حادث عرضي !!
بقلم/ أحمد الزرقة
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 13 يوماً
الأحد 09 سبتمبر-أيلول 2012 06:34 م

1

قالت اللجنة العسكرية أن الرئيس هادي وجه بتشكيل لجنة للتحقيق في حادثة مقتل 12 مدني في محافظة البيضاء منتصف الأسبوع الفائت في غارة نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار، اللجنة العسكرية في نفس الخبر الصحفي الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية حسمت نتيجة التحقيق سلفا وأعلنت أن الحادث عرضي وانه وقع بسبب وجود السيارة التي كانت تحمل الضحايا في نفس الزمان والمكان الذي كانت تمر فيه سيارة لأحد قيادات القاعدة في البيضاء، وبالتالي أصبح الحديث عن إجراء تحقيق عادل ومستقل ومنصف للضحايا في خبر كان.

2

أمس السبت اعتذر وزير الداخلية عن حضور جلسة للبرلمان لإيضاح نتائج التحقيقات في حادثة البيضاء وبرر اعتذاره بأن القضية مازالت في مرحلة التحقيق وجمع الحقائق والاستدلالات!! ولا احد يدري ماهي المعلومات التي مازال الوزير يبحث عنها، فمنفذ العملية معروف ومن يعطي التوجيهات معلوم ومن قتل المدنيين أيضاً يعرفه الجميع من اصغر مواطن حتى رئيس الجمهورية، الحادثة نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار بواسطة صاروخ كروز ، والعمليات الأمريكية قال عنها الرئيس هادي بعد انتخابه أنها كانت تتم في الماضي بدون موافقة الحكومة اليمنية، وأنه طلب من الجانب الأمريكي أخذ الإذن منه قبل تنفيذ أي عملية، لكن لا احد يعرف مدى قدرة الرئيس هادي على إقناع الإدارة الأمريكية على التوقف عن تنفيذ عملياتها بدون تنسيق مسبق، وتجنب وقوع ضحايا مدنيين في تلك العمليات التي لايعرف أحد مدى دقتها أو فاعليتها في الحرب على تنظيم القاعدة،.

3

كان من الأجدى أن تتعامل الحكومة بشفافية بدلا من المماطلة وتعترف بالخطأ وتتقدم باعتذار رسمي لأهالي الضحايا وتقوم بتعويضهم، وتطلب من الجانب الأمريكي احترام السيادة اليمنية المستباحة والمنتهكة منذ حكم الرئيس السابق، بالإضافة لدفع تعويضات لأهالي ضحايا الأخطاء الأمريكية ابتداء بمجزرة المعجلة وانتهاء بضحايا البيضاء.

4

كنت أتوقع أن يكون اتصال مساعد الرئيس الأمريكي لشئون الإرهاب الأسبوع الفائت بالرئيس هادي مخصصاً لتقديم اعتذار امريكي عن ضحايا العملية الأمريكية في البيضاء، لكن للأسف لم يتم التطرق للحادثة في الاتصال بل قام جون برينان بالإشادة بجهود الرئيس هادي وحكومته في الحرب على الإرهاب، وحثه على الاستمرار قدماً في تلك الحرب حتى لو راح ضحيتها مدنيين وأبرياء، ويبدو أن لا احد يهتم بحياة اليمنيين أو مآسيهم وأن عليهم أن يكونوا أكثر حرصاً وحذرا وأن لا يتواجدوا في المكان والزمان الخطأ حتى لا يدفعوا حياتهم نتيجة خطأ عرضي ..!!.

ملحوظة أخيرة .. هذا المقال رفضت صحيفة الجمهورية بدعوى أن فيه اتهاماً للرئيس عبدربه منصور هادي بالتواطؤ مع الأمريكان لقتل اليمنيين .. وهذا أمر عجزت عن معرفة كيفية استنتاج هذه الفرضية من قبل هيئة تحرير الصحيفة !! ولكن أقول ولله في خلقه شئون ..

Alzorqa11@hotmail.com