أبا الحسن: من أين لك صديقاً كحميد !
وديع عطا
وديع عطا

عزيزي أبي الحسن : سيكتبون إليك أو عنك كلمات لا تعدو الرثاء، ولن تزيد عن أن تكون عبارات اعتذارٍ عن خيبة أملك في بعضهم، أعرف أنك كنت تنتظر مجرد اتصالٍ من أحدهم، أو حتى إيميل لأنك حتى الفترة الأخيرة من حياتك كنت حريصاً على الإطلالة من نافذة الماسنجر علّ حبيباً أو عزيزاً تصادفه.

ولعلّك مثلنا (معشر المساكين) تلحظ أحباباً يلجون الماسنجر ويتصنعون - ربما- الانشغال، حتى أن أنه لا وقت لديهم لإلقاء السلام، طبعاً يختلف الحال إذا ما صادف أحدهم مسؤولاً أو قيادياً تنظيمياً أو ربّ نعمة.

لا زلتُ يا أخي الحبيب البسيط المتواضع حتى في موتته، أحتفظ بردك على رسالةٍ بعثتها إليك أخبرتك فيها عن ألم أحدنا حين يرى عزيزاً وحبيباً يعاني ولا يملك أن يفعل له أكثر من رسالة أو اتصال تتضمن رجاءً من الله بالعافية.

قلت لي باختصار: "جزاك الله خيراً.. لا بأس عليك، المهم التواصل. دعواتكم".

كما كنت أتمنى لو أنني احتفظت بآخر محادثةٍ جرت بيننا بالماسنجر: لأنشرها تبياناً لأبوّتك وحنانك، كنت خائفاً جداً على مستقبل ولدك حسن وإخوته الـ 9، وكنت متألماً جداً لأنك كأب أحياناً تعجز عن توفير احتياج أولادك الطلاّب.. ليلتها اتهمت نفسك بالفشل كأب رغم أنك معذورٌ لأنك كنت تبذل ما فوق طاقتك، إنهم 10 فلذات كبد ونفس وبطن.

ختاماً أيها الحبيب بلغ السلام للحبيب حميد شحرة، وقل له أن الله توفاك قبل أن تؤمّن لأولادك بيتاً ملكاً، وأنك رحلت وأنت تدعو أن يتكفل الله بأولادك من بعد، فمن أين لك وأنت البسيط صديقاً بحجم حميد الأحمر ليفعلها كما فعلها حميد مع الحميد.

فحسب علمي أن أسرتك تكبدوا ولا يزالون عناء ديونٍ كثيرة، على ذمة بلاءك الذي ابتلاك الله به وأزعم أنك نجحت، هاهم من بعدك سيكابدون عناء قضاء الديون التي تباطأ عن توفيرها أصنام العمل التربوي الذين حملت مخلصاً رسالتهم، كما عجز ثاني أكبر أحزاب اليمن عن توفيرها لقاء إخلاصك وتفانيك لخدمتهم.

SMS : هناك من كتب وسيكتب يطلب المسامحة من سماحة، وهم يعلمون أنهم مطالبين بالاعتذار والتسامح من "إخوانهم الروحيين"، الذين خذلوهم في مواقف الشدة، خاصةً وأنهم قادرون على تمثّل الأخوة التي يتشدّقون بها، تراهم ملائكة في الخلوات وتكتشف سوءات بشريتهم عند الجد.


في الأربعاء 12 مايو 2010 10:48:03 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=7089