العراق بعد صدام دماء مابين النحرين
طارق عثمان
طارق عثمان

مأرب برس – خاص 

في يوم عيد النحر الذي هو شعيرة اسلا مية اقتداء بابراهيم الخليل تقرب بعض العراقيين من اسماعيل الصفوي "مؤسس الدولة الصفوية وناشر المذهب في ايران والعراق " بذبح عظيم فنحروا قائدا عزا نظيره وقف امام المشنقة وكأنها ربطة عنق من نوع "يف سان لوران " راضيا باسما واثقا صلبا متماسكا ... فضاعت بلاد العراق مابين النحرين

فبين النحر الامريكي ... والنحر الوطني ..يستمر النزيف ...ويستلقي العراق مضرجا بالدم القاني ويذبح من الوريد الى الوريد ... في سباق محموم بين سكاكين الابناء...وبين سكاكين الغرباء...

فالموت يزور عشرات الاسر يوميا ...يقصف زهرة الشباب .. ويخطف الارواح ... وينتزع البسمة من الشفاه ... ويغرق العيون بالدموع ... ويملأ القلوب كمدا وحسرة ولوعة ... لطم الخدود وشق الجيوب والعويل ... اصبح طقسا يوميا للثكالى والأرامل والأيتام ...

يخرج الشاب من بيته ... وعيون الصغار والكبار تتمنى ليتك تعود اخر النهار ...لقد اصبح الرجوع الى البيت امنية ... يستقبل العائد الى بيته من الدكانه كالمسافر المفقود بعد طول غياب ...

شوارع العراق وازقتها ... مجاري للدم ... ومرتع للقتلة ومأوى للرعب والخوف ...

الاشلاء .. والجثث .. والاغتصاب ... والاختطاف .. الدماء .. والمتفجرات ... والسيارات المفخخة ... مفردات يتعلمها الطفل العراقي ... بعد ان يناجي .. ابويه بابا ... ماما ...

لك الله يابلاد مابين النحرين تدفعين ثمن السكوت والخضوع ثمنا باهضا " بالروح بالدم ..."

وحين سقط صدام في أيدي أعداءكم قدمتم الارواح والدماء ليس من اجله ... ولا من اجل الوطن ولا من اجل شىء ...

دفعتم الثمن مغامرات طائشة في وجود صدام ... وتدفعون الثمن حين استقبلتم الغزاة والقيادات التي قاموا بتخصيبها في مختبرات السي آي ايه ... ودفعتم الثمن حين تركتم المسعورين من ابنائكم ينهشون لحم بعظهم دون رادع من دين او خلق ...

لك الله ياعجوزا تضع يدها على خدها تنتظر وحيدها ان يعود في المساء محمولا على قدميه لا على النعش ...

لك الله ياصغيرتي ... ما اصغرك على النواح والنحيب والحرمان من الحنان ...

لك الله يا سليلة زبيدة ... وانت تترملين وتصبحين ثكلى في نفس الوقت حين يخطف الموت رفيق عمرك وابنك في طرفة عين لك الله وللجنين الذي يتلوى بين احشاءك يعاني اليتم في ظلمات ثلاث ... وتنتظره الظلمة الاشد حين يطل على ارض العراق ...

لك الله ياشعب العراق خذلك قادتك ... واصدقاؤك ... واشقاؤك ... وجيرانك وخذلت نفسك... وسيزيد شقاءك حين اعدمت اخر ذكرياتك عن الكبرياء  .


واسفاه عليك ياشعب العراق اضعت الرجولة ودفنت اخر الرجال ... "هاي هي المرجلة " يا شعب العراق ؟؟؟...


في الخميس 04 يناير-كانون الثاني 2007 07:04:33 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=922