مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل
( يعتمل حاليا نقاش حيوي في أروقة وكواليس المؤتمر الشعبي العام على صلة بحراك داخلي دشنته استقالة النائب الأول لرئيس المؤتمر, الدكتور عبدالكريم الإرياني نهاية الاسبوع الماضي, وما سبقتها من حيثيات واستتبعت أو تستتبع من تعليقات ونتائج على المستوى التنظيمي الداخلي للحزب الذي يستلفت نحوه الأنظار مجددا لجهة النقاش المفتوح والممارسة العلنية لمواضيع الخلاف الصراع ).
ومن أجل الوطن وأمنه واستقراره (وليس حبا في شخص الدكتور الارياني) الذي يلعب حزب المؤتمر الوسطي النهج والتوجه دورا محوريا في ايجاد حالة من التوازن السياسي تخدم بقاء هذا الاستقرار للوطن وتحافظ على ديمومته وتنميته وازدهاره وبدور رائد من قياداته الليبرالية وفي طليعتهم السياسي المخضرم الدكتور عبدالكريم الارياني (12أكتوبر 1934م) المستشار السياسي للرئيس السابق والرئيس الحالي والنائب الثاني لرئيس حزب المؤتمر الشعبي العام الحزب الوسطي الأول والأكثر شعبية وجماهيرية في اليمن .. وللمصلحة الوطنية والصالح العام وللأمانة والمسؤولية التاريخية والوطنية وتبرئة للذمة نوضح أهم الحقائق في موضوع استقالة الارياني .
حيث لا أرى أنه من المناسب والحكمة أن يتم الاستغناء عنه في هذه المرحلة الراهنة وللظروف القائمة حاليا ولمتطلبات المرحلة الحالية وأكثر منها المرحلة القادمة وللأسباب الاتية : -
(1) لطبيعة هذه المرحلة التي يتم فيها تبلور فرز سياسي جديد من خلال اتخاذ المواقف الحاسمة للمكونات السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل من القضايا الملحة محل البحث والنقاش على طاولة الحوار , هذا الحوار الذي سوف يحدد بنتائجه المنتظرة ملامح مستقبل اليمن والذي يمر ايضا بأخطر مراحله الأن .
(2) هذا الفرز السياسي القائم حاليا والذي يؤدي إلى اصطفاف من نوع أخر مختلف تماما عن أي مظاهر سابقة للتحالفات السياسية التي لم تتضح بعد معالمها كاملة في عموم الساحة الوطنية اليمنية مما يؤدي إلى ارباك القوى السياسية كافة وبالتالي يؤدي إلى خلط الاوراق وتداخل المواقف بل وتناقضها من حين إلى أخر بسبب من تطور الاحداث وتسارعها بوتيرة عالية والمواقف المرتبكة لقوى السياسية المتخذة ازائها والذي يتم بين ليلة وضحاها مما يؤدي إلى تصعيد عملية الاستقطاب الحزبي والاداري في اطار حزب المؤتمر ذاته بين القوى المتصارعة فيه وعلى مستوى الاستقطاب المتبادل بين القوى السياسية في الساحة الوطنية ولكوادر مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وبشكل مؤثر وكبير .
(3) اضافة للجدل العقيم والخلافات المتفاقمة (غير المبررة) القائمة الأن في قيادات حزب المؤتمر وبين قواعده حول من يتولى رئاسته والتي لا تخفى على احد والتي تؤدي ايضا إلى سعي متزايد للاستقطاب بين صفوفه وقياداته المختلفة وتهدد بانقسامه او انفجاره من الداخل .
(4) ولذلك فأن الابقاء على الدكتور الارياني في عضوية حزب المؤتمر وفي موقعه القيادي الحالي هي أقرب إلى احتياج ومصالح حزب المؤتمر أكثر منها حاجة ومصلحة خاصة لشخص الدكتور عبدالكريم الارياني في استمرار التعامل مع هذه العملية السياسية المعقدة والخطرة سواء على مستقبل الحزب كما أنها (من المؤكد) تلحق اضرار بأي سياسي مشتغل بها , في هذا الحقل الملغوم بالتوتر والدسائس مهما بلغت حنكة الفرد وخبرته في هذا المضمار الشائك ..
(وأضحت المصادر : أن الارياني شعر بالقلق من الوضع الأمني المتدهور الذي قد تصل شرارته إليه في حال استمر في أداء مهامه الوطنية في حزب المؤتمر الذي يواجه فيه ضغوطات كبيرة من أجل اتخاذ قرارات تتناقض وقناعاته السياسية، والتي لمس من خلالها أنه قد يكون ‘كبش الفداء’ اذا اصر على مواقفه السياسية التي تتوافق وتوجهات التسوية السياسية في البلد) .
(5) نعم إن بقاء الارياني في عضوية حزب المؤتمر وموقعه القيادي الحالي فيه فائدة ترتجى لحزب المؤتمر وتحقق للحزب بعض المزايا أفضل بكثير من عملية اقصائه أو خروجه الطوعي منه , فإذا كان هناك (من القيادات أو الهيئات الحزبية) من يرى في وجود ودور الارياني ونشاطه الحالي في اطار حزب المؤتمر ومؤتمر الحوار شيئا من السلبية والتناقض مع نهج الحزب ويلحق به بعض الأضرار ويضعف من دوره وموقفه السياسي والقيادي , فان اقصاء الارياني من المؤتمر(الحزب والحوار) سيكون اكثر ضررا للحزب ولأسباب عدة سنأتي على ذكرها تباعا , كما أن ذلك الاقصاء سيؤلب النفوس وربما يدفعها إلى الاصطفاف في الجهة المقابلة , بل ويجعل من الارياني أكثر مرونة وقدرة على الحاق أكبر الضرر بمصالح المؤتمر ورئاسته الحالية أن رغب وأراد (هذا اذا افترضنا بصحة الشائعات التي يروج لها حاليا ) , اذ أن الارياني سيتحرر من القيود التنظيمية والالتزامات السياسية والاخلاقية وسيصبح أكثر حرية وقدرة على الحركة واقامة التحالفات داخل المؤتمر وخارجه بالسر والعلن وبذلك لن يستفيد المؤتمر من اقصائه بل سيخسر كثيرا ولذلك فليس من الحكمة ومصلحة المؤتمر اقصائه بهذه الصورة المبتذلة والاسباب الواهية .
(6) بصورة عامة فأن أسلوب الاقصاء للأخر والاستغناء عنه اثبت فشله وعقمه في تحقيق أي نتائج ايجابية في كل زمن وحين , بل أنهُ يأتي بنتائج سلبية وكارثية في معظم الاحيان على من يعمل به ويتخذه نهجا له , ودروس التاريخ وعبره والحقائق العلمية والتجارب العملية في الحياة والواقع الاجتماعي والسياسي قدمت لنا الكثير من النماذج والعبر وأشارت للكثير من المحاذي والمخاطر التي تتحقق من وراء استخدام هذا الاسلوب المضر بالعمل الجماعي والمؤسسي كما انه نهج هدام ويقوض من عملية التنمية للمجتمع والاقتصاد وتطورها.
(7) وفي هذا السياق لابد من الاشارة إلى أهمية الحفاظ على القيادات المجربة والاستفادة من قدراتها وخبراتها خاصة في هذه الظروف الحرجة القائمة حاليا وعدم الوقوف كثيرا عند المسائل الصغيرة تبريرا لإقصائها , كما ان استقطاب القدرات والولاءات والانصار للحزب عملية هامة في هذه المرحلة فما بالكم بالنزوع لعملية الاقصاء الخطرة والضارة بمسار ومستقبل الحزب السياسي , فالمطلوب هو الحفاظ عليها وعدم الاستغناء وكسب مزيد من التأييد وعدم التفريط بهامات الحزب ورجاله المخلصين من القادات الوفية والحكيمة , والحفاظ على الحقوق مصانة والعزائم مرتفعة هو ما يعزز على الصمود في الجبهات وينمي من قدرات الاحزاب على المواجهة وتحقيق الانتصار وهذا مهم جدا في هذه المرحلة كما هو مهم على الدوام , فمن نستهين بمكانته اليوم وتستغني عن قدراته وخدماته لأسباب واهية في زمن اليسر وتعتبره غير مفيد ربما غدا وفي لحظة عسر نحتاج اليه .
(8) الأهم في الامر ان المؤتمر باتخاذه قرار الاقصاء للإرياني يظهر بمظهر الحزب الضعيف والمضطرب الذي يعاني من الخلافات والانقسامات في صفوفه وبين قياداته والجماهير الشعبية لا تميل لحزب كهذا ولا تؤيده وتنتخبه لأنها تعتبره حزبا هشا وخاسرا .
(الى ذلك قالت مصادر رفيعة في المؤتمر الشعبي العام ان اللجنة العامة للمؤتمر تدرس اتخاذ قرارات جديدة , على ضوء الاستقالة التي تقدم بها عبدالكريم الارياني من هيئات المؤتمر ) .
(9) حزب المؤتمر (التنظيم) في عملية اقصائه لقياداته (ومنها الارياني) لا يحقق أي مكاسب حزبية أو سياسية على المدى القريب المنظور أو البعيد الواغل في المجهول والظلام في نشاطه العام , سواء على مستوى العلاقات الداخلية للحزب وبنائه التنظيمي أو على صعيد تنامي دور الحزب القيادي والريادي في الساحة الوطنية وفي طليعة القوى السياسية المختلفة وفي المرحلة الانتقالية الراهنة أو اللاحقة أو من حيث تأثيره وتأثره بمجمل العملية السياسية الجارية الأن وبوتيرة عالية في البلد , بل أن حزب المؤتمر يخسر كثيرا في هذا الجانب كون الارياني (وبعلم الجميع) أحد الصانعين لمجريات هذه المرحلة ومهندسها الأبرز والذي يعلم الكثير من تفاصيلها وأسرارها وهو الأكثر قدرة بين قيادات المؤتمر على الامساك بمفاتيح نجاحها أو إفشالها والسير بحزب المؤتمر قدما نحوا الافاق الواسعة للمشاركة الايجابية في تحقيق التغيير المطلوب في البنية المجتمعية والتنموية للوطن وبناء الغد المنشود المنتظر .
(10) بينما يلاحظ الامكانات المحدودة والقدرات الأقل تأثيرا لمن ترشحهم الاخبار بديلا للارياني في مواقعه القيادية الحزبية والرسمية , حيث لا يتم ترشيح البديل الأفضل , وبذلك يكون الخاسر الأكبر من نتيجة هذا الاقصاء للدكتور عبدالكريم الارياني هو حزب المؤتمر ثم الرئيس صالح ذاته , حيث يكون المستفيد الأول من هذا الاقصاء هم خصوم الرئيس صالح والمنافسين لحزب المؤتمر .
(11) ارى ان اقصاء الارياني في ظل ما تم من هجمة حزبية واعلامية شرسة عليه تحركها من وراء الكواليس قيادات مؤتمرية نافذة ومعروفة للجميع ودفع تلك الدوائر المؤتمرية بالأمور لتصل إلى هذا الحد من الاحتدام والخلاف يسيء كثيرا لسمعة ومكانة حزب المؤتمر على صعيد دوره السياسي والجماهيري ناهيك عن الاضرار الحزبية الداخلية التي سوف تلحق بتماسكه التنظيمي حيث سيتم اعتماد هذه الظاهرة في الدس والوقيعة والتآمر والاقصاء وحل التباينات الجانبية في الحزب كسابقة يقاس عليها في حسم الخلافات الداخلية للتنظيم مما سيعمق من الخلافات القائمة اليوم في صفوف حزب المؤتمر وبين قياداته وهيئاته المختلفة ويشجع انتشارها كوسيلة سهلة لنيل المأرب الخبيثة وعلى ظهورها للعلن أكثر فأكثر .
( وأوضح الدكتور الارياني أن اللجنة العامة لحزب المؤتمر، عارضت النص بشدَّة وهو ما يمكن أن يؤدي إلى انقسام داخل الحزب، ما استدعاه لتقديم استقالته من جميع هيئات المؤتمر الشعبي العام والتَّخلي عن تمثيل المؤتمر الشعبي في مؤتمر الحوار الوطني.) .
(12) أن الاستمرار الغريب والمريب وغير المسبوق في عمل بعض القيادات الحزبية في الدفع بالهيئات الحزبية لاتخاذ قرارات تنظيمية حاسمة في حياة الحزب الداخلية وتؤثر سلبا في بناءه التنظيمي وبنيته القيادية وفي مسيرته النضالية لهي من الأمور الخطيرة جدا التي تستدعي الحذر والتنبه من هيئات الحزب الفاعلة كافة وخاصة من رئاسته الرائدة والمؤسسة تجاه هذه التصرفات الهوجاء والمغامرة .
( واشارت المصادر الى ان هذا القرارات التي سيتم البت فيها في اجتماع مرتقب للجنة العامة جاءت , بعد تدارست نص رسالة الاستقالة التي تقدم بها الارياني , والذي اقر بانه ارتكب خطأ فادحا بشأن مادة العزل السياسي , رغم معرفته المسبقة بموقف اللجنة العامة) .
(13) ماذا يعني من تجاوزات خطيرة أن تقدم الاستقالة إلى النائب الأول أو إلى رئيس المؤتمر ذاته ؟ أو أن يعتذر هادي عن قبول الاستقالة أو يبرر لها أو حتى أن يقبلها ؟ فهل هذه الأمور الواهية وغيرها من دواعي تقديم الاستقالة والتي اوضحها الارياني ذاته وأعتذر عنها كفيلة بإثارة غيرة وغضب بعض القيادات المتطرفة والفاسدة لحزب المؤتمر لتطالب بمحاسبة واقالة الارياني وربما هادي ذاته !؟ .
( وقالت وكالة الأنباء الحكومية “سبأ” إن الرئيس عبد ربه منصور هادي، النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام الأمين العام للمؤتمر، استقبل مساء الخميس، الدكتور عبد الكريم الإرياني، النائب الثاني لرئيس المؤتمر الشعبي العام، وبحث معه موضوع استقالته من جميع هيئات المؤتمر الشعبي العام.
وأضافت “سبأ” أن الرئيس هادي قبل اعتذار الدكتور الإرياني حول ما جرى في لجنة التوفيق بمؤتمر الحوار الوطني الشامل ورفض الاستقالة. ) .
( وفي تصريح خاص لوكالة \"خبر\" للأنباء, أوضح مصدر مسئول في المؤتمر الشعبي العام, أن قبول أو رفض الاستقالة ليس من اختصاص الأمين العام ولا رئيس المؤتمر, فضلاً عن النائب الأول للرئيس.) .
( مشيراً, في هذا الصدد إلى أن استقالة أحد أعضاء اللجنة العامة (المكتب السياسي) للحزب, أو أحد قياداته العليا, تقدم لرئيس الحزب الذي يعرضها في اجتماع اللجنة العامة , ولا تقدم لنفس المستوى, من نائب لنائب, كما هو الآن في حالة النائبين الثاني والأول . ) .
( مضيفا, إن اللجنة العامة برئاسة رئيس المؤتمر مخولة, وحدها, في هذه الحالة لعرض الاستقالة ومن ثم إعطاء قبول أو رفض مبدأي, وتدعو إلى اجتماع طارئ للجنة الدائمة الرئيسية التي يناط بها إبداء الرأي وإعطاء القرار النهائي بالموافقة من عدمها بعد مناقشة الحيثيات والأسباب المذكورة طي الاستقالة او الموجبة لها. ) .
(14) بل أن الأمر الجدير بالاهتمام والمحاسبة هو ذلك التصعيد الاعلامي الغريب والمريب والتسريب المقصود والممنهج للمعلومات المضللة والبث النشط للشائعات المغرضة التي يقف خلفها قيادات معروفة في حزب المؤتمر تسعى لمآرب خاصة وخبيثة تستهدف جميعها بشكل محموم النيل من السمعة السياسية الطيبة للارياني وتشكك بمصداقية ولائه التنظيمي والسياسي لحزب المؤتمر والتزامه بقناعاته السياسية والوطنية ووفائه للوحدة وللوطن .
(وعلمت \" القدس العربي\" من مصدر سياسي أن ‘الارياني أجبر على تقديم استقالته من حزب المؤتمر تحت ضغوط شديدة وصلت حد التهديد بالتصفية الجسدية في حال استمر في مواقفه المساندة للرئيس هادي على حساب سلفه صالح’.) .
(15) أن الاستمرار في بث هذه الشائعات المضللة وتسريب المعلومات الكيدية والاصرار على الاستمرار في هذا العمل الدنيء والمدان لإقالة الارياني يطرح أكثر من سؤال ويثر الكثير من علامات الاستفهام بل يفترض علينا التأمل بعمق في هذه الظاهرة الغريبة وأبعادها السياسية الخبيثة والتي لا شك انها تهدف في محصلتها النهائية إلى اضعاف حزب المؤتمر وخدمة خصومه السياسيين ناهيك عن احتمال السعي لشقه وتشظيه خاصة اذا ربطنا هذا الأمر بجهود الارياني الطيبة في انجاح الحوار والتسوية ووصول المرحلة الانتقالية الى شاطىء الأمان وفي ظل جهود الرجل للتوفيق بين رئيس المؤتمر ونائبه الأول.
(وكانت استقالة الارياني أثارت قلقا بالغا لدى الأوساط السياسية اليمنية، خاصة وانهم يعتبرون الارياني الرجل الأهم في حزب المؤتمر بعد صالح، والذي يقف في منتصف الطريق بين هادي وصالح، ولعب دورا مهما في التسوية السياسية اليمنية وكان حلقة الوصل بين الرئيسين السابق والحالي ) .
(16) والأهم انه لا جدوى تتحقق ولا فائدة فعلية تذكر من جراء عملية الاقصاء والاستغناء عن الكوادر الحزبية سوى تحويلها إلى عناصر خاملة ومتضررة وربما حاقدة ويدفعها ذلك الاجراء الاهوج للالتحاق بركب الخصوم وصفوفهم , وهنا فأن الحزب بسبب من فعل قياداته المتشنجة والمغامرة وربما الانتهازية والمنافقة فأنه بذلك الاجراء المتسرع يقدم خدمة مجانية لخصومه وعلى طبق من ذهب هي أضافة جديدة لهم ترجح من كفتهم .
(17) لا شك أن هذا الموقف السلبي الأخير لقيادة حزب المؤتمر وللزعيم صالح تحديدا والغاضب من الدكتور عبدالكريم الارياني حد الاقصاء والنفور جاء نتيجة تراكمات عديدة ومنذ فترة زمنية طويلة مضت تسببت بها تلك الوشايات المغرضة والمعلومات المضللة التي تعمدت دوائر معينة داخل حزب المؤتمر وخارجه من نقلها عن الدكتور الارياني وتمكنت من خلالها ( وفي غفلة من الرقيب) من افساد العلاقة بين الارياني وقيادات الحزب الأخرى وتصعيد الموقف بينهما إلى هذه المستوى الخطير من العلاقة المتأزمة مع الحزب وهيئاته القيادية ورئيسه خاصة ووصولها إلى هذا المنحى الخطير من فقدان الثقة المتبادلة حتى جاءت تلك اللحظة الفاصلة التي تقرر فيها مصير بقاء العلاقة التنظيمية التي تربط الارياني بانتمائه الحزبي وهويته السياسية ذاتها , اذ انه ودون ادنى شك أن العلاقة الواجبة بين الطرفين سوف تتأثر كثيرا اذا ذهب المؤتمر بعيدا في اقصاء الارياني عن موقعه القيادي في المؤتمر(الحزب والحوار) بحيث ينعكس ذلك سلبا على عضويته في الحزب اجمالا وليس كما يرمي اليه البعض من التجميد الجزئي والمؤقت للنشاط القيادي والسياسي للارياني في الهيئات الحزبية والمؤسسات الرسمية من خلال البت في هذا الأمر بصورة عاجلة ونهائية كما يعد له البعض في الهيئات الحزبية بدوافع برجماتية غامضة ولمصالح انتهازية وغوغائية تطغى عليها النرجسية المدمرة وحب الذات الانانية .
( وحسب المصادر فان اعضاء اللجنة العامة كانوا قد طالبوا في الاجتماع السابق بإحالة الارياني إلى لجنة تحقيق تنظيمية , وان الارياني لم يعد محل ثقة المؤتمر الشعبي العام بعد تعمده مخالفة الاجماع المؤتمرِ ) .
(18) وبعد معرفتنا بهذه المعطيات انفة الذكر فإن من الحكمة الـتأني من قبل الرئاسة الحزبية قبل اتخاذ القرارات الحاسمة بهذا الشأن من خلال التريث وعدم البت باستقالة الارياني والتأمل في أسباب ومقدمات هذه القضية الفتنة (التي كادت أن تكون القشة التي ستقصم ظهر البعير) والبحث في خيوطها المتداخلة وكشف المستور منها , والبحث في النتائج المحتملة من اقصاء شخصية حزبية وسياسية مخضرمة بحجم الارياني (والاستغناء عن خدماته للمرة الثانية) والتخلي عن قدراته المعروفة عنه لصالح خصوم المؤتمر من خلال ابعاده من موقعه الحزبي القيادي وانعكاس ذلك على تماسك واستقرار الحزب برمته والاوضاع السياسية اجمالا في البلد , ولا داعي هنا للتخفيف من التأثير السلبي لمثل هذا القرار على بنية الحزب من خلال الادعاء بأنه قرار ينحصر بإقصائه من موقعه القيادي فقط كنائب لرئيس المؤتمر , اذ يصبح من المستحيل بعد ذلك أن يحافظ الارياني على عطائه الانساني (وربما ولائه) للحزب بعد اتخاذ قرار متسرع مثل هذا.
( وجدد المصدر المؤتمري \"تمسك المؤتمر بالدكتور عبد الكريم الإرياني ضمن اي موقع كان في إطار البيت المؤتمري\". مقدرا للدكتور \"خدماته وإسهاماته الجليلة\" على المستويين الوطني والتنظيمي. \"ومثمنا تثمينا عاليا الشعور بالمسئولية الذي غمر نص ومضمون رسالة الاستقالة\") . !!؟؟ .
(19) وبعد كل ما تقدم ذكره عن الملابسات الخفية والظروف المحيطة بهذه القضية والتي دفعت بالدكتور الارياني من تقديم استقالته من موقعه القيادي ودوره الريادي في حزب المؤتمر الشعبي العام فانه يصبح من الهام والضروري أن لا يعطي رئيس المؤتمر اذن صاغية للقيادات المؤتمرية المتطرفة التي تعجلت بالتصريحات المنافقة عن هذه القضية لتصب كثير من الزيت على النار المشتعلة اصلا فنصبوا من انفسهم حكاما دون علم (فكانوا هم الخصم والحكم) وأعطوا لأنفسهم الصلاحية الزائفة وفتحوا لأهوائهم العنان وصاروا الحاكم والقاضي والجلاد بغير حق، ثم تأتينا الانباء بما كنا نجهل فنعلم منها انهم اصحاب مصلحة شخصية في بث تلك الشائعات المضللة وتوجيه هذه الاتهامات الكاذبة وهم تحديدا أول المستفيدين من اقصاء الارياني ومن سعوا لتحقيق المكاسب الشخصية وشملتهم الأخبار المسربة الأخيرة من خلال ترشحهم لشغل مواقع الارياني الحزبية والرسمية التي باتت شاغرة بسبب من تلك الاستقالة الضالة من حزب المؤتمر وهم المعروفين لنا جميعا .
(واوضحت المصادر \" ان قرارات اللجنة العامة المتداولة تقضي بتعيين يحيى الراعي نائبا ثانيا للمؤتمر الشعبي العام خلفا للدكتور عبدالكريم الارياني , وكذا تعيين يحيى الشعيبي نائبا لرئيس مؤتمر الحوار الوطني , وكذا تعيين ياسر العواضي امينا عاما مساعدا) .
(20) نرى انه قد حان الوقت ليفكر الزعيم صالح مليا وجديا بحسم الخلاف مع الرئيس هادي حول رئاسة حزب المؤتمر وبطريقة ايجابية تحافظ على وحدة الصف والقيادة وتصون الوحدة التنظيمية وتوحد النهج والمسار لحزب المؤتمر وبألية تمكنه من توحيد الصفوف وشحذ الهمم في مواجهة التحديات القائمة اليوم امام حزب المؤتمر التي وصلت الى منحى خطير بحيث يكون أو لا يكون , وحتى يسهم بفعالية في الحياة السياسية ويلعب دوره المطلوب في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبناء الوطن .
والله من وراء القصد, وهو ولي الهداية والتوفيق .