خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
تُبنَى الدول وتُقر الدساتير والقوانين وتُوضع الخطط والبرامج وتنفق الموازنات بالمليارات كل هذا وغيره من أجل شيئ واحد فقط هو هذا الإنسان ، هذا هو الهدف الحقيقي والمنطقي لكل هذه الأشياء ابتداء وبدون الوصول الى رفاهية و سعادة هذا الإنسان فكل ما سبق ليس له قيمة .
الإنسان هو خليفة الله في ارضه ومن أجله سخر الله له مافي هذا الكون من ارض وسماء وبحر وكل مافي باطن هذه الأرض حتى يحقق المراد من خلقه ، وعلى هذا الأساس قدس الله هذا الإنسان وجعل المساس به او قتله من أكبر الكبائر ومن موجبات الخلود في الجحيم .
من يرى الواقع العربي يجد الأنظمة والحكومات تسير عكس هذا الطريق و ضد هذا الإتجاه تماما ، حتى صار الإنسان بلا قيمة وصارت حياته أرخص من اي شيئ وصارت اخبار مثل ( قتلى وجرحى ) تطرق مسامعنا كل يوم هنا وهناك في اكثر من قطر عربي ، المضحك المبكي حتى في الدول العربية التي ليس فيها حروب او صراعات تسمع كل يوم مثل هذه الأخبار ، ويكفي ان يراجع المراقب احصاءات وفيات المرور ليرى بنفسه الفاجعه التي تصدمنا كل يوم .
متى تقدس دولنا وحكوماتنا هذا الانسان، متى تقدس حريته وكرامته ؟! اليس الهدف من الدول و الحكومات ومن خططها و موازناتها رفاهية وسعادة هذا الإنسان ، متى تصبح لدينا حرية وكرامة الإنسان احدى مقدسات الحياة ، متى يصير الإنسان هو الهدف من التنمية و الهدف الرئيس للارتقاء في سلم الحضارة ؟ الم يجعل الإسلام هدم الكعبة اهون عند الله من إراقة دم المسلم ؟! الم يقل عمر بن الخطاب عندما وصله من عامله في صنعاء ان ثمانية اشتركوا في قتل انسان ( والله لو أن اهل صنعاء اجتمعوا عليه فقتلوه لقتلتهم به ) ؟ !
المتتبع لحالنا اليوم يجد عكس هذا الخطاب و عكس هذا التصور ، وصار الحال ان الإنسان وسلبه حريته وكرامته واراقة دمه اهون الأمور عند دولنا وحكوماتنا الرشيدة ! الم تقتل جيوشنا الإنسان الذي بذل من عرق جبينه و من قوت يومه حتى يبني هذه الجيوش ، ثم هي تقتله بدم بارد حتى الوفاء والمروءة الذي لم يتركه العرب غادر هذه الجيوش وهذه الحكومات .
ما يحدث اليوم في سوريا وامس في مصر وليبيا يعود بنا الى عصور الإنحطاط ، والذي لا يدع مجالا للشك اننا ما زلنا في رحلة البحث عن هذه الدولة المنشودة ، الدولة التي تقدس هذا الإنسان ، الدولة التي تعلي وتحافظ على حرية وكرامة الإنسان ، الدولة التي تؤمن أن اهم اهدافها هو بناء وإعداد هذا الإنسان الركيزة الأولى في البناء والنهضة والحضارة .
في بلدان عربية كثيرة تلاحقنا نفس القصة المأساوية كالعراق مثلا ، انتهت الحرب وانتهى الاحتلال ومع هذا كل يوم نسمع في الاخبار عن 60 او 80 او 100 شخص قتلوا بكل هذه السهولة ، ما معنى دولة وما قيمتها وما هو دور الجيش الذي ينفق عليه من اموال الشعب .
في يمننا الحبيب ايضا ولكن بطريقة اخرى كل يوم قتلى و جرحى سواء عن طريق اغتيالات او حوادث سير او ثارات او غيرها من الطرق التي تؤدي كلها الى معنى اللادولة وان لا كرامة ولا قيمة لحياة هذا الإنسان .
منذ ثورات القرن الماضي والشعوب العربية مازالت تناضل وتكافح وتقاوم من اجل حرية وكرامة الإنسان ، لكن هذا الجولة اشد إيلاما واعتى جبروتا ليست ضد مستعمر ولكن ضد اناس من ابناء جلدتنا خانوا الأمانة واغتالوا قدسية الإنسان .
قد يطول هذا النضال وقد تستمر هذه المعركة فترة أطول ولن يستسلم هؤلاء بهذه السهولة او بدون مقاومه، لكن عندما نصل الى هذه المرحلة وقتها نضع اقدامنا على مرحلة جديده، مرحلة نصل فيها الى دول تحترم امام العالم ، دول لها مكانتها ووزنها بين الأمم ، دول لها رأيها وكلمتها في المحافل الدولية ، وقتها نصل الى الدولة المنشودة ، دولة شعارها الإنسان لا أكثر .