عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين طهران تايمز تحذر الحوثيين .. أنتم الهدف الثاني بعد بشار الأسد
قامت الثورة التشيكية حين قرر السياسي المخضرم (ريكاردو لاغوس) البالغ خمسين سنة أن يقطع صمته في برنامج تلفزيوني حي، وحدق في كاميرا التصوير قائلاً بصوت جهوري قوي مخاطباً الديكتاتور الجنرال (أوغستو بينوشيه )
بأنك وعدت الشعب قبل ثمانية أعوام بأنك لن ترشح نفسك لإنتخابات أخرى، فمن غير الممكن أن تأتي اليوم طالباً منا أن نتحمل ثمانية أعوام جديدة، من التعذيب والإغتيالات وخرق الحقوق الإنسانية، لا يعقل أن يكون إنسان شديد الولع بالسلطة حتى يطمح لإمتلاكها 33سنة، وفيما حاول المذيع الذي يجري معه المقابلة مقاطعته مراراً صرخ فيه قائلاً: لا بد لك أن تعذرني فأنا أتكلم بعد 25سنة صمت !! ))
لا أعتقد أن هناك سعادة تضاهي في لذتها وتأثيرها تلكم اللحظة الحاسمة التي يعزم فيها المرء أن يتنفس الصعداء، أن يتكلم ويصرخ في وجه الطغيان والجبروت بعد سنين طويلة من العذابات والمعاناة والقهر، لينطلق محلقاً في سماء الحرية متحرراً من قيود الخوف وأغلال الذل التي كبلته و قيدته ردحاً من الزمن، ليبصق في وجه معذبيه وجلاديه غير آبه بهم ولا مكترث، معلناً رفضه للظلم والإضطهاد والإستبداد ..
كم هو شعور رائع أن يزيح المرء ذلك الكم الهائل من الغضب المكتوم والمرارة المدفونة ، ويدفع تلك التلال الضخمة من الشحنات السلبية المتراكمة والجاثمة على قلبه مرة واحدة، محدثاً في صدره ما يشبه الإنفجار العظيم أو الزلزال المدمر، يتبعه نفس عميق وسكون جميل وشعور لا يوصف، يختلط فيه الشعور بالإنجاز والرضا عن الذات بالفخر والزهو، متحملاً في سبيل (كلمة الحق) كل ما يمكن أن يحدث، معلناً بشجاعة أنه لا يخشى إلا الله، أنسان حر كرمه الله وفضله على سائر المخلوقات، ولن يخفض هامته أو يطأطأ رأسه بعد الان !!
كيف أصبح الفلاح الياباني المسن (ساكورا ساغورو) رمزاً للتضحية والفداء في بلاده ؟، تقول القصة أنه تم صلبه في قريته (نازيتا) سنة 1653م، لأنه تقدم بعريضة نيابة عن سكان قريته المظلومين، متجاهلاً بأن عريضة الإحتجاج جريمة عقوبتها الإعدام، ولأنه أستشهد وهو يدافع عن مصالحهم فقد بقي الفلاحون إلى اليوم يحتفلون بروحه ويحيون ذكرى وفاته ناقمين على من قتلوه !!
ولماذا نذهب بعيداً فلدينا (بوعزيزي) التونسي العظيم أسطورة الحرية والكرامة التي ما زالت أصداء أحداثها تتردد ماثلة للعيان!! وليدنا الان البطلة (توكل كرمان) التي أصبحت اليوم عنوناً للمرأة اليمنية القوية الشجاعة، والتي رفعت رأسنا كيمنيين عالياً، كأول عربية تحصل على جائزة نوبل للسلام ..
الملايين من ابناء رومانيا عاشوا هذه اللحظات الفارقة أثناء الحفل المتلفز الذي حشده الرئيس (نيكولاي تشاوشسكو) في العاصمة بوخارست يوم 21 يناير سنة 1989م، ليستعرض لمعارضيه بأنه ما زال ذلك القائد المهيمن صاحب السلطة المطلقة، أخذ الرئيس - الذي على ما يبدو لم يكن يشعر بأن هناك مشكلة تتعاظم – يجلجل بصوته ويهدد ويتوعد، ثم علت أصوات الإستهجان في الساحة حتى سمعها المشاهدون على التلفاز ..
تلك الحادثة جعلت الرومانيين يشعرون بأن زعيمهم القوي هو بالفعل ضعيف جداً، وأسفر ذلك عن مظاهرات قوية في العاصمة مساء ذلك اليوم، ثم تلتها ليلة أخرى من إراقة الدماء إنتهت بسقوط الطاغية !!
إحذروا نقمة الشعوب إذاً، لا تأمنوا جانبها ولا يغريكم حلمها، الشعوب ما لها أمان، قد تأكل البرسيم والعلف دهراً، لكنها في لحظة معينة، عندما يستبد بها الجوع، ستتحول حتماً لأكل الرؤساء والوزراء والمواطنين السمان !!
إحذروا غضبة الشعوب، فالشعوب لا تنسى الإساءة ولا سوء المعاملة أبداً، لكنها تؤثر الصبر والتريث، لأنها تستمد من طغيانكم وتماديكم وقوداً وقوة وطاقة جبارة، وتترقب بصمت الوقت المناسب لإعلان زحفها الملاييني المقدس !!
لو كنت أجيد الرسم الكاريكاتوري لرسمت أحد الثوار الليبيين يلقم القذافي كتابه الأخضر وهو يتبول عليه قائلاً له: كنت أعلم أن دورنا لابد أن يأتي !!
في عام 1963م أعلن الأمريكي (مارتن لوثر كنج) الحاصل على جائزة نوبل للسلام انتفاضته المطالبة بـ (إنهاء التفرقة العنصرية) والتي دفع ثمنها حياته رخيصة في سبيل مبادئه التي آمن بها وناضل من أجلها، تلكم الإنتفاضة السلمية التي أحدثت فيما بعد تغييراً شاملاً في العقلية الأمريكية قبل أن تكون ثورة سياسية أو إجتماعية تسعى للمساواة بين المواطنين وتحرير العبيد وإنهاء الرق، حتى جاء اليوم الذي وصلت فيه رسالة لوثر كنج للعالم, وآن الأوان له ليرقد في قبره بسلام مطمئن البال، عندما فاز (باراك أوباما) مؤخراً في الإنتخابات الرئاسية عام 2009 !!
أخيراً أهنئ السياسية البطلة (توكل كرمان) كما أحيي كافة أحرار اليمن، والعالم أجمع ، المناضلين من أجل العيش الكريم لشعوبهم المقهورة في أوطان يكون القرار فيها والسلطة بيد الشعب، كل الشعب، لا بيد أسرة فاسدة ولا فرد مستبد ..