من هم الزيدية ؟
ابراهيم  بن محمد الوزير
ابراهيم بن محمد الوزير

لقد علمت علماً قاطعاً وعرفت أن بعض الموجهين التربويين ، والمدرسين للمادة الإسلامية في المدارس الحكومية ، وفي مدرسة الشهيد عبدالله الوزير في بني حشيش التي قمت بطلب بناءها في منطقتنا بني حشيش من إخواننا الكويتيين في عهد الرئيس ابراهيم الحمدي فتكرمت دولة الكويت و بنت هذه المدرسة الابتدائية المتوسطة الثانوية الواسعة ، وسميناها مدرسة الشهيد عبدالله الوزير ، ولم أكن أعرف أو أتصور أنه يمكن أن يوجد من يدرس في يوم من الأيام في هذه المدرسة أفكاراً وعقائد يقصد بها القضاء على المذهب الزيدي ، حيث يغررون اليوم بالأولاد الذين لا يزالون في عمر الزهور ويدرسونهم آراء وفقه ومعتقدات إخواننا أهل السنة ، ويقولون لهم : هذه هي الزيدية ، ويضربون لهم مثلاً بابن الوزير وابن الأمير والشوكاني ويؤكدون لهم أن هؤلاء هم الزيدية وأنكم ان اتبعتموهم فأنتم على مذهب آبائكم وأجدادكم اليمانيين الزيدية منذ فجر التاريخ ، وقد سمعت هذا الكلام وأمثاله في عدة مجالس وعدة مساجد وعدة لقاءات من عدة أشخاص من إخواننا السلفيين وكنت أظن أنها أفكار فردية فإذا بها تظهر أنها خطة مدروسة متبعة ، فعندما يقولون أن فكر ومعتقدات إخواننا السنة هو نفس معتقدات وفكر الزيدية ، فهو كلام غير صحيح ، ولا شك أن في إخواننا أهل السنة علماء كباراً يستحقون التعظيم والتبجيل والإحترام والمحبة ، وأذكر منهم على سبيل المثال من علماء الشافعية العالم الجليل الصادق المؤمن القوي السيد عبدالله الحداد رضي الله تعالى عنه وأسكنه فسيح جناته ، والعالم الجليل المرشد السيد محمد الهدار رضي الله عنه وأسكنه فسيح جناته ، والعالم الجليل ....... حمزة حفظه الله ، والعالم الجليل صاحب الجامعه في الحديدة ....... مرعي حفظه الله ورعاه وغيرهم من علمائنا الأجلاء في اليمن وغيرها ، والذين نتقرب الى الله جل وعلا باحترامهم وحبهم والثناء على من نعرفه منهم ، كما أن ابن الوزير وبن الأمير والشوكاني علماء كبار لا ينكرون ولهم اتباعهم الكثيرون ، لكن المستنكر أن يقال أن هؤلاء هم الزيدية في اليمن ، وهذا غير صحيح وإنما يقوله من يريدون القضاء على المذهب الزيدي وهم الذين يعتقدون أن ليس يتبع السنة الصحيحة غيرهم فلا الشافعية ولا الزيدية ولا أي مذهب من مذاهب أهل السنة ولا غيرهم في زعمهم على حق ، بل إن الحق كله محصور فيهم ، وليس في الأرض مسلمون على الحقيقة سواهم ، ولا يمكن أن يكون صحيحاً أن معتقدات أولئك العلماء من إخواننا أهل السنة والزيدية شئ واحد ، ومثل هذا الكلام تغرير بأطفال في عمر الزهور ومكر وخداع يراد به تغطية المؤامرة الكبرى التي تستهدف القضاء على الزيدية في اليمن ، بحيث ينشأ أولادنا الزيدية على مذاهب أخرى غير الزيدية ويكونون في نفس الوقت معتقدين أنهم لا يزالون زيوداً وأن هذه المعتقدات هي الزيدية بذاتها ، والحقيقة أن تلك مذاهب إسلامية معترف بها والزيدية مذهب إسلامي معترف به أيضاً ، ولا شك أن هؤلاء المعلمين الذين يلقون في آذان الطلبة هذا الكلام وأمثاله ليسو أتقياء لله جل وعلا ويهمهم تدعيم مذاهبهم ونشرها ولو عن طريق الغش والخداع ونسوا قول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم (من غشنا ليس منا) أو (من غش ليس منا) ، ولو كانوا أتقياء لقالوا للأطفال والتلاميذ ما يعتقدون وماكانوا يقولون فيما مضى قبل أن يعتمدوا الطريقة الجديدة لتضليل الأطفال والعمل السري الخفي : إن آبائكم كانوا على ضلال ، ونحن نريد أن نعلمكم الإسلام الصحيح ، وهذا ما كانوا يقولونه من قبل في كلماتهم ونقاشاتهم في المساجد وغيرها التي كانت لا تخلو من الانفعال والتعصب ، وقد اعتمدوا اليوم اسلوب التغرير والخداع لإخراج الزيدية عن معتقداتهم دون ضجة ودون أن يشعر أحد بمؤامرتهم.
والمؤسف أن السلطة لا تمنعهم من مثل هذا التغرير ، بل تسمح لهم به و تؤيدهم فيه .
وقد رأيت من الواجب عليّ كأحد علماء الزيدية ومفكري المسلمين وأحد الدعاة الى الله سبحانه وتعالى والى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، أن أوضح ماهي الزيدية حتى يعرف الجميع هل ما يلقيه هؤلاء المعلمون في أذهان وأفكار الأطفال الذين إأتمنهم آباؤهم الزيود عليهم ، هل ذلك الكلام هو الزيدية أم خارج عنها ؟!!!
وقبل أن أدخل في هذا الموضوع فإن عندي مسئلتين أريد أن أتحدث عنهما :
الأولى : - أنني قطعت من عمري أكثر من ستين عاماً وأنا في النضال والجهاد من أجل بلدي وأبناء بلدي وديني ، ولم أتكلم عن مثل هذه الأمور مثل معتقدات الزيدية وغير ذلك ، ظناً مني بأن هذه القضايا تثير الخلاف والنزاع بين أبناء البلد الواحد والدين الواحد ، وذلك غير جائز ، وصممت على ذلك ، وفي ذلك قصص ليس هنا موضع إيرادها ، لكني لما رأيت أخيراً أن المراد هو إلغاء الزيدية وإنهاؤها في بلادنا ، عرفت أن الواجب اليوم هو توضيح الحقيقة وهذا ما ندبت نفسي له إرضاءً لله جل وعلا وخوفاً منه وقياماً بالواجب.
المسأله الثانية : - أنني أريد أن أوجه كلامي لعلماء الزيدية الصامتين سواءً منهم الذين يقبعون في بيوتهم أو الذين هم في مكاتبهم قضاةً وحكاماً لا ينصرون الحق ولا يخذلون الباطل ولا يدافعون عن معتقداتهم ومعتقدات آباءهم التي هي الحق الذي لا ريب فيه ، بينما يلهث البعض منهم وراء الدنيا ومكاسبها ولا يتكلمون لتوضيح حقيقة مذهبهم الذي يؤمنون به ويدينون لله سبحانه وتعالى بالتعبد له به ، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون . الا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم). ، وهذه الآيه وحدها كافية لتحذير إخواننا العلماء عن الصمت والكتمان ،
إن معتقدات الزيدية اليوم ومعتقدات آبائهم وأجدادهم ومعتقدات أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذلك حب آل رسول الله المطهرين وهو ما نشأ عليه أبناء اليمن منذ فجر التاريخ الإسلامي ، إن كل ذلك يمحى اليوم من صدور أبناء اليمن وأطفالهم وشبابهم بخطة جهنمية شيطانية في منتهى الذكاء والإحكام والتدبير ، وإذا لم يتكلم إخواننا وآباؤنا بقية علماء الزيدية ومراجعهم ، لا سيما المراجع الذين يعتقد الزيود فيهم ويعتبرونهم مراجعهم التي يمتثلون اشاراتهم وأوامرهم من أمثال الوالد السيد العلامة محمد بن محمد المنصور أطال الله عمره ووفقه ورعاه ، وغيره من علماء الزيدية ، إن هؤلاء العلماء اذا لم يقولوا كلمة الحق في مثل هذه الأمور فإن صمتهم وهم في هذا المستوى وإعتقاد الناس فيهم ذنب كبير سيسألهم الله عنه يوم الوقوف بين يديه.
ولنعد الآن الى موضوعنا فنقول :
لا يكون الزيدي زيدياً إلا بإعتقاد عدة أمور أساسية نقتصر اليوم على ذكر بعضها ، ومن لم تتوفر عنده هذه المعتقدات فليس زيدياً :
الأولى : نفي التجسيم والتشبيه عن الله تعالى فالله سبحانه وتعالى ليس له يد ولا أذن ولا عين ولا رجل ولا ساق تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، فهو لا يحتاج الى شئ من الأعضاء ليعمل بها لأنه أجل من ذلك و أعظم ، والزيدية يؤولون كل الآيات التي وردت في كتاب الله ، عن يد الله أو عينه أو سمعه أو بصره بأن المراد العلم الحقيقي الكامل وأنه يسمع كل شئ ويرى كل شئ ويعلم ما في الصدور ، دون آلة من عين أو أذن أو رجل أو قدم أو ساق ، ولا يكون المسلم زيدياً يتبع مذهب آل رسول الله المطهرين إلا بهذا الإعتقاد ، وهذا غير متوفر عند إخواننا أهل السنة ، فإنهم لا ينفون التجسيم نفياً قاطعاً كما يفعل الزيدية ، ولا يفسرون الآيات ويعرفون معانيها العربية الصحيحة ، وأنها لغة عربية فصحى لا يدركها إلا من رقى حسه وعلا فهمه ، فالله عز وجل عندما يقول في كتابه العزيز (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) ، فالذي لا يدرك أن المراد بقوله تعالى (يد الله مغلولة) إنما المراد به البخل والتقتير وعدم الإنفاق وأن المراد بقوله جل وعز (بل يداه مبسوطتان) هو الكرم والجود والانفاق العريض الكبير، وليس هناك يد ولا يدان ، إن الذي لا يدرك ذلك ففهمه قصير ، وحسه غليظ ، وإدراكه متدني ، وقد سأل بعض الصحابة في حديث صحيح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله تعالى فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ، فقال يا رسول الله : إنني وضعت خيطين أسود وأبيض ولكني لم أتبينهما إلا بعد طلوع الفجر وأذانه ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (إنك لعريض الوساد إنما المراد كذا) وفسر له الآيه ، وقوله إنك لعريض الوساد فإنه يكني بتلك العباره أنه بليد لا يفهم.
وهكذا من لم يفهم معاني الآيات وسموّها ، ولقد قال إخواننا أهل السنة ما هو أعظم من ذلك حيث أوردوا حديثاً لا أدري كيف أنطلى على علماء كبار منهم ، إلا أن يكون عدم تقديسهم لله سبحانه وتعالى وقدره حق قدره ، وأن ليس لله في قلوبهم مكانته العظمى التي لا تكون الا له ، ورغبتهم في اتباع الروايات للأحاديث ولو كانت تضع من قَدر الله ومكانته التي تليق به جل وعز ، فقد رووا حديثاً ينافي تنزيه الله وتعظيمه منافاة كاملة ، وذلك الحديث المدسوس الذي رووه فقالوا ما معناه إن الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يتجادل مع بعض خلقه بعد أن يلقاهم في بعض عرصات القيامة ، وهو يبحث عن من بقي هناك بعد أن صار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار فيبحث عن من بقي ويلقى أخيراً بعض المتأخرين الذين لم يحاسبوا بعد فيسألهم ماذا تفعلون هنا ؟ فيقولوا : نحن منتظرون لربنا حتى يأتي فيقول : أنا ربكم ، فينكروا أنه ربهم ويقولون : لا ، لست ربنا ، فيؤكد لهم أنه ربهم ، فيصرون على الإنكار ويكررون : أنت لست ربنا ، وعندما يؤكد لهم مرة أخرى أنه ربهم ، يقولون : إن لنا علامة نعرف بها ربنا فيقول : ماهي ؟ ، فيقولون : نعرفه من ساقه (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً) ، فيكشف الله جل وعز عن ساقه ، فيعرفوه ويتأكدوا أنه ربهم ، فيقولون : نعم أنت ربنا ، ويحاولون أن يسجدوا له فلا يستطيعون ، ذكر هذا كثير من المفسرين السنة عند تفسير قوله عز وجل (يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود فلا يستطيعون) ، وفي هذا استهزاء بالله جل وعز ما بعده استهزاء ، وتحقير ما بعده تحقير ، فكيف يمكن أن يلقى الله جل وعلا بعض خلقه وهو يبحث عن من بقي في عرصات القيامة بعد انتهاء الحساب ، وهو يقول عن نفسه إنه (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) ، ويقول (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) ، ويقول جل وعز على لسان عبده الصالح لقمان وهو يعظ ابنه (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله) ، ويقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في دعاءه المأثور (يا من يعلم عدد قطر الأمطار وعدد ورق الأشجار ويعلم ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار ولا تواري منه سماءٌ سماءً ولا أرضٌ أرضاً ولا بحرٌ مافي قعره ولا جبلٌ ما في وعره اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه) ، فكيف يغيب على من لا تواري منه سماءٌ سماءً ولا أرضٌ أرضاً ولا بحرٌ ما في قعره ولا جبلٌ ما في وعره كيف يغيب عنه معرفة من بقي في عرصات القيامة فيضطر الى المشي هنا وهناك للبحث عن المتأخرين تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، ثم لماذا هذا الجدل بين الرب العظيم الكبير المتعال وبعض خلقه وإنكارهم إياه أنه ربهم وقولهم له بكل وقاحة واستهتار لستَ ربنا عدة مرات ، إنه لو دخل علينا ملك من الملوك أو أمير من أمراء المخلوقين أو رئيس جمهورية من الذين يأكلون ويشربون ويتغوطون ويطويهم الموت بعد أيام أوشهور أو سنوات ، لو دخل علينا أحدهم لعرفناه بمجرد ظهوره ، فكيف يخفى عن هؤلاء فاطر السماوات والأرض الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ، رغم عظمته وجلاله وعزته وقدرته ألا يستحي أولئك مما يقولون ، ثم كيف يُعرَف ربنا العظيم الكبير المتعال من ساقه لا من وجهه ولا من نوره (ولو على طريق المجاز) ، وأين عظمته وجلاله وقدرته وكبرياؤه ، .. يالطيف يالطيف .. إنني أخشى أن تنزل صاعقة من السماء وأنا أكتب ما قالوا ولكني والحمدلله أعرف أن رواية الكفر لا تعد كفراً ونقل كلمة الكفر لا تجعلك كافراً ، ثم كيف يضطر ربنا العظيم الكبير المتعال جل وعلا أن يكشف عن ساقه أخيراً لكي يعرفه بعض عباده ويقرون له بالربوبية في يوم الجزاء الأعظم وهو في ذلك اليوم (مالك يوم الدين وملك يوم الدين) ، هل يمكن أن يكون الملك المالك غير معروف إلا إذا كشف عن ساقه فهو في رأيهم في ذلك اليوم العظيم مسكين يحتاج الى أن يكشف عن ساقه حتى يعرفه بعض خلقه ، ثم ماذا كان يلبس ؟ فمادام كشف عن ساقه فإنه لا شك كان يغطيها بشئ فماهو هذا الشئ ؟ ، هل كان يلبس ثوباً ؟ ، وهل كان ثوباً حجازياً ؟ ، أم قطرياً أم من أثواب الخليج ؟ ، أم برداً يمانياً ؟ ، (أم فوطة عدنية ؟) ، أم بنطلون ؟ ، ومانوع هذا الثوب ؟ ، هل من الصوف أو من القطن أم ماذا ؟!!! ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، إنه أعظم وأجل وأكبر من كل هذه الروايات الهزيلة القبيحة الكفرية المدسوسة.
ومن العجيب الغريب أن يورد هذا الحديث المدسوس العلامة محمد بن علي الشوكاني في كتابه في التفسير المسمى فتح القدير ، وهذا الكتاب لا يوجد عندي الآن وأنا في ألمانيا ، حيث أنني بعيد عن أهلي وأموالي وأولادي وعن كتبي ومراجع بحثي ، وإلا لكنت نقلت كلامه بالنص ، ولكني أتذكر أني قرأت ذلك في كتابه فتح القدير عند تفسير قوله تعالى (ويدعون الى السجود فلا يستطيعون) ، فقد نقل في تفسير الآيه من بعض تفاسير المتقدمين تفسيراً واحداً أو اثنين أو ثلاثة ثم قال ما معناه : ولكن هناك تفسيراً آخر أصح وأصدق ثم استشهد بالمثل (وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل) ، ثم أورد الحديث المذكور ، وأورد هذه القصة الغريبة السيئة والجدال بين الله وخلقه ، وأنه سيكشف عن ساقه ليُعرَف ، وأظنه أختصر الحديث ، ولكنه على كل حال أورد أن الله سيكشف عن ساقه ليعرفه أولئك المنكرون لربوبيته وأنهم عرفوه من ساقه ثم حاولوا السجود فلم يستطيعوا ، وهو بذلك قد أثبت تجسيم الله ، وأثبت ما فيه الكفاية من التجسيم والسخرية والتحقير ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، نسأل الله أن يغفر لنا وللمؤمنين ، وهذا العلامة الشوكاني الذي أورد هذا الحديث ووصفه بأنه نهرالله وأنه يبطل نهر معقل ، هو كما قلنا ممن يقول المتآمرون على المذهب الزيدي لأبناءنا في مدارس الزيدية ، أنه يمثل الزيدية الحقة ، وأنهم إذا اتبعوه فسيكونون زيدية تمامًا تمامًا كما كان أباؤهم وأجدادهم ، فأي تدليس وتغرير وافتراء أشد من هذا على أطفال في عمر الزهور رغم إرادة آباءهم ، وتحويلهم عن مذهب آل رسول الله المطهرين ، الذين ينزهون الله عز وجل عن كل ما لا يليق به ويجلونه ويعظمونه كما أراد وكما يليق به جل وعلا وكما هي الحقيقة التي لا ريب فيها ، اتباعاً لكتاب الله ثم لكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهديه في تعظيم ربه ، ثم كلام الإمام علي عليه السلام ، ثم ذريته ومن اعتقد معتقداتهم ودان بها من المؤمنين حتى اليوم.
ومن هنا يعرف المطلع أن البعض من إخواننا السنة يقولون : أن لله يداً ورجلاً وساقاً ويغطون على هذا الكلام التجسيمي التشبيهي بقولهم : له عين كما تليق به وأذن كما تليق به الى آخر تلك التلفيقات التي لا يجوّز الزيدية الاعتقاد بها ، وقد أوضح ذلك العلامة الدكتور فرحان المالكي ، فكيف يمكن أن يقول المدرسون لأبناء الزيدية إنهم اذا اتبعوا من يقول ويعتقد هذه المعتقدات فإنه لا يزال زيدياً.
نسأل الله تعالى أن يجيرنا من الضلال والإضلال ، وأن يهدينا الى سواء السبيل وأن ينقذ بلاد اليمن الميمون من هذه الهجمة الشرسة التي لا ترضي الله ولا تهدي العباد ولا تنفع البلاد.
وللبحث إن شاء الله بقية.
والله الهادي الى سواء السبيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين الأكرمين آمين اللهم آمين يا رب العالمين.
حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير وعلى الله توكلت.


في الأربعاء 22 أكتوبر-تشرين الأول 2008 11:14:41 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=4330