قاعدة بن لا دن وقاعدة بوش ..!!
عبدالجبار سعد
عبدالجبار سعد

قبل فترة أطل علينا صوت ينتسب الى تنظيم قاعدة الجهاد في اليمن .. عبر اتصال هاتفي بإحدى الصحف وأعلن مسئولية القاعدة عن مقتل سائحتين بلجيكيتين في حضرموت .. وقتل جنديين يمنيين كانا ضمن حراس مجموعة السياح التي كانتا تتبعانها ..

الناطق الإعلامي او هكذا سمى نفسه باسم تنظيم القاعدة برر الأمر على أنه رد انتقامي ضد أجهزة الدولة التي قامت بتعذيب بعض رفاقهم ..

***

نحن المؤمنين انتظرنا تكذيبا من تنظيم القاعدة الذي يقوده الشيخ أسامة بن لادن لهذه الدعوى ولهذه النسبة الوضيعة لمثل هذه العمليات الغادرة والعبثية ضد الابرياء .. فلم نسمع التكذيب رغم طول الانتظار .. ولكن اتبع الإعلان السابق مقابله طويلة قيل أنها تمت عبر الهاتف بنفس الصحيفة مع الناطق الاعلامي باسم القاعدة نفسه .. وقد تحدث الناطق وتلى تبريرات سماها شرعية لعملياتهم تلك . واستشهد بأبي بصير الذي كان مسلما في مكة وبعد اتفاق الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم مع المشركين في الحديبية جاء يرسف في الأغلال هاربا من سجنه فلم يستطع الرسول أن يخرج عن عهده الذي لم يجف حبره للمشركين بأن يعيد لهم من يأتي هاربا من عندهم ولا يردون له من يهرب من المسلمين ..

المهم أن أبا بصير وجد له مخرجا من يد المشركين وذهب إلى شاطئ البحر وظل يترصد لقوافل قريش القادمة من الشام ويستولي عليها حتى جعل المشركين يطلبون من رسول الله أن يلحقه بالمسلمين ويلغي هذا البندمن الاتفاق لأنه كان كل مسلم يهرب من المشركين يلتحق بابي بصير ووجد بعض المسلمين في الأمر فسحه فأعانوهم على قطع طريق قوافل المشركين .. حتى ضاقوا بهم ذرعا.

****

والناطق الإعلامي باسم قاعدة الجهاد في اليمن يشبه نفسه بأبي بصير ولا ندري من قلة علمه وفقهه بمن يشبه الحكومة اليمنية !!! وهل حضرموت خارج نطاق دولة اليمن مثلما كان شاطئ البحرخارج نطاق دولة النبوة ؟

وكثير من الاسئلة المشابهة ..

 .ويقول انه لا يلتزم بالعهود والمواثيق والاتفاقات الدولية التي تعقدها حكومة اليمن مع دول العالم .. هكذا وبهذا التبرير البارد استحل دم عجوزين مسالمتين جاءتا إلى اليمن تبحثان عن المتعة في النظر إلى آثار من سبقوا والى بلاداليمن التي كانت سعيدة وأشقاها أمثال هؤلاء المفتونين .. وفوق هاتين العجوزين استحل دم مسلمين يحرسان موكب المستأمنين القادمين لليمن للسياحة بموجب عهود واتفاقات تلزم اليمن مثلما تلزم غيرها بالمحافظة على مواطنينا حين يكونون في مثل تلك الدول ..

انتظرنا موقف المجاهدين الحقيقيين ضد الكفر العالمي وضد الهيمنة الصليبية الصهيونية الصفوية وانتظرنا رأي العلماء الذين يعتد بهم من مثل ذلك ولم نجد موقفا واضحا يشفي الصدر حتى اللحظة ..

****

ربما استثني موقف الشيخ السلفي الكريم محمدبن محمدالمهدي .. وهو يبقى حجة لنا في إدانة هكذا تصرفات .. فهو في رد له حول تفجير جامع بن سلمان في صعدة قال بعد حديث فقهي طويل ماخلاصته ..

 " أن ما حصل في صعده أمرٌ غريب على المسلمين ولا يخدم الأمة ولا المذهب الزيدي ولا آل البيت.. وأمرهم اليوم مُفزع وغريب، وأنا لا أقر قتل الجنود والعامة والخاصة من المسلمين سواء فعل هذا سلفي أو حنفي أو زيدي أو رافضي أو من القاعدة أو غيرهم، فالصورة غريبة، والقائمون بمثل هذا العمل مجرمون من أي نحلة أو مذهب كانوا".

وما أجمل قوله في نفس السياق وهويذكر ماحصل للمستأمنين خصوصا حادثة حضرموت كما أرى

""لكن نرى أن قتل الجنود والأبرياء والمسلم عموماً سواء كان زيدياً أو شافعياً أو سلفياً أنه حرام ولا يجوز، ولا نقول هذا الكلام لأن الحرب في صعده بل قد قلناه أيام مشاكل ما يُسمى بتنظيم القاعدة وهم أهل سنة، فخالفناهم في قتل الجنود والمستأمنين، فهؤلاء الجنود تراهم في طريقك وأنت تسافر من صنعاء إلى حضرموت وهم يحرسون المسافرين من قطاع الطرق حتى يكونوا آمنين في أسفارهم.. لماذا يُقتلون وما ذنبهم ؟!!، وهم من المسلمين القائمين على حماية البلاد""

نحن الآن أمام من يباهي بأنه قتل جنديين من جنود الدولة وقتل مستأمنين .. كانا تحت حراستهما .. ويظن أن ذلك عمل شرعي إيماني وجهاد في سبيل الله بغير جدال ويعرض علينا من محفوظاته تبريرات تافهة .. هو أول من يعلم أنها أبعدمن ان تقنع طفلا مسلما ..

****

القاعدة في بلادالرافدين جاءت وارتكبت من الأخطاء مادفع زعيمها بن لا دن في احدى رسائلة الصوتيه الى الاعتراف بمثل هذه الاخطاء .. وفتحت بابا للفتنة من خلال وجود مجالس الصحوة التي كونها الاحتلال من عشائر السنة العراقيين تحت ذريعة مواجهة القاعدة فأصبح الاقتتال بين ابناء العراق .. ولا يزال فمن يغذي مثل هذا ؟

والقاعدة متهمة من فصائل في المقاومة العراقية خصوصا الحزب الإسلامي الذي أوردت له قناة العربية قبل أسابيع في برنامج صناعة الموت مقابلة لأحد من انتسب إليه واسمه أبو عزام التميمي يتهم القاعدة بالتحالف مع ايران لتدمير العراق .. فهل نصدق مثل هذا مع دعاوى العداء بينهما؟

والقاعدة في اليمن على لسان ناطقها الإعلامي .. تشير إلى أن العدو مشترك لهاوللحركة الحوثية وهي الدولة اليمنية .. وترغب في التعاون بينهما ضد النظام .. فهل يمكن أن نصدق ان موقف قاعدة بن لادن هو هذا ؟

وفي الأخير فقد نشرت أخبار صحفية مؤخرا تشير الى وجود تنسيق بين القاعدة والحوثيين ضد الدولة في المواجهات الأخيرة في المناطق التي تشهدحشوداللمتقاتلين من الفريقين ..

فماهو التفسير الحقيقي لكل هذا .. ؟

****

وهل هذه القاعدة التي نطق مسئولها الإعلامي ونسب قتل المستضعفين لها هي قاعدة الجهاد التي تتبع بن لا دن والتي تدعي مواجهة الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا .. أم هي قاعدة أخرى استطاعت الاستخبارات الامريكية ان تقيمها وتمولها .. وتخاطبها باسم زعيمها بحيث تحدث هذه البطولات وتنسبها اليها .. ؟

الواقع ان حادثة حضرموت بقدر ما تبين تنصل فاعلها والمدبرلها والداعم والمخطط لها من الإسلام تؤكد بكل دليل قاطع تنصله من القيم الإنسانية كلها .. فوق انها تظهره بعيدا عن أدنى صفات الرجولة التي تليق باليمن وأهلها .. فمامعنى أن يترصد إنسان لعابر سبيل ويقتنصه من بعيد ويعتبر ذلك بطولة ورجولة وجهادا ثم يختفي وماهي الغاية ولماذا .. وأي رجولة هذه التي تدفع صاحبها الى ذلك.. ؟

****

من أجل هذا نقول موقنين شكرا لك يا قاعدة الجهاد الأمريكية ..

و لو جاء أهل الأرض أجمعين يشهدون لمرتكب جرم حضرموت على وجه التخصيص بأنهم مؤمنون أو أن لهم قضية إيمانية ماصدقناهم نحن المسلمون بعد الآن.

****

 ويكفينا دليلا على تبني أمريكا لكم وتسييرها لكم حادثة الشيخ محمد المؤيد الذي قادته استخباراتها الى برلين ثم انتهى به الحال الى سجن نيويورك فما انتم أكثر نضجا وخبرة وتجربة منه ولا مثلكم على صغرعقولكم وأعماركم وتجاربكم أقل حماسة منه ؟

أجل أمريكا قدرت عليه وقدرت عليكم أيها المتحمسون السذج .. لكنها وجدت بعدها ان الاصوب قيادة أمثالكم يا هؤلاء المتحمسون لإراقة الدماء البريئة و باسم الإسلام والجهاد لكي يصبح الجهاد والمجاهدون أضحوكة الغرب وذريعتهم لكل أذى ينزلونه بنا وليحدثوا بهم مايشتهونه فينا من مظاهر الفوضى الخلاقة المنتظرة لتدمير كل شيء

فتبًّا لكم .. أيها المارقون ..وهل من توبة قبل فوات الاوان.؟

 وأي القاعدتين ستغلب .. قاعدةبن لادن أم قاعدة بوش ؟


في الجمعة 06 يونيو-حزيران 2008 08:17:44 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=3818