صفعة على خد المؤتمر .. صخر الوجيه الذي خيب ظني
منير الماوري
منير الماوري

التقيت في بيروت الشهر الماضي البرلماني اليمني الشاب صخر الوجيه على هامش ‏الندوة التي نظمها المركز العربي للدراسات الاستراتيجية تحت رعاية الرئيس اليمني ‏الأسبق علي ناصر محمد حيث قدمني إليه الزملاء الصحفيون نبيل الصوفي ‏وعبدالكريم الخيواني وجمال عامر.‏

استرعى انتباهي حديثه الشيق وطروحاته العقلانية فبدأت في تلك الساعة أراجع ‏حساباتي، وساءلت نفسي إذا كان هذا الرجل من رجالات المؤتمر الشعبي العام فلماذا ‏أنا متحامل على هذا الحزب الرائد، أليس من الإنصاف الاعتراف بوجود عناصر ‏جيدة في المؤتمر الشعبي تسعى لخير اليمن؟!‏

أخفيت إعجابي بالوجيه الإنسان وبالوجيه السياسي بل وتجنبت تجاذب أطراف الحديث ‏معه خوفا من أن يؤثر ذلك عليه لأني معروف بحدتي في انتقاد الذات الرئاسية في ‏حين أنه محسوب على الحزب الحاكم.‏

وقد أشفقت عليه من الوقوف إلى جانبه، لكن حديثه ترك في نفسي أثرا طيبا خلال ‏دقائق معدودة وأزاح عن أذني بعض الأذى الذي لحق بها من متابعتي لتصريحات ‏أمين عام المؤتمر عبدالقادر با جمال وزميله القيادي المؤتمري سلطان البركاني.‏

لم يمض من الوقت طويلا إلا وخيب الوجيه ظني في المؤتمر وتأكد لي مجددا حظ ‏اليمن العاثر في هذا الحزب الحاكم فقد جاءت الأخبار المفاجئة بعد أسابيع قليلة من ‏مغادرتي بيروت وعودة الوجيه وزملائه إلى صنعاء حاملة نبأ استقالته من المؤتمر ‏لأن توجهاته تتناقض مع توجهات الحزب الحاكم فشعرت ساعتها بالأسى ليس على ‏الوجيه وإنما على المؤتمر لأن المؤتمر خسر وجها وجيها وصوتا مقنعا، وشخصا ‏مقبولا.‏

نعم لقد خيب صخر ظني في المؤتمر لأني كنت أعتقد أن الحزب الحاكم مازال قادرا ‏على استيعاب الكفاءات الجيدة وأصحاب القدرات المتميزة في الإقناع ومكافحة الفساد، ‏لكني لا ألوم قادة المؤتمر على ردة فعلهم الغاضبة فقد وجه لهم الوجيه صفعة أخلت ‏بتوازنهم في موسم انتخابي يحتاجون فيه لكل صوت نزيه وما أقل أصحاب هذه ‏الأصوات بينهم.‏

ومهما كانت الأسباب فقد أحسن صخر الوجيه صنعا فمكانه الطبيعي لا يجب أن يكون ‏بين الفاسدين، بل بين الشرفاء من أبناء الوطن سواء في المعارضة أو خارجها.‏

وأستطيع أن أتنبأ هنا أن ينعكس خروج الوجيه من المؤتمر الشعبي بوضوح على ‏نتائج الانتخابات المقبلة لأن ردة فعل المؤتمر كانت انفعالية وغبية ولم يكن في ‏مصلحة الحزب أن يرد على استقالة هادئة عقلانية محترمة بانفعال وتخوين واتهامات ‏جزافية تسئ لقائليها.‏

ونحن نعتبر الإساءات التي قيلت في حق الوجيه بعد خروجه الميمون من المؤتمر ‏أوسمة له يستطيع أن يعلقها على صدره لأنه في الأساس كادر من كوادر هذا الوطن، ‏ولا يستحق المؤتمر أن يكون الوجيه من رجالاته، وسيأتي دور الوجيه في عهد خال ‏من الفساد يستحق رجالا من أمثاله.‏

ويبقى التساؤل قائما هل صخر الوجيه هو آخر الرجال المحترمين في المؤتمر أم أن ‏التطورات السياسية ستشهد استقالات أخرى لمزيد من الشرفاء الصامتين؟

في رأيي الشخصي أن المؤتمر الشعبي يزخر بكثير من الأصوات المكبوتة ولا ‏أستبعد مطلقا أن تذهب أصوات نصف كوادر المؤتمر لبن شملان في ‏الانتخابات الرئاسة المقبلة، ولا ندري من سيكون صاحب الاستقالة المقبلة، فقد آن ‏الأوان لشرفاء المؤتمر أن يقدموا استقالاتهم بعد أن تاكد لنا جميعا ان المؤتمر ليس ‏سوى تاكسي توصيل فاسدين ومظلة لذوي الأحلام الدنيئة.‏


في الأحد 06 أغسطس-آب 2006 12:39:59 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=402