الرئيس الذي نريد
د.رياض الغيلي
د.رياض الغيلي

" مأرب برس - خاص "

بعد أيام سوف يتوجه شعب اليمن ... شعب الإيمان والحكمة ... إلى صناديق الاقتراع .. لاختيار رئيس للجمهورية .. وبهذه المناسبة ... سوف يكون حديثي معكم ... تحت عنوان " الرئيس الذي نريد "

الرئيس الذي نريد .

- نريده أميناً .. لا خائناً .. أميناً على دينه .. أميناً على أمته .. أميناً على شعبه .. أميناً على أبناء وطنه .. أهلاً لحمل هذه المسؤولية .. مستشعراً ثقل هذه الأمانة .. متذكراً قول ربه جل جلاله : ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا) ... حريصاً على ألا يخون هذه الأمانة .. واضعاً نصب عينيه قول ربه جل جلاله : ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول .. وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون)

- نريده .. صادقاً .. لا كذاباً ... صادقا .. لا يقول إلا صدقاً .. ولا يكون كاذباً .. دجالاً .. غاشاً لناخبيه .. يعد فقيرهم بالغنى ... ومريضهم بالشفاء .. وعاريهم بالكساء .. 

- يعدهم بما يستطيع وما لا يستطيع .. يعدهم بما يملك وما لا يملك .. يعدهم بالسعادة والرفاهية .. ويعدهم بالأمن والأمان .. يكذب على ناخبيه مرة بعد مرة .. ودورة بعد دورة .. حتى يكتب عند الله كذابا .. يعد مئات الوعود .. فلا يفي منها بوعد واحد .. فالفقير الذي وعده بالغنى زاد فقراً بالجرع القاتلة .. والمريض الذي وعده بالشفاء زاد مرضاً .. والعاري الذي وعده بالكساء زاد عرياً ...

- لذلك نريد رئيساً صادقاً .. يسمع كلام ربه جل جلاله ويعمل به : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) .. لأننا سئمنا من الكذب .. سئمنا من الدجل .. سئمنا من الغش ... سئمنا من الضحك على الدقون .. ولم تعد تنطلي علينا تلك الوعود الزائفة .. التي لا تسمن ولا تغني من جوع .

- نريده متواضعاً ... يعيش في أوساط مواطنيه ... كأنه واحد منهم .. يتلمس مشاكلهم .. ويعاني معاناتهم ..و يتفقد مصالحهم .. و يقضي حوائجهم .. إذا مرض أحدهم عاده .. وإذا غاب افتقده ... يفرح معهم إذا فرحوا .. ويحزن لهم إن حزنوا .. نريده كلما علا شأنه .. وارتفع قدره .. وزادت مسؤوليته .. زاد تواضعه .. وقربه من الناس .. فمن تواضع لله رفعه ..

- ولا نريده .. متكبراً .. مغروراً .. يعيش في بروج عالية .. وقصور راقية .. يسير في المواكب الطويلة ... محاطاً بآلاف الحرس والمنافقين .. ويلبس النظارة السوداء .. التي لا يرى بها إلا نفسه فقط .. لا يعرف قيمة مواطنيه إلا أيام الانتخابات فقط .. 

 وطوال سبع سنوات أين كنت يا زعيمنا المفدى ؟ 

 أين كنت عندما مرض منا من مرض ؟

 أين كنت عندما ظلم منا من ظلم ؟

 أين كنت عندما جاع منا من جاع ؟ 

 أين كنت في أفراحنا وأحزاننا ؟

اين كنت ؟ أين كنت ؟ ألا تعرفنا إلا الآن ؟ 

 أما تعرفنا إلا متى ما كنت بحاجة إلى أصواتنا ؟ 

ثم إذا ما نلت مرادك ... رجعت إلى قصرك .. فلا تعود إلينا إلا بعد سبع عجاف ؟ هيهات .. هيهات .. لقد وعينا الدرس .. ولا يلدغ مؤمن من جحر مرتين ..

- نريده .. قوياً ... شجاعاً .. يقول الحق .. ولا يخاف في الله لومة لائم .. يقول الحق دون أن يجامل .. دون أن يداهن .. دون أن ينافق ... يقول كلمة الحق بوضوح .. دون خوف على منصبه ... دون خوف على وجاهته .. دون خوف على مكانته .. يقف مع الضعيف ضد القوي .. وينتصر للمظلوم من الظالم .. 

 يقول للظلم : لا بملء فيه .... ويقول للقروض الربوية : لا بملء فيه ...يقول للجرع القاتلة : لا بملء فيه .. يجتث الفساد من جذوره ..

يقف بكل قوة ضد من ينتهك حدود الله .. وينتهك سيادة البلد ... وينتهك حرية المواطن ..

يراقب أداء الوزراء .. ويطلب أيا منهم لمحاسبته ومعاقبته وعزله . ولا نريده .. ضعيفاً .. جباناً .. ضعيفاً أمام نفسه ... ضعيفاً أمام شهواته .. ضعيفاً أمام نزواته .. ضعيفاً أمام الباطل ... يدور في فلكه حيثما دار ...

يخاف إن قال كلمة الحق .. أن يفقد مكاسبه .. 

يجامل الظالمين .. فيعينهم على المظلومين .. ويقف بجوار الأقوياء ليستمد منهم قوته .. يخشى الناس .. والله أحق أن يخشاه ...

لا يجرؤ أن يقول للفساد : لا .... لأنه من الفاسدين . لا يجرؤ أن يقف في وجه الظالم .. لأنه ظالم .

* أخي القارئ : ما أحوجنا ونحن نتهيأ في الغد القريب ... للإدلاء بأصواتنا لانتخاب رئيس للجمهورية أن نتذكر أن هذا الانتخاب أمانة في أعناقنا .. وانه من أهم وأعظم الأمانات التي حملها الإنسان ... حيث يتعلق بهذا الاختيار مصير أمة ... مصير شعب بأكمله ..

لقد قال الجميع كل ما لديهم ... أحزابا ومرشحين ....ودعاة وواعظين.... ومختلف وسائل الإعلام الرسمية والشعبية .... وبقي في الأخير صوتك الذي هو أمانة لديك ..... سوف تسال عنه غدا أمام الله عز وجل .... وتجني نتيجته وعاقبته هنا في حياتك وحياة شعبك وأمتك . نعم بقي صوتك هو الأقوى .... بقي صوتك هو الأنفع .. بقي صوتك هو الذي إما أن يشارك في التغيير إلى الأحسن أو إلى الأسوأ . فاتق الله في هذا الصوت ... وانتخب من تراه أرضى لربك ... وأنفع لأمتك وأصلح لبلدك. لقد جاءت فكرة الانتخابات ... لتجسد الأمة من خلالها مبدأ الشورى .... وهي أسلوب حضاري .... لا بد أن نمارسه بوعي وتعاون ... فلا ننسى في زحمة التنافس أخوتنا ... وعقيدتنا التي دعتنا للاعتصام... والتعاون على البر والتقوى ..ونبذ الفرقة والقطيعة ... والخلاف والتدابر . فلا يجوز أن تتحول ساحات الاقتراع ..... إلى ساحات صراع وشجار واقتتال .... ولا أن نمارس فيها الضغوط والإحراجات التي تغير إرادة الناس في اختيار من يريدون.


في الأحد 27 أغسطس-آب 2006 06:03:56 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=450