جمال بن عمر موفد الامم المتحدة لمطاعم الشيباني
بقلم/ أحمد الزرقة
نشر منذ: 13 سنة و 3 أسابيع و 3 أيام
الأربعاء 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 04:47 م

1

يبدو أن موفد الأمين العام للأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر قد انظم رسميا إلى نادي محبي وعشاق رابطة سلسلة مطاعم الشيباني، حيث صار من المعتاد رؤيته بشكل شبه يومي يتناول وجبة الغداء في مطاعم الشيباني المنتشرة في شارع حدة، برفقة شخصيات قيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام، في خرق واضح لمفهوم الحياد السياسي الذي تتطلبه طبيعة مهمته في اليمن كموفد لاكبر منظمة أممية في العالم لمراقبة الوضع في اليمن.

2

إعجاب بن عمر وحماسة لوجبات مطاعم الشيباني تجاوزت حماسته كموفد سياسي يعتمد العالم على تقاريره بخصوص تقييم ومراقبة الأوضاع في اليمن ومدى تنفيذ صالح ونظامه لقرار مجلس الامن رقم 2014،التي سيتخذ مجلس الأمن على ضوء تقاريره موقفا يتناسب مع قرار المجلس الذي اتخذه منتصف الشهر الماضي.

3

وبات من الواضح إن الحزب الحاكم في اليمن اكتشف شفرة التعامل مع بن عمر المولع بمحتويات مائدة مطاعم الشيباني، وأجاد استخدامها من منطلق المثل الشعبي القائل "إطعم الفم تستحي العين"، ويراهن الحزب الحاكم على إن بن عمر سيتذكر كرم الضيافة المؤتمرية وأصناف الوجبات المتنوعة المقدمة على موائد الغداء حين يقوم بإعداد تفريره المرتقب لمجلس الأمن الذي اتضحت بعض ملامحه من خلال تصريحات بن عمر حول وجود إتفاق بين السلطة والمعارضة على بنود الآلية التنفيذية الخليجية، وحول إن السلطة والمعارضة وراء طلب تأجيل اجتماع مجلس الأمن لمدة أسبوع.

بالإضافة لحديثه العائم حول الأوضاع في اليمن ومعاناة اليمنيين جراء العقاب الجماعي الذي ينتهجه النظام بحق اليمنيين، ودعوته المتكررة للخروج بتسوية سياسية للثورة اليمنية.

4

وكان من النتائج المبكرة للوجبات الشيبانية العامرة، استبدال بن عمر لزيارته الميدانية التي كان أعلن عنها لمدينة تعز، بلقائه بصالح في دار الرئاسة بعد أن كان قد أعلن خلال زيارته الماضية لليمن، انه لن يلتقي بصالح لمناقشة الوضع اليمني وانه سيلتقي بنائبه عبدربه منصور هادي باعتباره مفوضا من قبل صالح للتوقيع على المبادرة الخليجية.

5

بالتأكيد سيتذكر بن عمر جيدا ثلاثة أشياء في اليمن (مطاعم الشيباني – والعسل الدوعاني – وكرم الضيافة المؤتمرية) لكن هل سيذكر في تقريره المقدم لمجلس الأمن أنه قبل وجبات وكرم ضيافة الحزب الحاكم له خلال قيامه بمهمته الرسمية كموفد رسمي للامين العام للأمم المتحدة، أم انه سيعتبر تلك الولائم لقاءات عمل ولا تعتبر نوعا من أنواع الرشوة السياسية،وأنه قبلها لان من أرسلوه لليمن لم يحتسبوا له مقابل الوجبات خلال مهمته الاستقصائية.