آخر الاخبار

عاجل : اتفاق سعودي أمريكي في المجال النووي .. وواشنطن تسعى للملمة المنطقة المضطربة بعد انفرط عقد الأمور أردوغان يعلن عن تحرك يهدف لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها على غزة اليمن.. طوفان بشري في مدينة تعز تضامنا مع غزة وحراك الجامعات الأمريكية 41 منظمة إقليمية ومحلية تطالب بوقف الانتهاكات ضد الصحفيين في اليمن .. تزامنا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة نقابة الصحفيين اليمنيين: تكشف عن اثار مروعة للصحافة في اليمن ...توقف 165 وسيلة إعلام وحجب 200 موقع الكتروني واستشهاد 45 صحافيا بعد أقل من 48 ساعه من تهديدات ايرانية وحوثية للملكة .. السعودية تكشف عن تحركات عسكرية أمريكية بدأت من الظهران لمواجهة تهديدات أسلحة التدمير الشامل تركيا تعلن دخولها الحرب العقابية ضد إسرائيل .. وتوجه بتحركات ضاربة لتل أبيب الحوثيون يدشنون المرحلة الرابعة لإفشال السلام في اليمن عبر عمليات البحر الأبيض المتوسط تركيا تعلن عن إجراءات قوية وحاسمة ضد إسرائيل الجيش الأمريكي يسقط ثلاث طائرات حوثية مسيرة

المؤتمر والحوثي في مهمة إسقاط مأرب

الإثنين 12 يناير-كانون الثاني 2015 الساعة 10 مساءً / مأرب برس – عامر الدميني
عدد القراءات 5471

منذ الأسبوع الماضي أجهد المؤتمر الشعبي العام نفسه وهو يؤكد أن شحنة الأسلحة التي إستولت عليها القبائل في محافظة مأرب تتبع الإصلاح، وذهبت الى منازل قيادات إصلاحية، وأن ما يجري في مأرب يقف خلفه حزب الإصلاح.

إشتعلت وسائل إعلام المؤتمر بالتصريحات والبيانات التي تعزز رأي قياداتها، وبدت وكأنها تخوض معركة ضخمة في كيل التهم للإصلاح، وفي غضون اربعة وعشرين ساعة نشر العديد من التصريحات لحسين حازب القيادي في المؤتمر والمنتمي لمحافظة مأرب، وتصريح آخر لأمين عام محلي المحافظة، إضافة لتصريح مصدر مسؤول في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، وبيان صادر عن مؤتمر مأرب، مع العديد من الأخبار التي تدور بذات الفلك.

حماس المؤتمر الكبير المغلف بغلاف الوطنية لم يشهد هذا الفوران الغاضب عندما سقطت محافظات عمران وصنعاء والحديدة وإب ومختلف المحافظات، وبدلا من أن يدافع عن المحافظة لذاتها بما تحتويه من مواطنين يتوزعون على مختلف التيارات السياسية، جعل من الإصلاح عدواً وهدفاً، وحمله جميع الاخطاء، وما تشهده المحافظة من تلاحم لرفض دخول جماعة الحوثي إليها.

تذكر المؤتمر الشعبي العام الوطنية أخيراً حين وقع السلاح بأيدي القبائل التي استولت عليه خوفاً من وصوله ليد جماعة الحوثي وإرتداده الى صدور ابناء المحافظة، بينما لم يحرك ساكناً، و أغلق فمه تجاه ترسانة الأسلحة التي صادرتها جماعة الحوثي من مختلف معسكرات الجيش.

لم يتوانى المؤتمر عن كيل التهم وحشدها في وجوه تلك القبائل التي أعلنت موقفها بكل وضوح، ووصفت بيانات المؤتمر ابناء المحافظة بالمتشددين دينياً، وأن من استولوا على الكتيبة العسكرية يتشكلون من خليط من المنتمين للإصلاح وأعضاء القاعدة، ووصف امين محلي مأرب المحسوب على المؤتمر الوضع بأنه "ليس بالأمر الهين".

ذلك التباكي المؤتمري والانفعال المتهور لم يكن حرصاً على الجيش، او دفاعاً عنه كمؤسسة عامة، بل كان تحيزا مقيتاً بإعتبار تلك الكتيبة تتبع أحد ألوية الحرس الجمهوري المنحل، ويتعامل معها المؤتمر وكأنها ملكية خاصة وموروث شرعي مكتسب، بينما بقية القطاعات والوحدات في المؤسسة العسكرية لا تستحق الإهتمام.

على نفس الصعيد كتب السبت الفائت علي البخيتي القيادي في جماعة الحوثي منشورا على صفحته في الفيسبوك، اعتبره حلاً للوضع في مأرب، طالب فيه حزب الإصلاح الذي وصفه بالإخوان المسلمين اطلاق يد رئيس الجمهورية لإجراء تغييرات في المحافظة تشمل المحافظ والقادة العسكريين والأمنيين والمدنيين المحسوبين على حزب الإصلاح وعلي محسن الأحمر واستبدالهم بشخصيات وطنية كفؤة ونزيهة ومستقلة عن كل الأطراف السياسية أو على الأقل مستقلة عن الأطراف المتصارعة.

البخيتي في منشوره لم يتمكن من إخفاء شماتته وتلويحه بالتهديد، فقد خاطب الإصلاح بالقول " ليس بالضرورة أن تخسروا مأرب بالضربة القاضية كما حصل في عمران وصنعاء وغيرها من المحافظات، كونوا سياسيين على الأقل في مارب وجنبوها مصير تلك المحافظات، و كونوا صادقين مع أنفسكم ومع قواعدكم على الأقل لمرة واحدة ولا تعدوهم بسحق الحوثيين في مأرب وفي الأخير تخسروا كل شيء، قال المثل "على قدر فراشك مدد".

ذهب البخيتي الى واد آخر وهو يخاطب الإصلاح لإطلاق يدر رئيس الجمهورية، وكأن الإصلاح هو الذي يقف عائقا امام هادي، بل وكأن اولئك المحسوبين عليه او على اللواء الأحمر ليسوا يمنيين أو من أبناء المحافظة.

اراد البخيتي أن يجعل من الإصلاح حافزاً جديداً لمليشيات جماعته، حتى تستجمع قواها للإنقضاض على مأرب، من خلال إتهامه بأنه من يتحكم بهادي، ويفرض عليه ما يريد، مثلما تفعل جماعته التي تنتزع قرارات هادي بالقوة لصالحها، وليس قرارات الجيش و المحافظين الأخيرة عن الجميع ببعيد.

مشكلة البخيتي أنه لازال يمارس نفس الإتهامات الكاذبة التي تروج لها جماعته، ودأبت عليها منذ تحركاتها في عمران، عندما طالب الإصلاح بسحب مسلحيه من المعسكرات المشتركة مع تنظيم القاعدة، ورفع الغطاء السياسي عن تلك المعسكرات الغير شرعية، وعدم اعتراض أجهزة الدولة عند التعامل معها، وهي ذات التهم التي تسوقها الجماعة قبيل إقتحامها لأي محافظة، ولا ادري عن أي دولة يتحدث، وما هي الأجهزة المعنية في كلامه.

يافطة القاعدة التي تتذرع بها جماعة الحوثي، وتهدد بها الأطراف الأخرى صارت وسيلة إبتزاز مفضوحة ومكشوفة، وليست سوى ذريعة واهية تتلبسها الجماعة، لتقدم نفسها كمنقذ ومخلص، بينما تؤكد الأحداث أن التمدد الحوثي في المحافظات كان السبب الرئيسي لإنتعاش تنظيم القاعدة، الذي يرى أنه في مواجهة دينية مفتوحة مع الجماعة.

تناسق الموقف المؤتمري والحوثي مما يدور في مأرب يؤكد ويثبت تلاقي أهداف الطرفين، وتوحد جهودهما في سبيل الدفاع وتحقيق المصالح المشتركة لهما، جاعلين من الإصلاح عدواً لتكرار نفس السيناريو الذي يجري إستنساخه في كل منطقة تصل إليها جماعة الحوثي، فالاول صمت دهراً تجاه تصرفات الأخير، وما ألحقه من خراب وتدمير لليمن، والثاني ما كان له ليفعل كل ذلك لولا الغطاء السياسي والتسهيلات الميدانية التي قدمها له الأول.

ذلك التصعيد المتطابق من الطرفين يؤكد سعيهما الحوثي لإسقاط المحافظة في قبضة الجماعة الحوثية، مثلما سقطت نظيراتها من المحافظات، و كتيبة الحرس الجمهوري هي المبرر الذي يحاولان إستغلاله كمدخل ومقدمة لحبك المؤامرة، وكل تلك التهم ليست سواء وسيلة لتشويه قيادة المحافظة الحالية، ومغازلة الغرب بوجود القاعدة هناك، إحدى وسائل التأثير على دوره، وتنحيته جانباً، فإجماع الطرفين على وجود القاعدة وربطها بالإصلاح يكشف مستوى الإسفاف الأخلاقي، ودرجة الوقاحة التي يظهرون بها، وفي كل الأحوال ستكون مأرب عنوان بارز لسقوط ما تبقى من وجود للدولة، مثلما كانت عمران سبباً لسقوط العاصمة صنعاء.

لا يدرك هؤلاء أن الشعب لم يعد تنطلي عليه المغالطات، والأساليب الكاذبة، والمشاريع المشبوهة، وأن الإنبعاث الشعبي الذي بدأء بالإنتفاض على الوجود المليشاوي ليس سوا أمارة صادقة لإستعادة الجسد اليمني لعافيته وابناء الشعب لوعيهم، وإدراكهم لحقيقة كل تلك الأطراف التي مارست الخداع بشعاراتها البراقة، ولم تلبث أن إلتهمت كل مصالحهم ومكاسبهم.

اليوم لم يعد الشعب غبياً لتنطلي عليه أساليب الغواية من جديد، فقد ذاق وتجرع من مختلف الكؤووس، وبات بعرف جيداً من يرتدون ثوب الوطنية الزائف, و ما لم يفهمه المؤتمر والحوثيون أن الإتهامات التي يوجهوها للتجمع اليمني للإصلاح باعتباره عائق أمام مشاريعهم تعد وسام شرف وإعتراف صريح بأن الإصلاح وحده من يقف في وجوههم وحال دون تدميرهم للدولة وكيانها السياسي، وأن سقوطه والتكالب عليه لم يكن لدفاعه عن مصالحه الشخصية، بل صموداً أمام الأفاعي التي تلتهم البلاد والعباد.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن