حقيقة رحيل جيرو عن ميلان الحكومة تكشف لـ مجلس الأمن الدولي أسباب الإخفاق في حل الأزمة اليمنية أردوغان يكشف عدد أعضاء حماس الذين يتلقون العلاج في تركيا أخيراً قبائل طوق صنعاء تصحو من سباتها.. تطورات مزعجة للمليشيات أبو عبيدة يصدر بياناً غير سار للكيان الصهيوني غروندبرغ يتحدث عن خريطة طريق أممية مدعومة عربياً وسعودياً للحل في اليمن لجنة خبراء موالية للحوثيين وإيران تكشف السر الخفي وراء الصمود الفولاذي لمحافظة مأرب ونجاحها في سحق كل محاولات إيران ومليشياتها في المنطقة إذا نظرنا إليه لدقائق يقتل خلال يومين.. تعرف على أخطر جسم بالعالم ينذر بمواجهات مسلحة غربي صنعاء..وثائق مسرّبة تكشف عن صراع خفي بين قيادات حوثية على حصص سرقة يصل سعرها 10 ملايين دولار عاجل: المبعوث الأممي خلال إحاطته لمجلس الأمن يتجاهل عرقلة الحوثيين لكل جهود السلام ويكشف عن ثلاث محاور انتهجها لتحقيق السلام في اليمن
برز بوضوح تجلى الحكمة المصرية في ما قام به حكماء مصر في الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور من إنجاز مسودة الدستور المصري الجديد باعتبار ذلك هو السبيل الأمثل للخروج بالبلاد من الظروف الاستثنائية الصعبة في ظل الفراغ الدستوري، والوصول بها إلى الوضع الطبيعي الآمن في ظل الدستور الجديد، مؤمنين أن ذلك هو الحل الأمثل والدواء الناجع الذي يحقق للبلاد الأمن والاستقرار، ويحمي ثورة الشعب من مخاوف استبداد جديد، ويحمي الثورة وما حققته من إنجازات ديمقراطية من طيش المحكمة الدستورية العليا التي تصدر أحكامها استناداً إلى الدستور والقانون الذي ثار الشعب عليه، وتعيد البلاد بتلك الأحكام إلى نقطة الصفر، وتطيل عمر الفراغ الدستوري، وتأجج الصراع بين القوى السياسية، وتهيئ المناخ المناسب لعودة الاستبداد القديم وحكم العسكر بقانون الطوارئ الذي لم تثر عليه المحكمة الدستورية العليا طوال فترة حكم النظام السابق .
وهذا ما يظهر بوضوح حكمة الريس المصري محمد مرسي في حل هذا الإشكال بالإعلان الدستوري المؤقت؛ حرصاً على مصلحة البلاد والحفاظ على الثورة ومكتسباتها الديمقراطية الرائعة في هذا الظرف الاستثنائي الصعب .
وتظهر الحكمة المصرية أيضاً في موقف القوى السياسية المطالبة بإلغاء التحصين من بنود الإعلان الدستوري؛ خوفا من قرارات قد تمهد لاستبداد جديد، وهو بلا شك موقف رائع يدل على يقظة ثورية ووعي ديمقراطي وجه ورسالة راقية أوصلتها القوى السياسية المحتجة للرئيس المصري محمد مرسي بقوة ووضوح .
وكم أتمنى بل أتوقع أن تتجلى الحكمة المصرية في القوى السياسية المحتجة بعمق وضوح أكثر إذا اكتفت بهذا القدر من الاحتجاج، وقامت بتوجيه رسالة وطنية ديمقراطية مسئولة للثورة المضادة التي ركبت الموجة وعلا صوتها بقوة ووضوح برز بين صفوف المحتجين من خلال الاعتداء على مقرات ومكاتب حزب الحرية والعدالة ومكتب الجزيرة والاحتكاك برجال الأمن ومحاولة جرهم إلى صدام مع المحتجين ورفع شعار إسقاط النظام والهجوم الإعلامي الظالم على جماعة الإخوان وتصويرها للناس بصورة سوداوية مرعبة وكأنها العدو الحقيقي لمصر وللثورة والديمقراطية .
كم سيكون موقف القوى السياسية المحتجة حكيماً وتاريخياً إذا وجهت رسالتها للثورة المضادة بإعلان وقف الاحتجاجات والتفرغ لدراسة مسودة الدستور الجديد بروح ديمقراطية ومسؤولية وطنية خالصة بعيدا عن المكايدات السياسية ، والقيام بتهيئة الشارع للاستفتاء على الدستور الذي سينقل مصر نقلة تاريخية لمستقبل أفضل، ليقول الشعب كلمة الفصل في الدستور بـ (نعم أو لا)، فيرسون بذلك قواعد التغيير السلمي والتحول الديمقراطي في مصر .. ويفوتون الفرصة على الثورة المضادة التي تعمل بكل ما أوتيت من قوة من أجل خلط الأوراق والسيطرة على حكم البلاد من جديد، أو إدخال البلاد في نفق مظلم تنقضّ من خلاله على حاضر الشعب ومستقبله .
كم سيكون موقف المحتجين رائعاً وحكيماً عندما يفوتون الفرصة على الثورة المضادة، مدركين أنها الخطر الحقيقي الذي يجب إيقافه عند حده بحكمة قبل أن يتسع الخرق على الراقع، مدركين أنه لا داعي للتخوف الزائد من الإعلان الدستوري المؤقت ولا داعي للتشكيك بنوايا القيادة السياسية المنتخبة لأنها وصلت إلى السلطة عبر الاقتراع الحر النزيه والأصوات التي أوصلتها إلى مواقع القرار هي أصوات ثورية حقيقية فاعلة معروفة ، فالأصل هو الثقة وليس الشك أو التخوين وخاصة في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة والظرف الصعب .
وكم سيكون المشهد السياسي المصري رائعا وحكيماً أيضاً لو صدرت توجيهات رسمية بإلغاء المسيرات المؤيدة للرئيس، ووجهت الدعوة للشخصيات الوطنية والسياسية والشبابية الفاعلة المعارضة والمؤيدة إلى لقاء يجمعهم بالرئيس للخروج بحلول واقعية بدلاً من استعراض القوى الجماهيرية في الشوارع والميادين واتساع الهوّة بين السلطة والمعارضة؛ لتتجلى الحكمة المصرية في أبهى صورها، ويرسمون بذلك نموذجاً يقتدى به .
ألستم معي في أن ما شاهدناه من المواقف الحكيمة وما نتمنى بل ونتوقع أن نشاهده من المواقف الحكيمة هو منطق العقل والديمقراطية وروح المسؤولية الوطنية؟؟
حفظ الله مصر وشعبها وثورتها وحماها من كل كيد وشر ..