر جلي إذاً ، لكنني مازلتُ مستفسراً.. ، كيف ينتصر الحوثي لعلي بن أبي طالب ، ولا أراه ، ناصراً ، إلا لعلي عبدالله صالح ، في وجه الخيارات الحرة ، لشباب الثورة ؟ ، كيف غدى منطق القوة الواهمة ، حامياً وفارضاً ، لمشروع فكري ، سلالي ، ضيق ، ومقيت ؟ .

كيف استساغ الحوثي ، فكرة صالح ، بمعاداة الإصلاح ، كيف له أن يعظ يداً مُدت إليه بإحسان ، طيلة حروبٍ ستة ، إذ لم يكن الإصلاح يوماً ضد الحوثي كمشروع فكري سلمي ، ولا ضد أي مشروع فكري سلمي آخر ، بل هو ضد احتشاد القوة الواهمة ، في وجه الخيارات الحرة للشعب ، هكذا قالها من قبل ، لعلي عبدالله صالح ، حين كان يحتمي بمنطق القوة الغاشمة ، ضد خيارات الشعب الحره ، ويقولها اليوم ، في وجه منطق القوة الواهمة، الرافضة لخيارات السلم والسلام .

يطعن الحوثي الإصلاح في الخلف ، فيمد الإصلاح له يديه ، يدعوه لمؤتمر حوار، يوزع له نصائح مجانية بألا يغتال حلم وطن فتي مثخن بالجراح ، يهديه مشورات في تنظيم الذات ، وكيف أن باستطاعته أن يتحول إلى مشروع حزب ، يعلمه أن منطق الثورة السلمي النقي ، لا يستقيم وكل ترهات القوة الواهمة التي يتبختر بها كل حين .

أماني الحوثي خلفت آلاف الموتى ، ضحايا لمشروع سلطوي عائلي وسلالي بغيض ، لم يكونوا أمريكيين ، ولا اسرائيليين ، كانوا أناساً طيبين ، وطنيين ، جنوداً كانوا أم مدنيين ، لكنهم ، حتماً ، لم يكونوا أمريكيين ، ولا اسرائيليين ، فلِم إذاً أبيدوا؟ ، وبأي ذنب قتلوا ؟ ، ألأنهم فقط وقفوا ضد مشروع الغزو الظلامي الجديد ؟!.

ليذهب الحوثي للجحيم ، فإن كانت أمريكا عدواً له ، فلِم لا يصيبهم منه سوء ، لكنه يوغل بمهارة في أذية وقتال أبناء شعبه ، والاستهتار بكل أمانيه ؟! ، إن كان عدوه أمريكا ، فلِم يحييها بطلقات في الهواء ، ويردي برصاصاته آلافاً منا ؟! .

إن كان للحوثي حلم سياسي ما ، فلِم لا يترك البندقية . ، لِم لا يهدينا أزهاراً سلمية ، لم لا يعطينا آمالاً وردية . ، لم لا يكف عن تبشيرنا بمراتب العبيد ، وفق مشروعه السيء الصيت . ، لِم يستمر في إرغام أهله في صعده ، بقوة السلاح ، على ترديد صرخاته الحالمة باستعادة زمام استعباد الأمة . لِم لا يترك خيار الحكم على مشروعه هذا للشعب ، كل الشعب ؟ ! .

للحوثي الحق في أن يحلم ، له الحق في الجهر بحلمه ، غير أن إرغام الناس ، بقوة السلاح ، على مشاركته هذا الحلم ، هو ضرب من اللاوطنية ، هو خيانة كبرى ، تستوجب رأي الشعب .

يا هذا .. الأحلام لا تحميها فوهات البنادق ، الأحلام ترويها المحبة.

مشاهدة المزيد