اليمن بين الحمقى والغافلين .!
ابو الحسنين محسن معيض
ابو الحسنين محسن معيض

الحماقة سمة رافقت كل سلطة حكمت اليمن . والغفلة صفة لازمت المحكوم والمعارض حتى أصبح سائرا في مدار الحاكم أو أسيرا بلا فاعلية في منفاه أو سجنه . فما أن نال الجنوب استقلاله حتى عانى من حماقة الرفاق وهم يمارسون هواية سحق البشر وإعلان الغروب مع إطلالة كل فجر . وغفل رجال عن خطورة الوضع فكان لهم ما قد كان . وفي الشمال لم يكن الحال بأحسن منه في الجنوب فقد عانى طويلا من حماقة التسلط القبلي ونشر ثقافة الخضوع والفوضى بينهم . ولما أراد \" الحمدي وسالمين \" تغيير ذلك تم تصفيتهما بكل حماقة . وحتى قرار الوحدة اليمنية كان مبنيا على حماقة مزاجية ارتجالية , وما زال ابناء الشطرين يدفعون ثمنها حتى اليوم . وبعد انتخابات 93 م وميل ميزان القوة لصالح الشمال ذهب البيض بكل حماقة إلى عدن دون خطة ولا رؤية , وأعلن بعدها قرار الانفصال الأحمق دون ترتيب ولا دراسة جادة . وبعد حرب صيف 94 م لم تفارق الحماقة رجال الحكم والحكمة فبدلا من بناء الدولة المدنية العادلة ذهبوا يتسابقون على غنائم الجنوب وعقود الشركات ونهب الخيرات لحسابهم الخاص . وقبل أيام كشف السيد \" الحوثي \" عن نوع جديد جامع شامل من الحماقة , فمن سبقه كانوا يحوزون شيئا ويضيعون اشياء , أما السيد فقد أظهر في خطابه الأخير أنه لا يمتلك مقدار ذرة من فن إدارة الحكم وفق معايير السياسة الشرعية والتعامل الدولي . بكل حماقة أخذ يتخبط بين الحروف عاجزا في إقناعنا بوجهة نظره وهدف خطابه . بكل حماقة أظهر عدم تمتعه بصفات القائد الحكيم الذي يجتهد في تجنيب البلاد الفتنة ولو على حساب فقدان منافع جزئية ومصالح فرعية لكيانه الخاص . ورأى الناس فيه دموية ونرجسية وجنون أشد من دموية التتار ونرجسية فرعون وجنون نيرون , ولا علاقة له مطلقا بحكمة النبي وبعد نظره ولا بحسن تخطيطه ( عليه الصلاة والسلام ) وهو يعود من الحديبية دون عمرة وبشروط جائرة على المسلمين , ولا وهو يمنح كفار العرب حصة من ثمار المدينة كي يرجعوا عنها يوم الخندق . بكل حماقة أخذ يخاطب سفارات الدول : من أراد أن يذهب إلى عدن فليذهب . فما الذي سيبقى لصنعاء من شرعية تتعامل معها الدول . ألا يدرك أن ذلك يعني العيش في كهوف العزلة , ومن ذا الذي سيأتي متاجرا أو مستثمرا في بلد خاو على عروشه , حتى تجار طهران وروسيا لا أظنهم سيفعلون . بكل حماقة هاجم الاصلاح أكبر الجماعات الاسلامية في اليمن واقوى الأحزاب السياسية والحاضن رجال القبائل وشباب الايمان ومراجع العلم , بينما يعتذر من إخوانه في المؤتمر الشعبي !. بكل حماقة هاجم السعودية صاحبة الموقف المؤثر في المنطقة , بينما يشير بكل فجاجة إلى تحالفه مع إيران . حماقة منه بلا حدود , تصاحبها غفلة من السائرين في ركابه بلا قيود .
وسابقا مارس الحماقة رئيسنا المنتخب \" منصور \" حينما فرط في عوامل قوته الصادقة المخلصة وذهب يتلمس عند أهل الغدر تحالفا وعزة . وهاهو اليوم في عدن قد عاد أقوى مما كان عليه , وأصبح موضع ثقة المتفائلين , وأشد المشككين في إخلاصه لن يتردد اليوم عن تأييده . وهذه ميزة لم ينلها رئيس قبله . فليرعها حق رعايتها دون شطط ولا خذلان .
ـ لعلها حماقة مني :
شعور داخلي يؤرقني بقوة , إن ما نعتبره حماقة هو في حقيقته سيرا منضبطا ضمن مخطط عبقري وبرنامج ذكي نحو أهداف استراتيجية محددة . وإن الحمقى هم حروف على سِفر بروتكولات قد تم خط بنودها منذ سنين

في السبت 28 فبراير-شباط 2015 01:54:04 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=41177