الحقيقة الغائبة في معارك صعدة الخامسة
حمود الدهبلي

مأرب برس - خاص

الحقيقة ان إيران والأمريكان نجحوا في نقل المعركة من لبنان إلى اليمن البعيدة جغرافيا هذا التنفيس البعيد اشتد أواره بعد باتفاق الدوحة بين اللبنانيين مباشرة وكأن جميع الفرقاء وافقوا على نقل المعركة إلى صنعاء بدلا من الجوار الإسرائيلي الذي لم يعد يتحمل والدليل المفاوضات.

السورية - الإسرائيلية في تركيا التي سمع عنها العالم مؤخرا وبمباركة أمريكية دولية وإقليمية،انسحاب وفد قطر بشكل فجائي ودون أبداء الأسباب الجوهرية بالرغم من هول الحادث الإرهابي الأليم الذي هز مشاعر الإنسانية جمعاء كان على قطر ان تتريث في أمر انسحابها سواء من الوساطة أو لجهة المغادرة السريعة والتزام الصمت ..وبعد ان فرحنا جميعا واستبشرنا خيرا وكدنا نتنفس الصعداء ويطوى هذا الملف بشكل نهائي ومرضي للطرفين .

وكما اعتقد الكثيرين ان الرئيس كان جاد في غلق هذا الملف حتى بتفرغ لملف أخر بدا على سطح ساخن بحراك جنوبي ساخن لن يهدءا الا باتفاق سياسي من طراز جديد متجاوزا حتى وثيقة العهد والاتفاق التي وقعت قبل اجتياح القوات الشمالية للجنوب في صيف ساخن في السابع من يوليو 1994م.

ومثلما سلمت أمريكا العراق للأغلبية الشيعية في العراق لن تتلكأ إضافة اليمن إلى الأقلية الزيدية ألاثني عشرية الجديدة في اليمن وإلا ما معنى ان يظل القائد الحوثي الابن في الأرض الألمانية صديقة اليمن والحليفة القوية لواشنطن خصوصا في عهد حكومة انجيلا ميركل ،الأمريكان حقيقة لم يعودوا يثقوا بالرئيس صالح بسبب غموضه في مكافحة الإرهابيين والمحاكمات الصورية التي اعتقد الأمريكيون انها كذالك ولأهم أخطر شخصيات متورطة باعتداءات مسلحة وأكثر من هجوم على مصالح أمريكية وأوربية , فقد رفضت الحكومة اليمنية تسليمهم للأمريكان أو إيداعهم السجن ومنع الأمريكان من الاشتراك بالتحقيق معهم، فالاهتمام الإعلامي الأمريكي مؤخرا وخصوصا مراسلهم في صنعاء وهوا بالمناسبة مراسل واحد للإذاعات والصحف الأمريكية كثف من مقالاته ومقابلاته في الآونة الأخيرة ولكنها أخبار لا تسر ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب فقد تابعت المقابلة الأخيرة التي أجريت مع الدكتور الارياني والدكتور الفقيه أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء سمعت المذيعة(في الإذاعة الوطنية الأمريكية) وهي تقرءا المقدمة للتقرير تقول بالحرف الواحد " ان هذا البلد اليمن هوا أول بلد يهاجم قواتنا البحرية في الشرق الأوسط ويحتضن في جباله أعداد كبيرة من الإرهابيين ويعتقد ان شخصيات بارزة في الحكم تفضل التهدئة مع هذه الجماعات، كونها خدمت النظام في السابق كما أنها لم تعتدي ولم تهدد شخصيات مهمة وكبيرة في الحكم وهي رسائل مهمة من تلك الجماعة لها مغزاها بمعنى كلا منا يمسك( كاره)".

الرئيس يتوهم ان الأمريكان إلى جانبه أو يريد إيهامنا وإيهام الجيران وهوا يدرك أنهم لم يعد يطيقونه.

والرئيس كبقية القادة في العالم الثالث يراهنون على ضعف ووهن هذه الدولة التي صبحت الشرطي الوحيد في العالم فتوجه كثيرا نحو الشرق ولا يستبعد ان يكون الحلم المرشح للتوازن المستقبلي هوا الدولة الروسية الجديدة وعودتها للعب دور التوازن.

في الساحة الدولية أو الصين أو كلاهما معا ومما يدلل على ذالك التهدئة الملموسة مع النظام الجمهوري الوراثي في سوريا مؤاخرا بعد ان شهدت توترا في الشتاء الماضي بعد النشاط الملحوظ للرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد بالرغم من ان علي ناصر مازال عند موقفه ولم يسكت .

طبيعة الرئيس العسكرية وتجاربه السابقة في هذا المجال والزهو الذي أصابه بعد أخراج الحزب الاشتراكي من الشراكة في الحكم وهزيمته عسكريا أعتقد ان المنغصات انتهت وخلى له الجو و بداء ترتيباته في توريث الحكم على غرار النظم العربية الجملكية في مصر وليبيا وهلم جرا,

وعلى غفلة من الزمن برز الحوثيون فجأة كقوة تهدد سلطة صنعاء وتنسف خططها وتهدد مستقبل تلك السلطة، الغموض الذي يحيط بنوايا الطرفين أثناء المفاوضات, قد سُرب القليل مما دار بينهما أثناء التفاوض الذي تجاوزه الطرفان المتصارعان بعد حادثة المسجد واشتداد نبرة التهديد والوعيد وخيار الحسم العسكري الذي اختارته صنعاء أولا .

والحوثيون يبدوا انهم مصممون ألان(وقد هددوا بنقل المعركة إلى أكثر من محور) على الإطاحة بالنظام، والحادث الإرهابي المفجع في مسجد سليمان في صعدة وهي جريمة بشعة والأولى من نوعها في اليمن وفي بيوت من بيوت الله الشهر الماضي والتي فجرة الأوضاع أو ما تسمى الحرب الخامسة فقد ناقشناها في المجلس الحواري اليمني في شبكة الانترنت واستشف من خلال الحوار ان طرف ثالث مجهول نسف المفاوضات وخلط الأوراق مفضلا استمرار الحرب وكأنه يعرف من سيحسمها أو إشعاله فنته لا تبقي ولا تذر يعلم الله وحده متى تنتهي ؟؟؟؟.

hamouddahbali@gmail.com


في الأربعاء 28 مايو 2008 08:53:12 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=3784