الخيال المجنح
طارق عبدالله السكري
طارق عبدالله السكري

همٌّ سرى في أضلعي وسرى بـي

طيفا كأن سـراه طيـف عـذاب

يبكـون ( صنعا ) والدمـوع منـازل

طلعـت علـى حافاتهـا أعتابـي

عبرت علـى أضلعنـا أصواتنـا

كالنمل يمشي فـوق جـذع كابـي

ما أوقـدت شفـة علـى أجفاننـا

دربـا ولا نـار الضلالـة خابـي

بعُدت مسافات الهوى عن حلمنـا

فكأننـا والحلـم لمـع ســراب

أشتاق في التاريخ يومـا واحـدا

يدنـو فكـلٌّ حـائـر الأسـبـاب

أشتاق في التاريخ ومضـة بنـدق

إني سئمت مـن المـدل الجابـي

إني لأكتـم فـي الأنيـن توجعـي

فيطيش من صمتي الرهيب صوابي

هل صادفت صنعاء فـي رحلاتهـا

نابلـس ؟ أنـى آذنـت بغيـاب؟!

هلا مزجت مع المدام رصاصة ؟!

إني أفقـت ومـا أثـار شرابـي

مالي إذا غنـى الحمـام رأيتنـي

كالصخرة الصماء فـي المحـراب

دع عنك تغريب الرؤى وأهج بنـا

خيـلا تعلـق جريهـا بـخـراب

يهوي على الليل البهيم صهيلهـا

نارا تقادح مـن عيـون شهـاب

ياسائلي عني ألست ترى الهـوى

مابيـن عينـي جدوليـن بغـاب

إنـي أُفـرِّغ مابكـفَّـيَ هاهـنـا

ليعود مـن بعـد الغيـاب إيابـي

تجري الرياح تعـود كـل عشيـة

لغـة تكابـد عصرهـا المتغابـي

كـل العناويـن التـي زخرفتهـا

في رحلتـي كانـت بنـات ذئـاب

لا عرش يشبع دونه مـن دونـه

لا جيش يدفع صولـة الأغـراب

جنِّح خيـال الحُّـرِ مالـك كلمـا

جنّحتَ ثار دمـي وثـجّ ربابـي ؟

في أيّ عصر يعربـيِّ لـم يلـح

وجه القبيلة مـن وراء حجـاب ؟

في خبزنا في دربنـا فـي أمسنـا

في غدنا في القصر في الحجـاب

هي صوتنا المبحوحُ في صلواتنـا

هي خمرنا الدّفّاق فـي الأكـواب

هي لعنة التاريـخ فـي أضلعنـا

هي مصحف الأعراب والأقطـاب

هل لي إذا شرق الزمـان بأهلـه

أن لا أُقيـم بدولـة القـصـاب ؟


في الأربعاء 16 مارس - آذار 2011 06:07:32 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=9502