أصبح التحرش هو أكبر الأزمات التي تواجه النساء حول العالم، ولا تقتصر ظاهرة التحرش على مواطنات الدول سيئة السمعة في هذا الموضوع، حيث تمتدت إلى السائحات والزائرات وعابرات البلدان الأكثر تحرشا، وصنفت دول عديدة بأنها الأكثر في نسبة التحرش حتى في الأماكن العامة.

وقد أثيرت قضية التحرش في مستويات رسمية عديدة في السنوات الأخيرة. وباتت السيدات حول العالم يبحثن عن الدول الأكثر أمانا لهن من التحرش لزيارتها للسياحة والاستجمام.

وبحسب هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإن سيدة واحدة من بين كل 3 نساء في العالم تتعرض لشكل ما من أشكال التحرش الجنسي مرة واحدة على الأقل في حياتها، وهو ما جعل الكثيرات يبحثن عن آليات لمواجهة الظاهرة.

من ناحيتها، توصلت خبيرة الطيران لمبادرة "سيف سيتي"، "إليسا ماري دي سيلفا"، التي تقوم على تشجيع النساء على البوح، وتوثيق حوادث التحرش والاعتداء الجنسي على النساء التي حدثت في الأماكن العامة، إلى قائمة بالمدن الأكثر أمانا للسيدات، والاحتياطات التي يجب اتباعها عند ذهاب المرأة إلى الأماكن التي يكثر تواجد المتحرشين فيها.

وتهدف المبادرة إلى التوعية بنوعية المضايقات التي تتعرض لها النساء في الشوارع، وإقناعهن بكسر حاجز الصمت والبوح بتجاربهن الشخصية من دون الكشف عن هويتهن، لتبادل القصص والشعور بأنهن لسن وحدهن في ملاحقة الجناة.

ومنذ انطلاق المبادرة وتدشين الموقع في 26 ديسمبر/كانون الأول 2012، أفصحت أكثر من 10 آلاف امرأة ينتمين لأكثر من 50 مدينة في الهند وكينيا والكاميرون ونيبال عن معاناتهن مع التحرش، مما مكن "سيف سيتي" من الوصول إلى قاعدة بيانات عن أكثر أماكن العالم تحرشا.

ووفقا للمبادرة، تعد الهند أكثر مناطق العالم خطورة من حيث التحرش، حيث تلقى الموقع 9076 شكوى تتعلق بالتحرش، وأظهرت خريطة الموقع المدن والقرى التي حدث فيها التحرش، وجاءت باكستان في المركز الثاني بعد الهند، بعدد شكاوى بلغت 4806 شكاوى، ثم كينيا بـ1122 شكوى، والجابون 281 شكوى.