رئيس جمعة الدفع المسبق
أحمد الزرقة
أحمد الزرقة

الرئيس علي عبد الله صالح سيضحي بالروح والدم وكل غال ونفيس من اجل الشعب اليمني ، لكنه لن يضحي من أجلهم بكرسيه، وغير مستعد أن يعلن عن فك ارتباطه بالسلطة التي يتربع على عرشها لفترة لا يتفوق عليه في مدة الامساك بتلابيبها سوى مجنون الكتاب الاخضر.تعهد الرئيس لأنصاره من فئة الدفع المسبق الذين تم حشدهم للجمعة الثانية على التوالي من مختلف المحافظات اليمنية إلى ميدان السبعين بالقرب من قصره بأنه سيفدي هذا الشعب بالروح بالدم ، وسيضحي بالدم والغالي والنفيس من اجل جماهير شعبنا اليمني العظيم،غير أنه لم يقل هل سيضحي بدمه ام بدمائهم ، وهل سيضحي بالغالي والنفيس لديه وأعني هنا الكرسي، أم انه سيضحي بهم باعتبارهم الغالي والنفيس.

يبدو الرئيس الذي حطم رقما قياسيا غير مسبوقا لرئيس او حاكم في عدد خطاباته ومبادراته وكلماته التي غالبا ما تناقض بعضها البعض،وهو يستحق بذلك الدخول في موسوعة جينيس للأرقام القياسية،غير مكترثا بالمرة بالنهاية التي ستواجه البلاد جراء عناده وتمسكه بمنصبه وتسخير كل موارد وإمكانات البلاد من اجل حشد مؤيديه كل جمعة تحسبا لزحف مرتقب من مناوئيه والمطالبين برحيله باتجاه قصره الرئاسي، ولكن ماذا لو قرروا الزحف خلال يوم غير الجمعة.

في تصور الرئيس ان اليمن واليمنيين لن يتحملوا مرارة غيابه او رحيلة عن المشهد السياسي او شاشة التلفزيون الرسمي، ولتعويض غيابه غير المحتمل سيقوموا بالاقتتال حتى آخر مواطن يمني، مما قد يؤدي لانقراض الشعب اليمني،وإن بقى عدد قليل منهم أحياء فلن يستطيعوا ادارة شئون البلاد او حكمها وستتجزأ لدول متناحرة يسيطر عليها تجار المخدرات والاخوان المسلمين وتنظيم القاعدة والانفصاليين،وستتوقف النساء عن ولادة شخص بحكمة وحنكة ودهاء وتسامح الرئيس الصالح.

الزعيم الاستثنائي والنادر والوحيد القادر على الجلوس على كرسي النار والرقص على رؤؤس الثعابين قرر التضحية بالغالي والنفيس من أجل شعبه وعلى حساب راحته وينوي بقاء بقية حياته "مسنب" على كرسي الرئاسة ،حتى يجد أيادي أمينه يسلمها عهدته من الشعب العرطة.

ومن اجل اقناع من يطالبوه بالرحيل بأن يرحلوا هم فأرض واسعة، وهم "شذرمة" قليلة بحسب تعبيره ولاتتجاوز نسبتهم 2,5% من اجمالي الشعب المطالب ببقائه،قرر ان يعاقب انصاره قبل معارضيه وهاهو يجعلهم يقفون طوابير طويلة بحثا عن غاز لمطابخهم،حتى يستشعروا باهمية بقائه كمتعهد رئيسي لمادة الغاز،ويقال ان المقربين حوله اقترحوا عليه توزيع اسطوانات الغاز كل جمعه في ميدان السبعين. وقام الرئيس القائد بسحب الجيش والأمن من عدد كبير من المحافظات لحماية قصره الرئاسي،وسلم تلك المحافظات لحلفائه من تنظيم القاعدة بحسب مزاعمه كي يتولوا إقامة إمارتهم الإسلامية،كي يطالبوه بالبقاء باعتباره اقل الشرين ضررا.

الرئيس الخالد نسى او تناسى سنة الله في الحياة المتعلقة بالتغيير ، والاخرى المتعلقة بانتهاء الدول ولايبدو ان احد ذكره بملك الموت الذي لاينسى أحدا.

إن بقاء أي فرد لفترة طويلة حاكما متفردا على كرسي الحكم بدون وجه حق، هو أمر له مساوئه الكثيرة على الحكام اكثر منها على المحكومين، ويفقد الحاكم المحكوم بالكرسي والبطانة السيئة إحساسه بالزمان وبالتغيرات حوله،خصوصا اذا ترافق مع ذلك قيام الاعلام والمنافقين حوله بتمجيده والتسبيح بحمده وتقديسه، حتى يفقد ارتباطه بحقيقته البشرية عن كونه جيفة مذرة،يكبر ويهرم ويمرض ويخرف،ويموت كما يموت البشر.

لايمكن لاي حاكم مهما كانت سطوته وجبروته وأمواله الوقوف في وجه شعب يرفضه،ويطالب برحيله، لكنه يملك حتى لحظات معينه،رسم ملامح مشرفة لنهايته،تحفظ له ما يتصور أو يعتقد انه مجد شخصي يريد أن يحفظه له التاريخ، ويبقيه في أذهان مواطنيه، وتلك لعبة صعبة للغاية تتناقض ورغبات الخلود الملطخة بالدماء والعنف والوعد والوعيد.

alzorqa11@hotmail.com


في السبت 02 إبريل-نيسان 2011 05:04:51 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=9717