قرب خبائها
شعبان البوقي
شعبان البوقي

هل كنت

ذا المنذور

للزمن التغرب والوجيعة

أصطفى

حين الطريق

تمد في أشطانها

للقلب دارا ًغير ذي عهد

معي

ورأيتني

قلبت وجهي

في البلاد المقبلات

إذ السماء تحط فوق الأرز

ألف غمامة

يا حادي النسمات

رفقاً بالفتى

فهو الذي قد جاء

من قصب الجنوب

تجره في القيد

ألف جديلة

من ذا يدثره

إذا احتدم المطر؟

وهو الغريب بن البلاد

المبعدات عن الخريطة

أرسلته وراء

شاردة تدلى وجهها

يوماً عليه

لتستجير بجنبه

من موبقات رعاة قطعان النجوم

يا سيدي البدوي

ما كنت الفتى المجذوب

حين رأيت لافتة

على طرف الطريق

تشير باسم بلادكم

وكأنها حملت هنالك

وجهها

يا سيد العربان

هل عارٌ علىّ

إذا انجذبت لغيركم

وأتيت في وسط الجموع

مهاجراً؟!

لأقص آثار التي

جلست قديماً

تحت أعواد ٍمن القصب

الذي تركته دون الناس

يمتص الشفاه الكرز

يبكى إن أخذناه

بُعيد القادمات من الشمال!!

يا أيها الركن العظيم

الآن أشكوك المتاهة

دلني

إني تمزق جانبي

ما بين شمعة

والقبيلة حين قالوا

ويح قلبك

هل تشبب بالتي من ألف عامٍ

هاجرت؟!!!

ها قد رمتني عواصف الأيام

قرب خبائها

هل يستعيد الغافلون عن الحكاية

بعض ما نقشت

أكف العاشقين

على جدار الريح

من لغة الإشارة

والأهازيج التي رقصت

على قيثارها النخلات

حين تكلمت

(يا حبها زدني جوى)

(ولقد ذكرتك)

هن آخر ما تبقى

والبلاد تخاذلت عن نصرتي!!!!

يا سيدي البدوي

دون البنت جئت

بحانة الذكرى أطوف

عساك تلهمني الطريق

إلى التي

من قبل ثانية

رأيت خيالها

فبعثت خائنة العيون وراءه

حتى إذا نظر الجلوس إلىّ

قلت الله فضح خبيئتي

فطفقت أمسح ناظري

من الملامح والهلاوس

واستدرت

أعيد للوجه الخجول

سماره

حتى إذا أدركت عافيتي

تأبط الخديعة حين ساءلت

المجاور

يا أخي

قل ما اسمها هذي البلاد؟

*شاعر من مصر.


في الإثنين 29 مارس - آذار 2010 09:49:43 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=6774