مؤسساتنا الإعلامية ورغبات الجمهور
عبدالقادر بن شهاب
عبدالقادر بن شهاب

من آكد القول أننا نعيش اليوم مرحلة سباق مع عجلة التطور والتي لا يتمكن من الجري معها إلا من يملك الاستعداد الكامل لكل عرصات الطريق الملئ بالكثير من العوائق والصعوبات والتي تتمثل في حد ذاتها عقبات أمام من يريد صعود الجبال.

لكن متى صمّمنا على المضيء قدما نحو الأفق نستطيع الوصول إلى كل ما نطمح إليه ومع علو الأمل الممزوج بالعمل نقهر المعوقات التي قد تقف في طريقنا وتمنعنا من مواصلة الطريق التي نحفد إليها مع العزيمة والطموح.

من خلال نظرة على المؤسسات الإعلامية اليوم الموجودة أمامنا والتي نراها تقدم المستحيل من اجل الحصول على رضانا وتحقيق رغباتنا فيها بكل ما استطاعت من إمكانيات، فنجد البعض ربما لا يروق لهم ما يشاهدوه وما يسمعوه وما يقرؤه ويصروا على المنافحة وربما النقد أحيانا أخرى، فرضاء الناس غاية لا تدرك.

وفي عالمنا الواسع اليوم نرى رغبات الناس قد أصبحت ربما تمثل كارثة عليهم فالقناعة أصبحت معدومة فآراء الناس تتباين فيما بينهم وسط ضجيج من الأصوات وركام من الزحام الذي جعل كل يحمل ميزانه ليوزن به الآخر.

فالبعض من هؤلاء الذين نراهم ينادون من اجل الرقي بمؤسساتنا الإعلامية على كافة الأصعدة من إيجاد أجهزة وآليات حديثة يتعامل معها الكادر العامل بالمؤسسات الإعلامية وضرورة مواكبة التكنولوجيا الحديثة والآخر ينادي بأهمية وجود كادر مؤهل ومتخصص للعمل الإعلامي لا مجرد أي شخص بحيث يؤمن بالقضية ويدرك التعامل معها ويحسنه أيضا، ومنهم من يطالب بأهمية حيادية هذه الوسائل بحيث تتناول كل ما يجري في الواقع ومن ينادي أيضا بأهمية العمل الأخلاقي ضمن مواثيق الشرف الأخلاقية والمسؤولية الاجتماعية في عمل هذه المؤسسات ونقلها للرسالة الإعلامية إلى المتلقي بصدق واتزان.

 إلى آخر ذلك من رغبات الناس والتي هي إن أنصفنا ضرورية بل تكاد تكون مربط الفرس في العمل الإعلامي الذي هو مطلب الجميع.

إن مؤسساتنا الإعلامية اليوم وبأنواعها الحكومية والأهلية والحزبية والمعارضة وبكل أشكالها من صحف ومجلات وإذاعات وتلفزيون ومواقع الكترونية وعلى اختلاف توجهاتها وتباين آراؤها وما تؤديه من دور في حيا ة الناس المعرفية والثقافية والعلمية والاقتصادية والسياسة وتنوير الرأي العام بما يجري على الساحة لهي اليوم من أهم واكبر وأخطر المؤسسات في حياة الشعوب بشكل عام وعلى كل مؤسسة أن تعي ما تقوم بهم من عمل ومسؤولية أخلاقية وما تقوم بنشره وترويجه في عالم الشعوب من أخبار ومعلومات وحقائق لأنها هي التي تشكّل الناس وتكوّن آرائهم وعليها أن تلتزم بأهمية المسؤولية الاجتماعية للعمل الإعلامي الأخلاقي بكل صدق ودقة.

إن مؤسساتنا الإعلامية عليها واجبات ولها حقوق فهيا بنا إلى العمل الإعلامي الراقي الصحيح من غير ترويج أو كذب أو دجل أو افتراء أو تزييف أو تضليل بل صدق ومسؤولية وأمانة.


في السبت 03 يوليو-تموز 2010 10:05:45 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=7463