أيهما أنفع لدعوةِ الإصلاح الحزمي أم فاطمة فارع
د.عبدالمنعم الشيباني
د.عبدالمنعم الشيباني

ماكنتُ أود أن أخوض بقلمي مرةً أخرى مع " جماعة الصد والتنفير" في حزب الإصلاح،حزب دعوتنا الذي أحببناه وعشقنا دعوته الجميلة،المنهج الدعوي الذي يجلب الناس ويجذبهم اليه، لا ليصدهم عنه..،وقد أرسل يعاتبني كثيرون من محبي دعوة الإصلاح المباركة على هدي الكلمة الطيبة التي تجبر القلوب لا تكسرها،يرجونني"أنْ أخفف لعل الحزمي يخفف" فما خفف الحزمي-عاشق الإنترنت- بل استخف بالأتباع وألقى عليهم كلاماً لا يقوله المحششون ولا الحشاشون القرامطة من أتباع (سليمان الجنابي) الذين سرقوا الحجر الأسود وأخفوه أربعين سنةً في البحرين...

روى الأستاذ المربي عبد الحفيظ فارع الشيباني،الخطيب المسقع والداعية المستنير الذي كسب قلوب الجماهير- من قرية(قحفة حُميد) –عن أستاذه المربي والمؤرخ الإسلامي عبد الملك مرشد الشيباني- من قرية (الآكمة)-أن الفقهاء ثلاثة:فقيه ورقة، وفقيه مرقة، وفقيه حلقة...فأما فقيه الورقة (الفقي)-بدون هاء-فهو من يتكسب بكتابة (الشخاطط) للعجائز والعوام،وكتابة البصائر والأسجال،فهو (فقي ورقة)وكفى..،وأما( فقي المرقة) فليس له من الفقه غير حضور الولائم والمآتم والعزومات، تلقاه من الصبح(يتكحل ويتملس) بنية أن في القرية الفلانية وليمة أو موت أو عجل سمين،فهو الفقي وهو أولى بالأعجال،ولا بركة للوليمة ولا عزاء لأهل الميت بغير حضوره...وأما الثالث فهو بالهاء(فقيه حلقة)وهو المربي والفقيه والداعية،فقيه علم ودعوة وتربية،وهو محل قدوة وعلَم للأمة ومنارة يهتدي بها الحائرون،من أمثال التابعين رضوان الله عليهم،عطاء بن رباح وصالح بن كيسان والحسن البصري والأئمة الأربعة،ومن المعاصرين اليمنيين محمد حزام المقرمي،وسعيد بن سعيد وأحمد مقبل بن نصر وفاضل محمد عبد الله، ومحمد بن اسماعيل العمراني وفؤاد دحابة،ومحمد عبده ناشر وغيرهم من (فقهاء التربية والدعوة والقدوة)،وممن لا نعلمهم وممن لا يتصورون في الجرائد والإنترنت، ولا يمتطون المآثر ولا يفترشون السجاد الفاخر، ولا يتفاخرون ولا يتكحلون ولا يتملسون، ولا يقولون:(أنا أعلم من موسى ومن الخِضْر)...إذاً فـ فقي مرقة وفقي ورقة صارا معلومين لدى الجمهور،وهما من رواد موائد السلطان التي نهى عن ارتيادها الأوزاعي والشعبي والثوري :(( إياكم وموائد السلطان فهي مضرجة بدماء الناس))...،دعا حاكمٌ عربي عالماً مخلصاً الى مائدته،فرد العالم:((حرمتْ علينا الدماء))،قال الحاكم مذهولاً: ما ذا تقصد؟أدمٌ في مائدتنا؟ قال العالم إرفع يدك فرفعها وهي تقطر دماً:دم الرعية في الصحفة،والقصة من قصص القرن العشرين،والله خير الشاهدين..ولهذا ،لم يقرأ فقي مرقة أن كل الذين أيدوا الخليفة العباسي ،الدكتاتور المعتزلي المتسلط الذي أراد أن يفرض دين السلطة المنحرف على الرعية بالغصب، هم ممن أكلوا من مائدة السلطان وضرجت أيديهم بدم الرعية،كلهم الا أحمد بن حنبل الذي هزم الجلادين، لا بعلمه بل بنزاهة العالم وقدوته،فهو عالم للأمة، لا للسلطان،فاستحق رضي الله عنه وعمن سار على شاكلته الى يوم الدين لقب" ناصر السنة وقامع البدعة"..،قمعها بنزاهته وتواضعه للمؤمنين،ويوم وفاته شيعه ثمانمائة الف رجل وسبعون ألف امرأة،كـ أكبر جنازة في التاريخ حتى هذه اللحظة..لم يكن أحمد بن حنبل يستفز الناس بتصاويره(يفجعهم صباح مساء) ولم يكن قد اتخذ له مهنة (المناجمة والمهاونة والملاوقة والمعاندة والمشاكسة والمشاطفة والمشاقفة والملاقفة وإفتاء الفتاوي تأييداً للسلاطين) ولم يقل أن ((لحمه مسموم أوأنه مر )) حاشاه رضي الله عنه ورضي الله عن أمثاله عبر العصور والدهور وهم موجودون والله بيننا ولكنهم لا يتصورون التصاوير لوسائل الإعلام..

إن تكنْ تلك هي المقدمة ، فإن صدر الخبر هو أن امرأة من(( بني شيبة)) اسمها ((فاطمة فارع))أبلت زهرة شبابها في مناصرة دعوة الحق والخير،ولم تتأفف يوماً ولم تدعي قط أنها عالمة أو داعية أو رئيسة على أحد من النساء أو الرجال،فهي امرأة عاقلة وناضجة وتحسن أدب الإستماع للنساء شقائقها بأدبٍ شرعيٍ لا نظير له..فإن كان (فقي ورقة ومرقة) يشتم الخيرين والمجددين من أتباع دعوة الإصلاح وممن خالفه الرأي فإن فاطمة فارع لم تشتم أحداً من الناس ولا ممن خالفها بل تدعو بحب لكل المسلمين والمسلمات في صلاتها...،ولئن كان (فقي مرقة وورقة)يتهم نساء الدعوة والناشطات والداعيات بالكذب والجري وراء الدعايات الصهيونية والمنظمات الماسونية،فإن فاطمة فارع كسبت لصف الدعوة برجاحة عقلها وحسن منطقها التربوي أغلب نساء بلدتها ومنطقتها،تثني عليهن وتتودد بالقول اللين الطيب اليهن،وما شتمت أحداً من الرجال ولن تفعل هذا لأنها داعية للكسب، للصف، للتنظيم، لدعوة الخير ، فرضت فاطمة فارع حضورها على قائد الدعوةِ الخلوق والمؤدب في المنطقة وصار يشاورها بكل صغيرةٍ وكبيرةٍ (من وراء حجاب طبعا وعن طريق أهله-كماهو منهج الأدب الدعوي في الإصلاح)..،ويعرف البرلماني السابق والداعية التربوي والمفكر أحمد عبد الملك المقرمي من هي فاطمة فارع وما هو حضورها في الحشد للإصلاح نصرةٌ للدعوة في الإنتخابات،وكان كثيراً ما يحني إجلالاً وتقديراً لسيدات الإصلاح بقيادة فاطمة فارع...

استطاعت فاطمة فارع اقناع الآباء والأمهات في ارسال أولادهم وبناتهم الى برامج التربية الإصلاحية ومدارس التحفيظ والتجويد،في حين يقضي(الفقي) وقته في الإنترنت يشاكس عباد الله ويستفز خيلهم وركابهم( من الصبح يا الله اليوم)...ولم يدشن ممثل الدائرة أي برامج نافعة تثبت الناس على قولة الحق أو تحل مشكلاتهم ومعاناتهم،بل قام بتدشين مشاكسات ومناكفات جديدة أخرجت الناس من تعاطفهم مع الإصلاح أفواجا،يفتعل في كل يوم معارك وهمية مع أعداء وهميين لا وجود لهم ويصرف جهده ووقته للرد عليهم،ينتصر لنفسه وغروره الشبقي لا للدعوة، في حين دشنت فاطمة فارع أكثر من مشروع تنموي وأكثر من منجز تربوي وكسبت للصف أنصاراً ومناصرات جدد مع القائد الدعوي عبد الله علي حسن، بارك الله بدعوته، هو مربي الجيل بتضحياته الجسيمة بقلب الداعية وروح رجل الدولة ومن ورائه فاطمة فارع............وتحرص فاطمة فارع أشد الحرص على سلامة التنظيم من الإختراق في حين يستعين (الفقي) بالعسس والمخابرات " يكتبون له تعليقات" تمدحه وتؤيده على شتمه للدعاة المجددين والفتيات الصالحات الإصلاحيات وغيرهن من المستقلات،ثم أخيراً سوء الظن بالناس وشتمهم وتخوينهم في دينهم وعقيدتهم .........ويتبجح (الفقي) أنه سيخرج مسيرة مليونية ضد توكل كرمان هو وزميله (الشيخ الصيدلاني مكتشف عقاقير مكافحة الإيدز،صاحب الحراسة المشددة)، وهما لا يقدران على تحريك نملة،فالمسيرات الحاشدة التي انطلقت في الماضي والحاضر كان يحركها سعيد شمسان المعمري وعبد الرحمن المقطري وأحمد ناصر الرباحي وعبد الله أبو الغيث،ويقودها فتيان وفتيات منظمة الإصلاح، براعم التحفيظ ، وكانت الناس تخرج حباً لـ محمد قحطان فارس الإصلاح،واحتراماً للرجل العقلاني المتزن عبد الوهاب الآنسي،وإجلالاً واحتراماً لمنهج دعوة الإصلاح القويم...وتناضل فاطمة فارع مخلصةً للدعوة حتى تموت عليها فيما يمكن لـ الفقي أن يبيعها بجرة قلم في (سوق شُميلة) أو عند أقرب دكان لـ بيع خلطته العريسية المفضلة.......

ومن المفارقات الفنية والروحية بين الفقي وفاطمة فارع أنها تستمع الى أنا شيد الدعوة:(( إخوة الحق أنيبوا.. والى اللهِ استجيبوا..إنْ بشان الدينِ قمنا ... جاءنا النصرُ القريبُ)) وأنشودة:(( خلي يدي فلستُ من أسراكِ..أنا يا حياةُ علوتُ فوق عُلاكِ...لا تضربي قيداً على حريتي..رحبٌ أنا كمدارج ِالأفلاكِ)) للمنشد السوري الإخواني ابو الجود ،وهي الأناشيد التي يحبها ياسين عبد العزيز المجدد العظيم، وهي الأناشيد التي بسببها أحب الناسُ دعوةَ الإخوان المسلمين ..،فيما يستمع الفقي الى محاضرات من نوع: ((ريح الصرصر والموت الأحمر،وشرائط "كشف عورات المنافقين الى جحورهم"))........

وانطلاقاً من هذه الأسس قامت فاطمة فارع بتأليف بعض الكتب الدعوية الجذابة مثل:

الإبتسامة أول حرف أبجدي في المعلامة

التيسير على منهج الداعية المستنير

دعوة الإصلاح بطعم التفاح

أخي الرجل دعوتنا الى الله حب

فيما ألف الفقي عدداً من الكتب اليكم عناوينها:

القيح والصديد في حلق أعدائي وأعداء الشيخ عبد المجيد

إعزاز دين السلطان في الهجوم على توكل كرمان

شر البلية في محاكمة صحيفة الحرية

أنياب التمساح في محاكمة أحمد المقرمي وقائد المساح

المصلحة المطلقة في زواج المضغة والعلقة

بنت السادسة والسديس أحلى من حلاوة الهريس

الفتوى الجهنمية في القضاء على الخوارج وقادة المشترك والجهمية

عمامة عبده الكَوري في تكفير جريدة الثوري

الصارم الحثيث في قطع رؤوس دعاة همزة الوصل وتاء التأنيث

المناهل والمداخل في تخريب دعوة الإصلاح من الداخل

نعود- والعود أحمد- فنسأل: أيهما أنفع لدعوةِ الإصلاح الحزمي أم فاطمة فارع؟

*شاعر وناقد أدبي- بايع حسن البنا في صف رابع في معهد تعز العلمي

a.monim@gmail.com

 
في الأربعاء 12 مايو 2010 08:49:13 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=7094