جنوبيون في ذكرى الوحدة
أحمد عايض
أحمد عايض
 

نجح الجنوبيون في مؤتمر الحوار الوطني في تحقيق إنجازات يمكن وصفها بأنها أكثر من رائعة عبر مخرجات الحوار الوطني , ومثلت مشاركتهم بحضورهم الفاعل إنجازا كبيرا في تصحيح مسار الوحدة والانتصارات لمطالب القضية الجنوبية .

مسار محادثاته التي استمرت لأكثر من عشرة أشهر ,ودفعهم بمسار القضية الجنوبية إلى واجهة المشهد السياسي محلياً وإقليماً , ونجاح ممثلي القوى الجنوبية في الدفاع عن القضية الجنوبية وتحقيقهم حضورا بارزا في المشاركات والمخرجات اعطى القضية الجنوبية زخما وتعاطفا واسعا .

مراقبون دوليون ومحليون اعتبروا النصر الذي حققه الجنوبيون لقضيتهم التي هي قضية كل أبناء الشعب اليمني عبر مخرجات الحوار الوطني نصراً باهراً وانجازاً عظيماً ومكسباً سيسجل لمناضلي القضية الجنوبية.

تمر بنا اليوم الذكرى السابعة والعشرين للوحدة اليمنية ونحن نرقب حجم الانجاز الذي تحقق للقضية الجنوبية عبر مخرجات الحوار الوطني , لنكتشف حجم الانجاز القانوني والدستوري الذي تم للقضية الجنوبية وتصحيح مسارها ,لكن هذا الإنجاز لم يرق للإطراف الإنقلابية التي ظلت طوال فترة ما قبل الحوار الوطني تتباكى على القضية الجنوبية ومظلوميتها ,فانقلبت على كل ذلك الإنجاز بانقلابها العسكري على الجمهورية والوحدة .

لقد أثبت المناضلون الجنوبيون الذين خاضوا مارثوناً تاريخاً في مؤتمر الحوار الوطني أنهم رجال سياسة وأصحاب قضية ,انتزعوا من خلاله بموافقة كل القوى الوطنية نجاحاً مشرفاً ومستحقاً معمداً بضمانة كل الدول العشر الكبرى في مجلس الأمن والراعية للمبادرة الخليجية.

تمر بنا هذه الذكرى ونحن نرقب اليوم الوضع المتدهور الذي تمر به اليمن , لنعرف خبث الجهات والشخوص الذين وقفوا في صف الإنقلابيين وسعوا في الدفع بمسار الأحداث في اليمن إلى وضع الكارثة , واسقطوا مكونات الدولة عبر انقلابهم المشؤوم الذي لم تجن منه اليمن إلا الكوارث العظام وفي مقدمتها محاولة نسف كل الإستحقاقات التاريخية للجنوب .

أعتقد أن كل الضجيج الذي يثار حاليا حول موضوع الوحدة , هو نتيجة التأثير المباشر للعديد من أجهزة الإعلام التي تدار من خارج اليمن , وتدفع بقوة للاختباء حول مطالب القضية الجنوبية.

ستأتي اللحظة التي سيدرك فيها العقلاء في الجنوب قيمة العمل من أجل ميلاد اليمن الاتحادي الجديد, وستأتي اللحظة التي يعون فيها معني توحد واتحاد كل القوى في العالم رغم كل اختلافاتهم وخلافاتهم , ففي قاموس الدول وعلاقات المجتمعات الحية , لا توجد عداوة دائمة ولا صداقة دائمة ولكن توجد مصلحة دائمة.

على الجميع أن يعي أن قضية الوحدة لم تعد خياراً يمكن أن يتفرد في مصيره فرد أو جماعة أو دولة بل تعدى ذلك ليكون قرارا اقليميا تتشابك فيه المصالح وتتعدد فيه التحالفات وترتبط به مصالح الأمن القومي لكل دول الجوار والمنطقة.

لذا نجد أن كل رعاة المبادرة الخليجية وقادة التحالف العربي يؤكدون أهمية المضي في خيار اليمن الاتحادي الذي سيمثل مرحلة مشرقة لكل أبناء اليمن وكل داعميه في المنطقة .

هناك جهود كبيرة تبذل حاليا من قبل القيادة السياسية ودول التحالف للمضي باليمن إلى بر الأمان وتجاوز لحظته الحرجة والوصول إلى اليمن الاتحادي.


في الأربعاء 24 مايو 2017 03:54:07 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=43068