مأرب ومبادرة الحوثيين.. واغتيال حسن زيد
عبدالفتاح الحكيمي
عبدالفتاح الحكيمي
 

تصطدم جهود السلام والتسوية السياسية السلمية في اليمن بعقبات كبيرة تجعل لا مفر معها من خيار إسقاط الأنقلاب نهائياً بالقوة العسكرية والانتفاضة الشعبية من الداخل.

ومن الحماقة القول باحتمالية انفراج للأوضاع على المدى المتوسط دون معرفة أبرز معوقات الحلول السلمية وهي :

أولًا : هيمنة ثقافة فكرة مشروع ((الحكم العنصري السلالي العائلي)) الذي لا يقبل القسمة إلا على نفسه فقط وفرضه بالقوة الجبرية وأخضاع حلفاء عائلة بدر الدين المرحليين له أيضاً قبل خصومهم.

ثانياً : ألتدخل الإيراني المباشر لتوجيه ورسم سياسات ومخرجات معركة الانقلابيين مع قوى الشرعية اليمنية وحلفائها وتوظيفها لصالح معركة طهران مع الغرب.. فإذا لم تثمر سيطرتهم على باقي اليمن فإن الأضطرابات الناجمة تطيل استثمار طهران لتداعياتها الأمنية على المنطقة.

ويلاحظ أن ظهور السفير حسن أيرلو منذ أكتوبر الماضي استبق بعناية توقعاتهم بأن فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن لن يغير رؤية وموقف واشنطن من العقوبات الاقتصادية وربط تخفيفها أو رفعها باشتراطات جديدة إضافية في ملف الصواريخ الباليستية عدا المشروع النووي الذي تجاوز الحد ..

وتلخص كلمة علي خامنئي الأخيرة بهذا الخصوص حالة يأس أكثر منها تحدي إيراني لأمريكا وأوروبا.

وسعى السفير أيرلو من أول يوم إلى محاولة احتواء حالة الاحتقان الشديدة داخل مكونات وتيارات أنصار الله الحوثية التي امتزج لديها رفض الوصاية الإيرانية برفض استمرار الحرب العبثية لإرضاء نزعات أصحاب الحق الإلهي في الحكم..

* لماذا قتلوه ظلماً*

لم يفلح السفير في امتصاص الغضب ضده على الرغم من غشامة الرسالة التي حملتها عملية تصفية الوزير حسن زيد أبرز حلفاء عبدالملك الحوثي المجاهرين منذ وقت مبكر في منشوراته ٢٠١٦ م بانتقاد مواقف قيادات إيران من خيار السلام في اليمن وتحفظه أيضاً على تشبث عبدالملك الحوثي بالحق الإلهي في الحكم خلافاً لأبسط قواعد الزيدية ..

وكان الرجل قبل مقتله ثلاثاء ٢٧ أكتوبر الماضي يشرف على مراسيم حشد وزارة الشباب والرياضة للمشاركة في احتفالية المولد النبوي, وتوجس من تحركاته جهاز السفير الذي قرر ان يتغدى به قبل يومين من المولد الذي ظهر فيه احتفال عائلة الحوثي بسيدهم أيرلو أكثر من النبي محمد, فيما ينظر لحسن زيد أنه أبرز وجوه أنصار الله المدنية المؤثرة على وجود أيرلو في صنعاء والمقبولة عند الرافضين لعبدالملك وعائلته .!!

 وأدى فشل السفير ((الوصي)) في احتواء الممانعين إلى تشدد طهران والحرس الثوري للتمسك أكثر بما تعتبره مكاسبها في اليمن ودعم الجناح العنصري المذهبي الموالي لها وتلجيم المعارضين بوسائل قمع وترهيبات أمنية مباشرة طالت حتى ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والصحافة وزرع الجواسيس والتنصت على الإتصالات, والهاشميون في مقدمة الاستهداف مع علو كعب الرفض الجماهيري الواسع لوصاية إيران وسط غالبية الشعب العظمى.

ويعكس ظهور أيرلو العلني وإدارته المباشرة حتى لمعركة مأرب الأخيرة عدم ثقته بتحالف مكونات أنصار ألله ال ٧ وتذبذب قناعاتها باملاآت طهران ومرجعياتها الدينية والسياسية.

وتبع رسالة اغتيال حسن زيد السياسية رسائل عنف وترهيب أشمل لمختلف فئات المجتمع السياسية والقبلية والمذهبية المعارضة والصديقة أن صنعاء ونطاق سيطرة الانقلابيين بعد ظهور الإرهابي حسن أيرلو ليست كما قبلها .. وأبرزها تشديد القبضة الأمنية بمزاعم حماية كبار المسؤولين والقيادات.. وإرهاب المجتمع بافتعال جماعات طالبان صنعاء القادمة من جبل مران بزعامة( روح الله حسين المراني) وإطلاق عناصرها في الأسواق بزعم محاربة اختلاط الجنسين في الجامعات وتجريم عمل المرأة في أقسام المطاعم العائلية والمحلات وغيرها.. فردود أفعال الشارع المحتقن من وصاية إيران عبر السفير رسمت سيناريوهات قمع حوثية جاهزة لما بعدها من احتمالات.

والقاسم المشترك الأكبر بين الطرفين(طهران-قيادات الحوثة) إن تيار الحكم العنصري السلالي في صنعاء القادم من جروف صعدة يراهن على القوة العسكرية الغاشمة واستمرار الحرب في فرض إرادته على الآخرين أو تطويل مدى أمساكه بزمام السلطة والحكم في مناطق سيطرته.. فيما ترى طهران في خيار الحرب المستمرة باليمن وسيلة لتصعيد حالة الأضطرابات والمخاطر في المنطقة ضد مصالح أمريكا وأوروبا والسعودية النفطية والأمن الاقتصادي والأستثمار.

* ليس صحيحاً *

وليس صحيحاً أن دافع محاولة الحوثيين الأخيرة الأستيلاء على مأرب لتحسين وضعهم التفاوضي في محادثات التسوية السياسية والسلام, وإنما لتوسيع هيمنتهم القمعية النهائية لابتلاع ما تبقى من بلاد اليمن وأخضاع السكان بالقوة والقهر كما فعلوا مع سابقاتها.

لذلك يعزز وجود السفير الإيراني الحاكم على الأرض من بقاء تيار التطرف العنصري وفرض إرادته ورغبته في خيار الحرب الدائمة على باقي مكونات أنصار المذهبية-والحزبية السياسية والقبلية التي تظهر ميلها النسبي إلى تسوية متوازنة كمشارك في السلطة والمواطنة وليست كمتفردة في الهيمنة.

لعل ما جرى بعد قدوم أيرلو في مناطق الانقلابيين هو رفع ترموميتر عسكرة الحياة العامة وإشاعة أجواء القمع والترويع أكثر وممارسة دور الحاكم المطلق بتطبيق (لائحة قانون جباية الخمس العائلي) من ثروات الدولة والأفراد وصدور أحكام إعدام بالجملة لأعضاء مجلس النواب المعارضين للأنقلاب لترويع ما تبقى منهم في زريبة مجلس يحي الراعي.

وقبل ذلك تفخيخ مناهج التربية الإسلامية ومقررات التاريخ المدرسي بفرض مخرجات عقيدة((هادوية الحق الإلهي العائلي العنصري في الحكم)) على التعليم الرسمي وغسل أدمغة التلاميذ والعسكريين ومَلْحِها بمحاضرات خرافة ولاية بيت بدر الدين الحوثي, واعتبار الأقرار لهم بها معايير نجاح طلاب المدارس والجامعات لاجتياز الإمتحانات.

 وتكفي هذه الشذرات القليلة لأثبات مدى تشبث التيار الدموي في مسمى أنصار الله الحوثيين بالسلطة والبغي إلى درجة استنبات واقع ثقافي وديني شاذ يواكب طبيعة فكرة شيطان الحكم العنصري السلالي وجعل كل مقومات الحياة تدور حوله وفي خدمته.

وتكتمل صورة السلطة العائلية على مفاصل السلطة بهيمنة أسرة بدر الدين على الجهاز الأمني والعسكري في وزارتي الداخلية والقيادة المركزية للقوات المسلحه(الدفاع) ومختلف تشكيلاتها والتربية والتعليم والمالية والمعونات الدولية ولجنة إدارة أراضي وممتلكات الأوقاف والإيرادات العامة التي أنفقوا منها على شهوة التسلط ٢ مليار دولار في عام واحد فقط ٢٠١٩م بشهادة تقرير لجنة الخبراء الدولية, وحصروا في ذواتهم الاستعلائية الفتوى الدينية في الأصهار (شمس الدين شرف الدين) وإدارة تجارة العقارات وأموال المعارضين والبنوك وسوق الوقود والغاز السوداء وأساطيل سفن النفط الإيرانية المتسترة بأعلام وأوراق شركات متواطئة يدير أموالها وأرصدتها صالح عبدالله المسفر وآخرون بأسماء غير معروفة لصالح عبدالملك وعصابته.

وهذه فقط بعض ملامح دولة مُتَشَكِّلَة على الأرض تتسع رقعة هيمنة قبضتها القمعية ومقومات عقيدتها الفكرية ومصادر أموالها وتمويلها وبقائها وقدراتها العسكرية وسياساتها الداخلية المتسلطة وتحالفاتها الخارجية المستهترة بأبسط قيم التعايش مع الداخل والخارج .. ولا مؤشرات على تخلي الجماعة عن مشروع طغيانها القاتل بوسائل سلمية.

ولا تعبر المؤشرات المذكورة عن حالة رسوخ لكيان سلطة أحادية حقيقية رغم ذلك, إلّا أنها وضعية قياس مدى ممانعة قوى التخلف الكهنوتية من الأندماج في مشروع سلام وطني حقيقي شامل كجزء من الكل وليس ذوبان الكل في الجزء تعتقد أنه سيسلب خصوصية تفردها واستحواذها على ما تعتبره جائزة الإنجاز في كرنفال(( سلطة الحق الإلهي)).

* مغالطات وهذيان*

لعل الكثير من المغالطات في جعبة الأنقلابيين, فتارة يفتعلون لبقائهم وتشبثهم خطر عودة حكم العفافيش, وتارة ثانية الدفاع عن فلسطين وضرب تل أبيب من صنعاء, وأخرى مواجهة عدوان من ١٧ دولة .. حقيقتها((١٧ طائرة متناوبة فقط)) وتارة استعادة مكة والمدينة وخطر إسرائيل على البحر الأحمر.. وليس آخرها محاولة اجتياح مأرب ((للدفاع عن الوحدة اليمنية)) وتحرير أهلها من النفط والثروة ونعمة انخفاض الأسعار مقارنة بباقي مناطق البلاد ومساواة سعر الغاز والوقود بقحط صنعاء !!.

إحلال السلام والتسوية السياسية في اليمن ازمة عقلية صرفة بكل هلوسات وهذيان أصحابها الديني إلى درجة دفعت القبيلي محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لمسمى حركة أنصار الله ومحافظ ذمار إلى إعلان بيع تركة أراضي أخوته وأمه ودار والده لرفد مشروع الحق الإلهي وصناعة غواصة في ذمار !!

أنها حقيقة الهذيان الذي يغذي سذاجة عبدالملك الحوثي بأنه وصل مرحلة الربوبية وتأليه الأتباع وتعظيمهم له إلى درجة لا رجعة عنها.. وكلهم يقتاتون على مجاعة الفقراء بمواويل متنوعة لسلب ما تبقى معهم كما فعل كهانة الكنيسة المسيحية في العصور الوسطى.

وربما يتسلى قادة الغرب بنثرات كهذه باعتبار عقلية عبدالملك جزء من السياحة التاريخية والثقافة التقليدية الذهنية لليمن القديم, لكنها تذهب العقل أكثر من الخمر !!.

* لماذا يرفضون السلام *

يرفضون التسوية السياسية على أساس مرجعية حكم الأقاليم والانتخابات الحرة والنزيهة التي أعلنوا الانقلاب العسكري عليها لأنها تجردهم من شهوة التسلط على رقاب المجتمع وفرض أنفسهم بالقهر ورفض اندماجهم في مشروع وطني لا وصاية لمخلوق فيه على آخر.

 وترسخ خلال ستة أعوام من الحرب لدى الحوثيين العنصريين استحالة سيطرتهم السلمية على السلطة عبر صناديق الاقتراع أو حصولهم على تمثيل وتأثير أكبر من حجمهم الإجتماعي الضئيل .. علاوة على حالة العزلة الإجتماعية وحصانة اليمنيين من تخلف ثقافة التمييز العنصري وبشاعة الممارسة اللا أخلاقية. 

وكانت صدمتهم أكبر من خلال إعادة الانتخابات البرلمانية في ٣٧ دائرة شاغرة بوفاة ممثليها في مجلس النواب.

أرادوا من خلال ذلك اكتشاف حجم شعبيتهم وقبول الناس بمشروع حكمهم وليس إجراء انتخابات حرة نزيهة حقيقية.

لم ينافسهم أحد في تلك الدوائر التي حددوا هم مرشحيها.. وفشلوا.

تمثل الدوائر ١٢% من إجمالي دوائر البلاد ال ٣٠١ أعلنوا فوز المرشحين وتحفظوا على الأصوات((ألفضيحة)).

هذه واحدة بما فيها دوائر انتخابية قاطع أقرب حلفائهم المذهبيين التصويت فيها.. لم يستطع أحياؤهم انتزاع دوائر الموتى.

مات وَهْم السيد عبدالملك الحوثي وشركاه ودفنوه في أول انتخابات تجريبية نافسوا فيها أنفسهم ولن تتكرر ..فهو استفتاء عن عدم قبول أو ترحيب الناس بهم ولو فرضوا أنفسهم بوقاحة.. أشبه ما يكون يتقرير مصير.

ومن المعطيات القوية وراء الصلف وممانعة الحوثيين لنعمة السلام تساهل المجتمع الدولي إزاء جرائمهم والتغاضي عن أدنى لغة الإدانة والاستنكار.

يزعم الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته أن قرار رفع تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية لدوافع إنسانية ولم يقل تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة أن تبديد الحوثيين ٢ مليار دولار في عام واحد من إيرادات الدولة لصالح((المجهود الحربي)) تسبب بكارثة المجاعة التي يخشاها المجتمع الدولي وإدارة بايدن المراوغة.. ولم يشر التقرير إلى سطو الانقلابيين على مليارات رواتب موظفي الدولة(الجوعى) من إيرادات موانئ الحديدة والصليف التي اشترطت اتفاقية ستوكهولم تجنيبها في حساب خاص بأشراف غريفيث الذي لا يرى..

وبما يشبه الاحتفاء أيضاً ذكرت منظمات الإغاثة الأممية تزوير الحوثيين لكشوفات المستفيدين من البديل النقدي والأغذية العينية بما فيها التحايل على معونات المعلمين.

العالم كله في خدمة ورضى السيد حتى بعد تعرض موكب إسماعيل ولد الشيخ لاطلاق نار من قبل الحوثة في صنعاء .. والسيد مارتن غريفيث يتحدث بغبطة كرحالة مراهق منحه السيد إمتياز محادثة استثنائية متلفزة على الهواء من الجُرْف دون سلفه ولد الشيخ سيء الحظ كانت سبب رمي بريطانيا بثقلها لكبح سيطرة قوات العمالقة الشرعية على ميناء الحديدة وتوجيه التحالف العربي بقصف مقدمة الجيش الوطني المندفع صوب صنعاء أكثر من عشرين مرة.

* تواطؤ الأمم المتحدة *

نفذ الانقلابيون أيضاً من فجوة عدم جدية التزام الأمم المتحدة بقراراتها الخاصة بإعادة وتمكين سيطرة السلطة الشرعية واستعادة الدولة ومؤسساتها المختطفة.. علاوة على السماح بالانتقاص من حضورها وتحجيمها أكثر في مناطق وجودها ..

وتورط بريطانيا أكبر في مخطط فرض أمر واقع في اليمن أكان في إيقاف معركة الحديدة أو منح الإماراتيين الضؤ الأخضر لقصف قوات الشرعية بالطيران على مداخل عدن ٢٨ أغسطس ٢٠١٩م وإحراق مئات الجنود والمركبات.

سمحوا بتصفية معسكرات الشرعية في عدن ولم يسمحوا بعودتها لا سلماً أو بالقوة المتوفرة مع اتهام جيش الدولة بالأرهاب.

والنتيجة تخادم إيراني بريطاني واضح وخطوط حمراء أمام تقدم الشرعية واستهداف تآكل قدراتها في مواقعها.

واستغل الانقلابيون موقف التحالف العربي والحسابات الدولية الرافضة لتحرير صنعاء على يد الإسلاميين لتقديم أنفسهم كجماعات يعتمد عليها مستقبلاً في تحجيم الإصلاحيين وغيرهم.. لكن ذلك سرعان ما أغراهم بالقضاء على الرئيس صالح الذي راهنت عليه الإمارات وتتخذ موقفاً عدائياً من الإصلاحيين بدلًا من قتلة حليفها..

عززت حسابات كهذه من قدرة الحوثة على اختراق جبهات حزم الجوف ونهم لاحقاً وإحكام قبضتهم الخانقة على مواطني مناطق سيطرتهم ولن تسمح نار مأرب الحارقة بذلك.

ولا يزال رهانهم على ورقة كهذه   ومحاولة الانفراد بالإرادة الدولية مجدداً بتواطؤ أمريكي وذريعة أن الشرعية اليمنية هي حزب الإصلاح والتكفييريين( سلفية العمالقة والعامري والحكمة اليمانية).

* هكذا يراهنون *

على ضؤ كل ذلك يضع الحوثيون خططهم العسكرية وحساباتهم السياسية التي تجعلهم ورقة مطلوبة تتجاوز الأعتبارات والمحاذير الدولية وتراهن أكثر على رضوخ الآخرين النسبي لجنون تهديد صواريخهم وطائراتهم الإيرانية لطرق الملاحة البحرية وحركة السفن التجارية ونفط الأشقاء وغيرها.

وبعد تراجع ادارة بايدن عن تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية يعتقد الحوثيون أيضاً أنهم كسبوا الإعتراف بهم كقوة رئيسية وليست عصابة انقلابية بحسب مضامين قرار مجلس الأمن الدولي ٢٢١٦ فيما يتمادون أكثر منذ مشاورات مسقط ٢٠١٩ م بتقديم أنفسهم للعالم كبديل للسلطة الشرعية في أي تسوية قادمة كما لو أنهم أما سيقدمون تنازلات حقيقية(مستحيلة) للسعوديين والأمريكان مقابل تحكمهم بخارطة

مستقبل السلطة في اليمن أو أنهم يناورون فقط لصالح فرض إيران شروط تجميد برنامحها النووي وملف صواريخها الباليستية.

وتأتي محاولة الأستيلاء على مأرب لتختصر كل طموحات الانقلابيين في تغيير المعادلة على الأرض وتعويض ما فشلت فيه مناوراتهم السياسية مع السعودية بمغامرة عسكرية ستضعف موقفهم التفاوضي أكثر من تقويته بتحويل اليمن كلها إلى ساحة اقتتال مزمن.

 

* رؤيتهم للحل النهائي *

 

وتشترط مبادرة الحوثيين الهزلية الخاصة بوقف الحرب في اليمن توقيعهم اتفاقية سلام ثنائية مع السعودية فقط دون طرف الشرعية اليمنية الرئيسية, لتحييد طيران المملكة الذي قصم ظهورهم فقط وضمان عدم استهدافها بالصواريخ والطائرات المفخخة.. وانسحاب ما يسميه الحوثة قوات أجنبية ((داعمة للشرعية)).. وإعادة تموضع القوات العسكرية((دون ضمانات دولية لما بعدها)) وحوار يمني-يمني ترعاه الأمم المتحدة دون تدخل أو تأثير أطراف أخرى((ما عدا طهران التي خذلت غريفيث)) لا تدل إلا عن شرط استسلام الآخر للعصابة.. !!.

ويراهن الحوثيون بغباء ضمناً أن السعوديين سيقبلون بمشروعهم أكثر حال توقيعهم لاحقاً(في الكواليس) على تخصيص منطقة أمنية عازلة بين البلدين .. وكأن نقل تكنولوجيا الصواريخ الباليستية من إيران لم يستنفر حتى إسرائيل!!.

وليس أخيراً يفهم الحوثيون توصيات البرلمان الأوروبي بانسحاب القوات الأجنبية من اليمن على أنها شيك على بياض لحسم المعركة على طريقتهم.. وعلى الأقل أنها سوف تمكنهم من الأحتفاظ بجزء مهم من البلاد حال فرض قوات حفظ سلام دولية بين الأطراف.

وعندما يقول الأمريكان بأولوية سياستهم الخارجية لإنهاء الحرب في اليمن فيقصدون بذلك أكثر محاولة فض علاقة الحوثيين وعزلها عن إيران وليس فرض تسوية سياسية حقيقية بين اليمنيين قد تعيد الرشد المفقود للحوثيين بتغليب تعايشهم مع اخوتهم في الوطن والجوار وليس الأرتماء في أحضان الولي الفقيه.

 
في الخميس 18 فبراير-شباط 2021 07:02:51 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=45337