إلى رئيس الجمهورية..عدن عاصمة سياسية
بقلم/ د.محمد مسعد العودي
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 30 يوماً
الثلاثاء 26 فبراير-شباط 2013 02:54 م

كتبتُ عام 2007 م في صحيفة الوطني موضوعا هو عبارة عن رسالة لعلي عبد الله صالح أغلقت بسببه الصحيفة.. طرحت فيها عددا من النقاط.. أهمها: ان يثبت علي عبدالله صالح وطنيته من اجل بقاء الوحدة، التي تنهار يوما بعد يوم، بان يتخذ قرارات سياسية شجاعة أهمها إعلان عدن عاصمة سياسية لليمن، ويستقيل من اجل بقاء الوحدة، ويقيل احمد من كل مناصبه السياسية لكي يدخل التاريخ من أوسع أبوابه وهي فرصة لم تتسنى لغيره، ويرشح للرئاسة رئيسا جنوبيا.. ومجموعة من النقاط الأخرى استخدمها حميد الأحمر في لقائه مع قناة الجزيرة نقطةً نقطة.. وها أنا اليوم أجد من يشاطرني التفكير.. هناك مجموعة كبيرة من المثقفين ينادون بذلك.. وهم من الذين يعشقون الوحدة فعلا.. على الذين يعشقون اليمن واحدا موحدا.. يعشقون صنعاء وعدن.. ان يتحركوا لأنهم يكرهون ذلك الخط الرفيع الذي وضعه الأتراك والانجليز على الخارطة الورقية وقد نجحوا في ذلك .. لكنهم فشلوا ان يضعوه في نفوس اليمنيين الذين لم يعترفوا به.. وظلت اليمن في قلوبنا هي اليمن إلى ان جاء الطاغية صالح، واستطاع ان يفعل في النفوس ما لم يفعله الانجليز.. لعل الهروب إلى عدن كعاصمة سياسية، هو أعظم هروب مشرف في التاريخ.. علينا ان ندعم هذه الفكرة التي لا تبدو مستحيلة، ولكنها صعبة، لان كثيرا من القوى ستواجهها.. لكني على يقين من ان الذين يعشقون الوحدة هم الأكثر في صفوف الشعب اليمني.. والذين يعشقون الوحدة سيعشقون الفكرة لا شك.. دعونا نبدأ بالاستقطاب، ونبحث عن طريقة للاستقطاب، فلماذا لا يكون لنا مكون سياسي أهلي ينادي ويحاور ويلتقي بكبار المسؤولين السياسيين، في الأحزاب، والدولة من أدناهم الى رئيس الجمهورية.. ان صنعاء جميلة بجمال التاريخ التي تضرب في جذوره.. ومغادرتها مسالة تحز في النفس، لكن على صنعاء التي يجب ان لا تكون أنانية قط، ان تتنازل عن مكانتها لتفسح لعدن التربع على العرش اليمني، كي تبقى صنعاء وعدن لنا جميعا.. وما أظن صنعاء ستصر بأنانية على ذلك لأنها ليست كذلك.. هذه المدينة الضاربة في أعماق التاريخ.. ستبقى فواحة بعبق التاريخ، ولن تسقط مكانتها بوصفها أول مدينة عمرت بعد طوفان نوح كما يصف صاحب معجم البلدان.. اعني ياقوت الحموي في معجمه

ان الحقد يتطور الى درجة تمزيق أعضاء الأطفال بالفؤوس، كما حدث في البريقه او إحراقهم احياءً كما حدث في سيؤون او قتلهم بالرصاص كما حدث في قعطبة ان الحقد سيتطور على أساس الجغرافيا، وسيزيد كره الجنوبي للشمالي، وكره الشمالي للجنوبي على أساس الجغرافيا ايضا، وستضيع القضايا السياسية وتصبح المسالة مسالة ثار وانتقام.. وهاهي القضية السياسية بدأت تختفي ويظهر الحقد في قتل الجنوبي للشمالي وقتل الشمالي للجنوبي.. وسيضطر العاشقون للوحدة إلى الانتماء الى طرف لأنهم سوف يستهدفون ويهانون على أساس انتمائهم الجغرافي وسيضطرون الى الدفاع عن وجودهم، وكرامتهم التي ستراق.. وهو ما يسعى الى تكريسه كثير من القوى المتضررة من الوحدة والثورة الشبابية المباركة.. أجدد الدعوة الى تأسيس كيان بذلك.. كما أدعو القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية الى التفكير العميق في هذه القضية،. لأنها ستخرجنا من عنق الزجاجة الى الفضاء الرحب للتعايش القائم على قاعدة الحرية والمواطنة المتساوية كما أدعو أعضاء الحوار الوطني إلى الاتفاق على ذلك وأتمنى ان توضع مادة في الدستور الجديد: عاصمة الدولة عدن