من ليس له تاريخ يسرق تاريخ غيره
عادل جارالله الفقية
عادل جارالله الفقية

في هذا الزمان العجيب : من ليس له تاريخ يسرق تاريخ غيره .. ومن ليس له شرعية تاريخية تساند كيانه ووجوده يسرق شرعية غيره التاريخية ؟! .. هذا ما فعلته وتفعله يوميا الحكومات الصهيونية المتعاقبة من أجل فرض شرعية تاريخية ودينية لليهود في القدس ولو عن طريق سرقة التاريخ الأثري الإسلامي ونسبه لليهود واعتبار آثار إسلامية تضم مساجد ومقابر مثل الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال أبن رباح وغيره \"آثارا يهودية\" !؟

وتسعي الروايات التاريخية اليهودية لعرض التاريخ العبري من خلال نبوءات حاخامات يهود لإيهام العالم أن لهم موطئ قدم في الأحياء الإسلامية والمسيحية بمدينة القدس، وما هذه الروايات إلا محض افتراء وكذب تبرر لهم سرقة التراث الإسلامي.

وأخطر هذه المحاولات الصهيونية لتزوير التاريخ وتهويد القدس وبناء ما يسمي (مدينة داوود) ، هي بناء ( ها حوربا) أو كنيس (الخراب) علي بعد 50 مترا فقط من الأقصي وذلك ضمن خطوات تحزيم الأقصي بسلسلة من الكنس اليهودية بلغت 50 كنيسا (ويهدفون لزيادتها إلي 62 لتفوق مساجد وكنائس الأقصي) وتحويل المساجد والمقابر علي حدائق عامة وهدم منازل العرب وزيادة الاستيطان .

وقد كشف قاضي قضاة فلسطين ورئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الشيخ تيسير التميمي، عن وجود مخطط لبناء وافتتاح ما يسمى بـ\"كنيس قدس النور\" مكان المحكمة الشرعية الإسلامية الملاصقة للمسجد الأقصى في القدس المحتلة وذلك بعد ايام من افتتاح \"كنيس الخراب\".

وقال التميمي: وفقاً لمخطط \"القدس أولاً\" الذي يهدف بشكل رئيسي إلى تسريع عملية تهويد القدس، بهدف \"خلق الجذب السياحي لعشرة ملايين زائر بالسنة\"، للتعريف بـ\"التراث التاريخي اليهودي\".

وبين التميمي أنّ سلطات الاحتلال تنظر إلى عام 2010 على أنه عام حسم مصير القدس كعاصمة يهوديّة السكان والدين والثقافة، داعياً المسلمين إلى شد الرحال الى المسجد الأقصى المبارك والتصدي لمحاولات اقتحامه وإعلان النفير العام نصرة للقدس والمقدسات.

ولا شك أن خطى اليهود نحو بناء هيكلهم مسرعة, وكأنما يستعجلون زوالهم المحتوم الذي لا يشكون فيه, بل هم يؤمنون بحتمية زوالهم ربما أكثر من بعض المسلمين وبالرغم من ذلك يصرون على التجبر والتكبر والكفر والطغيان, يهدمون المساجد ويرهبون العُـبّاد في خلواتهم, يقتلون الأم والجنين, ويسفكون الدم الطاهر كل وقت وحين, حتى أضحى الأبرياء من المؤمنين, بين جريح وقتيل وأرملة ويتيم وسجين.

تمسك اليهود كعهدهم بحبل الناس (الولايات المتحدة ), فمهما طال بهم انقطع وإن بزغ نجمه وسطع, وإن زادت قوته ورتع, فلابد من حبل الناس أن ينقطع ويبقى حبل الله المتين وصراطه المستقيم وطريقه القويم, سبيل المرسلين واتباعهم من المؤمنين.

وقد خرج المسلمون فى كافة أصقاع الارض فى مظاهرات تدعوا زعماء العرب والمسلمين بما فيهم خادم الحرمين الشريفين ان يتحرك ليحمى الحرم الشريف فى بيت المقدس ، فالحقيقة ان اليهود ما تجرؤا الى فعلتهم هذة ومحاولتهم مرارا أقتحام المسجد الاقصى وتدنيس باحاتة الا لانهم يعلمون ان الحكومات العربية والاسلامية ليس لها قرار فعال او تأثير على ما يصنعه اليهود من سرقة للارض والمقدسات وإعتداء على المسلمين ليل نهار وبأقصى سرعة لتهويد الاقصى .

فهل أن الأوان لهذه الامه العربية والاسلامية ان تتحرك وتقول لقادتها اذا لم تحافظوا على مقدساتنا فلا حاجة لنا بكم ، فالتاريخ لن يرحمكم وستكونون يوما ما الى مذبلة التاريخ فى ظل المتعاون منهم مع اليهود والمتغاضى والساكت عن الحقوق والمقدسات ، رغم ان هناك عدة وسائل يستطيع العرب والمسلمون من خلالها لجم العدو الصهيوني والوقوف بكل ثقه وراء المقاومة التى أثبتت انها هى التى تسترجع المقدسات والارض وليس من خلال المفاوضات العبثية التى مضى عليها عشرين عاما وخلفت وراءها الكثير الضعف والهوان فى استرجاع الحقوق .


في الخميس 25 مارس - آذار 2010 06:08:21 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=6736