مسيرة الحياة فرصة جديدة لاستعادة الثورة
بقلم/ أحمد الزرقة
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 30 يوماً
الأحد 25 ديسمبر-كانون الأول 2011 12:29 ص

  Alzorqa11@hotmail.com

من شأن وصول مسيرة الحياة إلى صنعاء قادمة من محافظة تعز أن تبعث بعدة رسائل ثورية مفادها إن الثورة هي تسوية تاريخية كبيرة، لا تقبل بأنصاف الحلول، وأنصاف التسويات، وأن الثورة السلمية التي انطلقت مسيرتها قبل اكثر من عشرة اشهر ما زالت تمتلك الكثير من الأدوات السلمية المبهرة والمتجددة في أسلوبها وأدائها، وأن الخيار السلمي هو الطريق الأمثل والأنسب لتحقيق كل أهداف الثورة.

مرت الثورة الشبابية بعدة منعطفات ومنحنيات أثر كثير منها على مسيرة الثورة وأهدافها، لكنها كانت سرعان ما تحاول العودة للمسار الصحيح والابتعاد عن الانحرافات التي حاولت بعض الاطراف السياسية في السلطة والمعارضة جرها إليها، وسعي بعض الاطراف السياسية على ادعاء الوصاية على الثورة وشبابها، وبالتالي استخدام ساحات الثورة كوسيلة للتفاوض وأداة للضغط السياسي، من اجل الحصول على تسوية سياسية لا ترقى لما تطمح له الثورة وشبابها، ولا تتناسب وحجم التضحيات التي بذلها الثوار، وتحمل من أجلها ملايين اليمنيين شهورا طويلة من المعاناة القاسية في مواجهة نظام لا يجيد سوى العنف والتدمير للقيم وللحياة.

الثورة كفكرة هي عمل لا يتكرر كل يوم ، وبالتالي يجب على الاحزاب والقوى السياسية والاجتماعية ان لا تقف في وجه الثورة ، وأن تتوقف عن محاولة الالتفاف عليها، وطعنها من الخلف، فالثورة التي أطلقت شعار التغيير كهدف مرحلي لها، يجب ان تحققه بشكل كامل غير منتقص، وفكرة التغيير هي فكرة واضحة ولا تحتاج لكثير من الشرح، وهي لا تعني تغيير رأس النظام فقط ،بل يجب ان يمتد التغيير لكل منابع الفساد وأدواته، وقبل ذلك إتاحة الفرص لحدوث تحول حقيقي في القيم والمفاهيم الاجتماعية والسياسية والثقافية، وصولا لدولة المواطنة المتساوية، بدون تمايز أو تمييز.

تمنحنا تعز كل يوم فرصة جديدة لاستعادة الثورة من أفواه الأحزاب والقوى السياسية التي لا ترى في الثورة غير فكرة للقفز لمواقع اقرب من كرسي الحكم، ويصبح كل ما لا يوصلها لتلك الغاية هو خيانة للثورة حد زعمها.

القوى السياسية التي ادعت تأييدها للثورة هي اليوم أمام إختبار حقيقي، فإما أن تدعم شباب الثورة لتحقيق اهداف ثورتهم كاملة، أو أن تعلن عن وجهها الحقيقي بصراحة واضحة وبدون مواربة، وتقول للشباب شكر الله سعيكم وصلنا فوق اكتافكم للسلطة ونراكم في ثورة قادمة، وبالتأكيد ستمضي الثورة وشبابها ابعد ما يراد لهم، وستكون الثورة اكثر تخففا بدون حمولة تلك القوى المسكونة بالماضي.