شيطان رجيم في جبة الحكيم
بقلم/ علي كاش
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر و 25 يوماً
الأحد 29 إبريل-نيسان 2007 04:37 م

مأرب برس – عمان ـ خاص

الكثير من لا يعرف حقيقة منظر الثورة الإسلامية الإيرانية فرع العراق عبد العزيز الحكيم قد ينتابهم الغموض حول حقيقة هذا القائد النكرة وطبيعية النظرية الصفوية التي يحاولها تطبيقا في العراق فهذا الرجل يحمل من الحقد على العراق وشعبه ما لا يمكن أن تحمله الجبال فأن رياح السموم ربما مستمدة من اسمه عندما تهب حرارتها الملتهبة على الأجساد تتركها محمرة متقيحة.

مع احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية الغازية وبعد أن تم للأمريكان النصر الناقص والمشوه على النظام العراقي قدم هذا المعمم النكرة مع أخاه المقبور محمد باقر الحكيم احد ابرز عناوين الخيانة في تأريخ العراق المعاصر، وهو صاحب فكرة التوابين التي كان يتحرك بها على أبناء طائفته، لضمهم الى فيلق بهلول المسمى بفيلق بدر بعد ان يعلنوا ت وبتهم من النظام السابق وتبرأهم من محبة الوطن الأصل ويعلنوا صفويتهم المقيتة واستعدادهم للدفاع عن المذهب ضد الوطن .

مع مجيء قوات بدر إلى العراق ونشر هذه القوات في مختلف أرجاء العراق وفق خطة ذكية ومخابراتية بحتة تدخل على التنسيق الاستراتيجي الأمريكي الإيراني في العراق بدأت أول مظاهر العنف المسلح في عمليات اغتيال منظم قامت بها عناصر بدر بدأت مع عناصر حزب البعث وكوادره ثم انتقلت الى كبار الضباط في الجيش العراقي الذين سقوا الخميني كأس السم وجرعه على مضض على حد قوله بقبوله وقف الحرب العراقية الإيرانية، ثم تحركت جحافل بدر إلى الطيارين الذين لم ينسى الإيرانيون بعد دكهم لمواقع في العمق الإيراني وجعل سماء العراق الصافية بعيده عن تعكير الصفو الفارسي، ثم انتقلت جحافل العمالة والتطرف الى استهداف خيرة علماء العراق في المجالات النووية والفيزياوية والكيماوية وتقدمت هذه المرة على رتلين الأول في التخندق لمواجهة أساتذة الجامعات والثاني نصب الشرك والألغام تجاه علماء الدين والخطباء من السنة، وبعد أن تحقق لها النصر على هذه القواطع تحركت الى خطوة لاحقة وهي جمع ما يمكن جمعه من أسلحة الجيش العراقي الباسل والطائرات ممن بقين في العراق ولم يؤتمن عند من لا يحترم الأمانة ويدعي الإسلام بلا وجه حق وما تبقى من الدبابات والمدرعات وتسويقها في تجارة واطئة الى الجارة المسلمة إيران.

كانت من أوائل ممارسات الحكيم للمخطط الصفوي في العراق هي الانتخابات المشوهة التي أصر الحكيم من تحت عباءة السيستاني على تنفيذها رغم ان العراق كان يمر في طوره الجنيني ولم يكتمل هلال العراق الديمقراطي بعد، وبالرغم أيضا من ممانعات المندوب السامي الأمريكي بول بريمر ولكنه رضخ لإرادة المرجع الفارسي السيستاني وخادمه المطيع عبد العزيز الحكيم وكانت انتخابات أغرب من الخيال فالنسبة العظمة من الذين شاركوا فيها كانت تحت راية المرجعية التي أعلنت تأييد قائمة الائتلاف الشيعي وطرحت على البساط عدد من الشعرات الانتخابية لم تعرفها القرون الوسطى في العالم ومنها ان الذي لا ينتخب قائمة آل البيت كما سموها فأن محبة آل البيت سيحرم منها ، وان من لا ينتخب القائمة ستكون زوجته غير حل عليه وان آل البيت يمتحنون محبيهم من خلال انتخابهم قائمة الائتلاف الشيعي، وان المهدي المنتظر يترقب النتائج بعجل عجل الله فرجه، بل وصل الأمر إلى براءة آل البيت ممن لا ينتخب قائمة الائتلاف الشيعي.

بهذه الشعارات الرنانة كانت الحكيم يتحرك على أبناء طائفته من الجهلة والسذج وذوي التفكير البسيط ليجعل منهم حجارة لينة لبناء هرمه الصفوي ، وفي لقاءات عديدة أجريت مع جماهير غفيرة من الناخبين أشاروا بأنهم صوتوا حسب توجيهات المرجع الفارسي السيستاني وآل الحكيم وكانت صورتهم آلخيانية آنذاك لم تكتمل بعد لدى جمهور الطائفة، وأسفر قدر الانتخابات الهجينة على ظهور زفرة كريهة على السطح لم تحاول قوات الاحتلال فرزها جانبا باعتبار أنها تفضل احد محاورها الإستراتيجية في العراق فرق تسد، في العمليتين الانتخابيتين والتصويت على الدستور الفيلدماني اليهودي تم إجهاض الديمقراطية في العراق مع سبق الإصرار والترصد الفارسي الأمريكي.

بعد أن تم قتل عدد كبير من العلماء وأساتذة الجامعات وكبار العسكريين والإعلاميين وكل من له غيرة على تراب العراق وشعبه وكسر ساق الوطن بإلغاء لجيش والشرطة وقوات الأمن أسفر الحكيم عن وجهه البشع وقلبه اللئيم وعقله السقيم وشيطنه الرجيم القابع تحت عمامته السوداء التي يحملها ظلما ويضعها جهلا على رأسه المليء بالأحلام الصفراء، وقام بحملة كبيرة للتحرك على العشائر العراقية في جنوب العراق ووسطه لنشر أفيون الفدرالية، وفي الوقت الذي انطلت هذه الخدعة على بعض العشائر فأن البقية كانت تلبس الدرع الوطني الذي أفشل سهام الغدر الحكيمي من التأثير فيها، وتكسرت السهام الصفوية على الدروع الوطنية، وكانت هذه الصفعة القوية جعلت الحكيم يتأرجح في مسيرته الخيانية المتعثرة فألتفت إلى الخلف طالباٍ المعونة بالمال والتوجيه من السيد الآيراني. فشل المال والعزف على الوتر الطائفي في استمالة العشائر العراقية الشيعية القحة المعروفة بمآثرها الوطنية، فسمعها لا يرهف ألا إلى العراق الواحد الموحد والإيقاع الشيعي الممزوج بالنغم السني، وألا فالعزف سيكون نشاز و لا قيمة له .

كان الرد الإيراني من لا يستجيب بالمال فليستجيب بالتهديد وان عصي كان العنف أمامه وليس هناك أسهل من زرع التهم وحصد المعارضين للمشروع الصفوي، وكانت الحالات كثيرة وأشهرها عملية جند السماء التي فبركها فيلق بدر للنيل من ابرز العشائر العربية الأصيلة الى رفضت أن تمد يدها الى يد الحكيم الذليلة المضرجة بدماء العراقيين والرافضة لجعل العراق كوتنات حكيمية تلصق بالمخرج الإيراني كالقراد الكريه، تراجيديا جند السماء كان وقعها مرا كالعلقم على العراقيين بجميع أطيافهم فقد كانت رائحتها الكريهة ونتائجها الكارثية تدل على تخطيطها الصفوي ومن المؤسف ان تنقاد الحكومة العراقية ومجلس نوابها الذي يضم عدد كبير من الإرهابيين أبرزهم هادي العامري وجلال الدين الصغير وجمال جعفر وعبد الكريم العنزي وغيرهم الى تأييد العملية أو السكوت عنها وحتى عندما طالب رئيس مجلس النواب والمالكي بفتح تحقيق بالقضية فان الأفواه أسكتت بطريقة مفضوحة.

لم يكن تسويق الفدرالية الصفوية في العراق بالأمر السهل فالعراق وحدة واحدة على مراحل التأريخ والعشائر مقسمة بين سنة وشيعة والأقضية والنواحي كذلك وليس من السهل أقناع شيعة الجنوب بان الطائفة السنية تمثل تهديدا لهم ولا سيما أنهم ليسوا أكثرية في جنوب العراق وليس أيضا من السهل خداعهم بموارد لنفط ولا أن نموذج الفدرالية الحكيمية هو مشابه لفدرالية ألمانيا و الاتحاد السويسري فالتشبيه مضحك وهو أكثر نكته ليس إلا؟ كما ان تقديم الخدمات بشكل موسع كانت أكذوبة فأربع سنوات من الاحتلال تحولت فيه الخدمات من المرض إلى الكفن وأمسى الماء والكهرباء والبنزين والخدمات حلم يداعب مخيلة العراقيين في الجنوب

عندها فلست ابدي الحكيم ولكنه والحق يقال ورث عن أجداده الفرس الطبطبائيين خصلة العناد فهو معروف كالبغل في عناده ولا يحيده عن قول الباطل مقولة قائل، قام بعملية مفبركة بتمرير مجلس النواب العراقي الذي لم يكتمل حضوره إلا ذلك اليوم المشئوم فالغريب ان النواب لصدريين كانوا ضد المشروع وحزب الفضيلة وجبهة التوافق، كما ان عدد من نواب المجلس الأعلى كانوا في بلدهم ايران ومع هذا فقد تم تمرير القانون بأغلبية ؟

إيغالا في الباطل ومقاومة وحدة الشعب العراقي ونزع نسيجه الاجتماعي الزاهي جاءت إحداث البصرة مؤخراً لتلقي الظلال على واحدة من منجزات الحكيم في إلحاق البصرة بعبادان الإيرانية فأحداث البصرة من اختراعات الحكيم وهي خطوة على جانب كبير من الأهمية تسبق تمرير قانون استثمارات النفط والذي سيتم تمريره بنفس أسلوب قانون الفدرالية، فمن المعروف ان النفط في البصرة يسيل لعاب الإيرانيين وهم لا يمكنهم ان يتخلوا عن هذا الطعم مع وجود الصياد البريطاني والأمريكي ؟ البريطانيون والأمريكان راحلون ولكن الفرس باقين وهذه حقيقة ومهما حاول الأمريكان والبريطانيون ان يحصلوا عليه في اتفاقيات مشبوهة مع حكومة الاحتلال فأن إيران ستكون اللاعب الرئيس بحكم موقعها الجغرافي والسياسي في العراق من خلال الأحزاب العراقية الاثنين والثلاثين المنطوية تحت جلباب خامنئي والتي تسير العراق وفقاً لمشيئة المرشد الروحي للثورة الإيرانية.

قانون الاستثمار في مجال النفط والغاز العراقي ستكون البصرة بالدرجة الأولى مسرح أعماله ولأنه يضمن للإقليم عقد اتفاقيات استثمارية والحصول على امتيازات كبيرة ستديرها سلطات الأقاليم/ وهذا يعني من وجهة نظر الحكيم اللعب بالنار لأن البصرة والنفط في الوقت الحاضر يخضع الى عناصر حزب الفضيلة وان محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي من الحزب المذكور وعليم بدأ الحكيم يعمل بنشاط العنكبوت لنسج شبكته للإيقاع بالمحافظ وحزب الفضيلة، وزاد من سوء الأمور انسحاب الفضيلة من الائتلاف بسبب أطروحاته الطائفية والتي تريد فصم مكونات الشعب العراقي إضافة إلى اتهامه بتنفيذ أجندة إيرانية واضحة المعالم، وتحرك الحكيم على مقتدى الصدر الذي يتخذ من إيران وكراً لنشاطاته وتم توحيد رافدا العمالة في رافد واحد.

اتهم المحافظ بالفساد المالي والإداري فشكل رئيس حكومة المنطقة الخضراء لجنة تحقيقيه حققت في الاتهامات ورجعت بخفي حنين فلم يثبت على الوائلي التهم التي وجهت إليه، فغير اتجاه البوصلة إلى جهة قلة الخدمات، والكل يعرف ان الخدمات في العراق باعتراف الرئيس الأمريكي وصلت إلى الصفر والأمر لا يقتصر على الخدمات على البصرة فقط، كما ان المحافظ ليست له علاقة مباشرة بهذا الأمر فهناك دوائر متخصصة ومتباينة كدوائر الماء والمجاري والكهرباء والهاتف والوقود هي المسئولة مباشرة عليها، و أن تخصيص الأنفاق الخدمي محدد من قبل الإدارة الأمريكية وليس المحافظ ، من جهة ثانية ان الدستور الذي مرره الائتلاف الحاكم ينص على أن من حق مجلس المحافظة إقالة المحافظ عبر الوسيلة الديمقراطية وهي التصويت وليس التهديد بالقتل ومحاصرة المحافظة والهجوم عليها، فمن خلال(24) صوتاً من مجموع (41) صوتا في مجلس المحافظة يمكن إقالة المحافظ دون الحاجة الى هتك شرف الدستور من قبل الحكيم والصدر، ودون الحاجة إلى اجتماع أعضاء مجلس المحافظة من الصدريين والمجلس الأعلى واتخاذ قرار بسحب الثقة من المحافظ.

وكما يبدو ان القنصل الإيراني في البصرة هو الذي يمسك خيوط اللعبة كلها بيده إمام أنظار المتفرجين الأمريكان والبريطانيين وحكومة المالكي، وتشير المعلومات بأن هذا القنصل وهو من ابرز ضباط اطلاعات وهو جهاز المخابرات الإيرانية يتحرك بنشاط يساوي نشاط النواب العراقيين جميعا إذا لم يكن اقوي، فهو شعلة من النشاط والتوقد والذكاء ألمخابراتي يحرك الخيوط بسرعة وتنسيق كبيرين لإكمال المسرحية إلى نهايتها المعروفة، ومن هنا جاء اتهام نائب رئيس مجلس محافظة البصرة السيد نصيف جاسم عبادي لجهات خارجية العمل على زعزعة الاستقرار في البصرة في تلميح إلى تحركات القنصل الإيراني.

في الوقت الذي يختفي فيه الحكيم تحت عباءته موحيا بأنه ليس له علاقة بما يحدث في البصرة فأن كل الدلائل تشير إلى وجود تنسيق كبير بين القنصل الإيراني في البصرة وعبد العزيز الحكيم يجري بطريقة سرية من خلال الوسيط وهو ممثل الحكيم في البصرة والخطة إيرانية التخطيط والتنفيذ والوسيلة؟ إما التحرك الأخير من خلال إرسال مقتدى الصدر لوفد ضم ابرز وجوه تياره حازم الأعرجي واحمد الشيباني للقاء لمرشد الروحي لحزب الفضية الشيخ محمد اليعقوبي في إطار مصالحة أقطاب البيت الشيعي المهدد بالتصدع والانهيار فأنه أشبه ما يكون بذر الرماد في العيون وينطبق عليه المثل العراقي( بعد أيش؟ بعد خراب البصرة).

• كاتب ومفكر عراقي