سقوط العمالقة !!!
بقلم/ نبيلة الوليدي
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 16 يوماً
السبت 07 يناير-كانون الثاني 2012 11:17 ص

صنفان من الناس إذا فسدوا فسد الزمان ..الأمراء , والعلماء..

انصرمت السنة الماضية , مثقلة بالأحداث ,طوت بين أعطافها أهوالا جعلت الحليم حيران , والقائم فيها والقاعد بالهم سيان..ثورات أسموها ربيعا !!

ليت شعري أيّ ربيع هذا ؟! لا والله..إنها الفاضحة !!

قامت قيامة القوم ..وفضحهم الله على رؤوس الأشهاد.. سقطت أقنعة ما كنا نحلم يوما بسقوطها..وتساقط عمالقة.. وددنا لو أن باطن الأرض ضمتنا قبل أن نشهد سقوطهم المريع , المخزي !!

 قامات علم وفقه يتساقطون في دهاليز السياسة العفنة ,وتسيّرهم الأهواء,وهم يحفظون قوله تعالى " يا أيها الذين أمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم.."المائدة54".

أقطاب علم الأمة سقطوا.. بدءا من القرضاوي الذي خرج علينا يهدر دم القذافي قائلا بالحرف الواحد : اقتلوه ودمه في عنقي !! ثم خنس ’وسكت عن البقية ,وليسوا بأقل سؤا من القدافي ولا أقل دموية !!

ثم يطالعنا اللحيدان عضو هيئة كبار العلماء السعوديين في قناة اليمن قائلا عن ثورة الشباب السلمية وبصوت ينطف حقدا : هي فتنة ويجب أن تبتر ..ويكفّر الإخوان في اليمن قائلا :لا ينبغي أن يسلموا السلطة لأنهم رضوا بالتحالف مع الاشتراكيين الكفرة وسالموا الحوثيين الخارجين عن الملة ..أهدر دماء شعب.. وكفّر نصفه !!

ثم ظهر الداعية السعودي المشهور "سعد البريك " على "قناة وصال"

متوثبا لنصرة أهل سوريا .. وبكل حماسة وغيرة قائلا: الثورة السورية سنة حسنة , الأجر لمن سنها واستن بها..واعتبر أن دعم الجيش السوري المناوئ لبشار بالمال والرجال والعتاد جهاد في سبيل الله وأردف حرفيا: أي حكم ديمقراطي قادم على سوريا حتى لو كان مزيج من إسلاميين وغير إسلاميين فهو أفضل من هذا التسلط والديكتاتورية في سوريا ...هذا شعب يستحق أن يحيا بكرامة ويستثمر ثرواته...غافلا عن ثروة أرضه المهدرة, ومتعاميا عن الحكم الديكتاتوري المتسلط على أرض الحرمين لعقود !!

وعندما سأله المذيع عن سبب تباين الموقف الأممي تجاه كلا من "صالح, بشار ,القذافي"؟؟!!

قال : ليبيا نفط ولا وجود لأسرائيل .سوريا لا نفط وثمة إسرائيل ...وسكت تماما عن اليمن كأن لم يسمع أوفي أذنيه وقرا..

ثم جاء دور البوطي ..محدّث وإمام المسجد الأموي بدمشق ..العالم الرباني,الذي كانت دروسه في التفسير والعقيدة تذيب صخور الشرك وتفتح عقول الماديين بالإقناع لدخول هذا الدين ..نراه يقبع في محرابه وقد لفه الخرس عما يفعله بشار بقومه ,بل ويطلق فتاوى مغلفة توحي برضاه عما يحدث , وتشعر بتواطئه مع حكم بشار الظالم ,السفاح !!

أخيرا :شيخنا الجليل الذي نحبه ونحترمه جدا ,وصف الثورة بأنها براءة اختراع ثم لبس طاقية الإخفاء وغادر الساحات في أحلك الأوقات !!

أين المفر يا أمة الإسلام : زمان فيه الجار سؤ, والأمير سؤ, والعالم...

إنتظروا الدجال شر غائب ينتظر.. وإما الساعة .. فالساعة أدهى وأمر واسألوا الله الثبات..وحسبنا الله ونعم الوكيل