الحوثيون بين المعتقد والعبث السياسي
علي بن ياسين البيضاني
علي بن ياسين البيضاني

المهدي لما ينصب لزينب الراية *** الكعبة لنا والركن لنا .... تخط أيدي النظيفة *** علي أول خليفة .... اليمن عبر الزمن *** هي أرض ابن الحسن .... فيها شعب يولد منه اليماني .... صارت اليوم اليمن *** رافضية للعلن .... وركيزة جيش صاحب الزمانِ ... شيعة البحرين هالحملة تشنها *** توصل لا عند فاطمة وتبني صحنها .... يظهر النم من الخفاء *** قبر سيدة النساء .... والجزيرة يا علي نحرر مدنها ...الأرض لنا *** والحق لنا .. الرابط : https://www.youtube.com/watch?v=fv0QbexfUKM
هذه كلمات لخزعبلات جماعية ( يوتيوب ) وصلتني عبر الواتس أب قام بترديدها وبحسب لهجتهم شيعة عراقيون ، أخذت أتدبر تلكم الكلمات فيها بعمق ، وأتلمس معانيها ووجدتها تحمل في ثناياها مخططات كنا قد تحدثنا عنها في مواضيع سابقة ، ومخططات أخرى لم نتحدث عنها ، وخلاصتها أن المخطط الشيعي الرافضي هدفه واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ، وأن الهدف ليس فقط اليمن ولكن السعودية والجزيرة العربية ثم التوسع بعد ذلك - بحسب ما ذكروا – " الأرض لنا والحق لنا " .. ومعنى ذلك إن استطاعوا فالسيطرة على الأرض كلها ..
ونخلص من ذلك أن العبث السياسي الحاصل من الحوثيين الآن ما هو إلا ذر الرماد في عيون الساسة ، وسبب لجوئهم إلى الوساخة السياسية – من وجهة نظرهم - أنهم لا يستطيعون حكم اليمن وهي في وضع اقتصادي مدمّر ، ووضع سياسي وعسكري مضطرب ، وعفاش لهم بالمرصاد ينافسهم في تحقيق أحلامه الخاصة به ، ولا يستطيعون أن يعلنوا دولتهم الشيعية الرافضية بصورة واضحة – تقية سياسية - ولذلك فهم يناورون سياسيًا بهدف إعطاء الفرصة لأنفسهم للسيطرة على الأرض عسكريًا واقتصاديًا ، ويحققون النجاحات المثمرة لتكون اليمن كما قالوا ( رافضية للعلن ) ..
إن التماهي مع مخططات الحوثيين ، والتلاعب معهم سياسيًا بحجة الخوف على سقوط البلاد في مهاوي الردى ، يعطي لهم الشرعية السياسية التي هم بحاجة إليها الآن ، لغرض تمتين مداميك حكمهم فى السلطة ، وبواسطة العملية السياسية الشرعية سيثبتون لأنفسهم الحق بعد ذلك في السيطرة على غالبية مفاصل السلطة ، ولا يستطيع بعد ذلك أحد أن يمنعهم من أي توسعات قادمة ، فنكون بذلك خدمناهم أيَّما خدمة ، لكن استيلاؤهم على الحكم بالعربدة ، حتى وإن تمكنوا منه كاملاً فلن يكون لهم مشروعية ، كما يعلمون أيضًا أنهم لن ينجحوا ولن يستمروا فى الحكم طويلاً ، وبالتالي فالمقاومة الشعبية ستكون لهم بالمرصاد ، وسيكون حكمهم محل تقييم الناس وخلال فترة بسيطة سيثبتوا فشلهم ..
ولذلك فالواجب المفترض على الأحزاب السياسية أن تتخذ موقفًا واضحًا إن أرادت بالأساس أن تُخرِج البلاد من المأزق السياسي والفراغ الدستوري أن تضع شروطها واضحة للحوثيين ، ومطالبتهم بالتنفيذ حرفيًا لكل بنود الاتفاق السلم والشراكة وعلى وجه الخصوص الملحق الأمني ، وإن رفضوا فالمطلوب من الأحزاب السياسية أن يلجأوا إلى الخيارات الأشد ، وأهمها تأزيم الموقف سياسيًا عليهم في صنعاء ، وإعلان المد الثوري الكاسح في جميع أنحاء البلاد ليُلجئوهم للتراجع عن طيشهم ، ثم قبل ذلك الحفاظ على استقلالية الأقاليم التي لم تصل إليها أيادي الحوثيين بأي طريقة ، ولو بالمقاومة الشعبية المسلحة ، لأنهم وبصريح العبارة لا يعرفون إلا لغة القوة والقوة فقط ..
 قد يقال أن الرؤية السياسية للأحزاب ترى تشكيل مجلس رئاسي انتقالي لحل الإشكال والمأزق الذي وضعهم هادي فيه وبخبث ، نقول : وهل يرضى عفاش أن يتم إضاعة حلمه بإستعادة السلطة من جديد ، وعبر ابنه أحمد ؟! ، ثم هل الحوثيون سيرضون بأن يكون مجلس رئاسي حقيقي يعرقل مسارهم التوسعي ؟!، أم أنهم يريدون مجلس رئاسي يخرجهم من انعدام الشرعية ومن تآمرات عفاش عليهم ؟! ، أم أن السياسيين يريدونا أن نخرج من مأزق وندخل في مخنق؟! هؤلاء لا يهمهم البلاد ولا العباد ولا ما تصير إليه الأمور ، ولا يسعون إلا إلى تمرير مصالحهم التوسعية فإن لم تتحقق مصالحهم باللعب السياسي أخذوها بالإنقلاب العسكري الذي قد يلجأون إليه إما لوحدهم أو بالتحالف مع علي عفاش .
  وفى الختام نقول : إن الحوثيين غير مقتنعين لا بعفاش ، ولا بالأحزاب السياسية ، ولا بالجمهورية ، ولا بأي شيء آخر البتة ، لكن كل ذلك يتم تبنيه من قبلهم ( تقية ) عبر لعبة سياسية خبيثة ، وهم في أصولهم الإعتقادية يسعون إلى تحقيق أمجاد الدولة الإيرانية الفارسية المجوسية ، والسيطرة على مقاليد الأمور فى اليمن والجزيرة العربية ومكة والمدينة ، ولا ننس َ ما قاله أحد قياداتهم ( الخيواني ) " سيطوف أنصار الله العام القادم في مكة " .. فهل يعقلها العالِمون ببواطن الأمور ، أم أن الملاعبة السياسية ستستمر إلى ما لا نهاية ، والضحية فى الأخير الشعب اليمني ..



في الإثنين 02 فبراير-شباط 2015 08:06:01 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=41060