ما وراء مقابلة بحاح
علي بن ياسين البيضاني
علي بن ياسين البيضاني
حديث م/ خالد بحاح لقناة BBC البريطانية، له أهداف عميقة، جيء به لينفذها في عجالة، لتتسق مع المخطط الكبير الذي يراد له حرف العاصفة المباركة عن مسارها، وفرض الحل السياسي المهجّن بالقوة القاهرة، رغم أنف القيادة السعودية والقيادة اليمنية الشرعية ودول التحالف، فالغبي الذي يظن أن خروجه وحديثه جاء تلقائيًا، ليعبّر عن شعوره، وتذمره من إبعاده عن رئاسة الدولة التي كان يطمح اليها.
لوحظ أن هذه المقابلة جاءت متناغمة مع الدفع الغربي القوي عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وكذا مع المفاوضين الحوافيش، والضغط الدولي على عدم إسقاط الإنقلاب بالحسم العسكري، لأن كل هؤلاء يرون أن إسقاط الإنقلاب معناه ذهاب مخططاتهم أدراج الرياح، ولذلك يسعون بكل وسيلة لإثارة البلبلة والغضب الشعبي لتأخير الحرب، وتدمير الإقتصاد، وتشويه قيادات المعركة، بغية تحقيق الحل السلمي المهجّن.
المقابلة لها أغراض عديدة، أهمها التسويق لشخص م/ بحاح شعبيًا وتصويره بأنه المظلوم الذي تم ابعاده، وكان يريد تحقيق الأمن والإستقرار الإقتصادي، لكن إبعاده من الرئيس هادي دمّر تحقيق ذلك، وبالمقابل تشويه صورة الرئيس هادي الذي - من وجهة نظره- أنه حريص على المنصب أكثر من حرصه على الدولة والجمهورية والشعب، وكأن المعركة الحالية هي صراع على كرسي الرئاسة، فيصدّق المغفلون أن هادي ليس أولى من البلاد واستقراره، فتنطلي عليهم الحيلة، ويدفع الطرف المفاوض وبقوة داعمة خارجيًا الى ضرورة إبعاد الرئيس هادي لحل المشكلة، والغرض الدفين من ذلك تحقيق الأجندات الخفية التي كانت مرسومة وكشفت قبل إقالة بحاح.ومن أهداف المقابلة هو تشويه صورة فصيل من فصائل المقاومة بتعز أنهم لصوص نهبوا ثلاثمائة مليون ريال سعودي، ثم أن أبناء تعز جبناء، فعددهم أربعة ملايين شخصًا ولم يستطيعوا أن يحرروها، ولذلك وجب عليه أن يبيّن من هم اللصوص الذين سرقوا ثلاثمائة مليون ريال سعودي، كي يتم محاكمتهم شعبيًا وقانونيًا، لأنهم في هذه الحالة أصبحوا متآمرين على تعز - حسب اتهامه-، وعملية التشويه لتعز كذلك مقصودة، هدفها إخلاء مسؤولية المعترضين على تحرير تعز، لأن أهلها لم يقوموا بما يجب عليهم فكيف تتم مطالبة غيرهم بتحريرها.
ثم إن لمز بحاح فى المقابلة لفصيل سياسي معيّن آثر مصلحته على مصالح تعز، هدفه معروف واسم هذا الفصيل معروف أيضًا، لكن غير المعروف لماذا لا يجرؤ م/ بحاح بالتصريح به، ويوجّه اليه الإتهام مباشرة أنه كان سببًا في تأخير تحير تعز، وهل ذلك من وجهة نظره لا يرغب تشويه الفصائل السياسية، أم أنه الخوف من أن ترفع عليه القضايا بإثبات ما صرّح به، ليتم اسناد مهمة التعريف بهذا الفصيل وتشويه صورته ونضاله، للمواقع الإخبارية ووسائل التواصل العفاشية الحوثية والحراكية.
لعبة المقابلة مكشوفة، وتحركات خالد بحاح قبل وبعد إقالته معروفة، والدور الذي سيتم الترتيب له مستقبلاً معروف، والمؤامرة على اليمن معروفة، وقد أوضحناها في أكثر من مقال، وتحركات الحوثيين والعفاشيين والحراكيين، وأنهم يسيرون فى النسق الذي تريده ايران وأمريكا وأوروبا معروفة، لكن كل ذلك بإذن الله لن يوقف عاصفة الحزم عن مسارها حتى منتهاها، وإن غدًا لناظره قريب.


في الثلاثاء 14 يونيو-حزيران 2016 04:15:11 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=42389