حماس رحلة جهاد
مجدى داود

مأرب برس - خاص

تمر علينا خلال أيام الذكرى العشرون لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس , عشرون عاما من الجهاد والنضال , عشرون عاما من العمل الدؤوب لخدمة الدين والوطن , عشرون عاما مرت على انطلاقة حركة المقاومة الاسلامية حماس تغيرت فيها الظروف ومجريات الأمور وتبدلت فيها الأوضاع وازدادت تعقيدا وأصبح لحماس كلمة لا يستهان بها فى وسط هذا الزخم من المؤامرات والحيل للقضاء على تلك الحركة , لقد كانت انطلاقة حركة المقاومة الاسلامية حماس ايذانا ببدء مرحلة جديدة أكثر شدة وضراوة من مراحل الصراع العربى الاسرائيلة , ايذانا ببدء ثانى مراحل الصراع الاسلامى الصهيونى وبداية المشروع الاسلامى الفلسطينى , كانت هذه الانطلاقة ايذانا ببدء العد التنازلى لنهاية هذا الكيان الصهيونى الغاصب وتخليص البلاد والعباد من دنسه وظلمه , وتحرير المقدسات الاسلامية وتخليصها من براثنه .

لم يكن قرار تأسيس حركة المقاومة الاسلامية حماس قرارا سريعا تهوريا بل كان قرار حكيما من قيادات عاشت حياتها تخطط لهذه الانطلاقة العظيمة , لم يكن قرارا عاطفيا متأثرا بالحادث الفظيع والجرم الكبير التى ارتكبته قوات الاحتلال الصهيونى حينئذ , بل كان قرارا عقليا منطقيا مستندا الى أسس سليمة وقواعد صلبة متينة وشعب قوى مستعد للفداء ولتحمل المخاطر , لقد كانت انطلاقة حركة المقاومة الاسلامية حماس نتاج جهاد طويل ونضال كبير عظيم منذ تأسيس الحركة الاسلامية ( حركة الاخوان المسلمين ) فى فلسطين فى أربعينيات القرن الماضى , فمنذ ذلك الحين وقيادات الحركة الاسلامى تربى اجيالا وأجيال لتحمل المسؤولية الكبيرة والمهام الجسام , عملت هذه القيادات على انضاج رأى عام اسلامى وشعبية اسلامية عريضة تحتضن ذلك المشروع الاسلامى الشامل , لقد عملت الحركة الاسلامية على تهيئة الاوضاع اقتصاديا واجتماعيا وعلميا ودينية من خلال مؤسساتها الخيرية وجهود أبنائها الذاتية ودعاتها الافاضل وتحملت كل هذه التكاليف الجسيمة وحدها حتى استطاعت بفضل الله ان تنجح فى تهيئة الاوضاع لإنطلاقة الحركة الجهادية حركة المقاومة الاسلامية حماس .

هذه التهيئة كانت خير داعم وخير سند لحركة حماس , فحينما أعلنت حركة حماس عن انطلاقتها واذاعت بيانها الاول فى الخامس من ديسمبر عام سبع وثمانين وتسعمائة وألف تحولت الحركة الإسلامية الى شوكة فى حلق الصهاينة فبدات الحركة عملياتها بالسلاح الابيض ثم بعد ذلك استوردت الاسلحة النارية وقام مبدعوها وعبقريوها فى اختراع أسلحة جديدة فكانت العبوان الناسفة والالغام ثم القنابل ثم الصواريخ وكان على رأس هؤلاء العباقرة المهندس الشاب يحيى عياش القائد السياسى والعسكرى بالحركة , فى غضون سنوات قليلة نجحت حركة المقاومة الاسلامية حماس فى تحويل قطاع غزة الى جحيم للقوات الصهيونية فجن جنون قادتهم وجنرالاتهم وراحوا يتخبطون ويضربون كفا على كف , كيف فعل هؤلاء كل هذا فى سنين قليلة , كيف استطاعوا ان يطوروا الاسلحة من البنادق الى المتفجرات وأصدروا الاوامر باغتيال كل من يشتبه فى صلته بمن يصنع هذه الاسلحة فقتلوا المهندس الشاب يحيى عياش واعتقدوا انهم قد سيطروا على الامور ففوجئوا برجال اشداء كانوا اكثر عبقرية وطوروا الاسلحة حتى صنعوا الصواريخ .

مع انطلاق انتفاضة الالفين المباركة عندما قام المجرم قاتل الاطفال أرئيل شارون باقتحام باحة المسجد الاقصى المبارك ( 28 / 9 / 2000 ) كان لحماس دورها القيادى فى الميدان فتصدرت حماس الميدان وراحت صوارخها تدق اسرائيل وفدائيوها يفجروت تل ابيب وحيفا وعكا وعسقلان , والنيران تشتعل فى دباباتهم ومدرعاتهم وجنودهم يسقطون بيد المقاومة المسلحة وفى مقدمتها حركة حماس , وكان زئير الرنتيسى وهو يدافع عن العمليات الفدائية يقض مضاجعهم , واصرار ذلك الشيخ القعيد يمنع النوم عن اعينهم , فقدمت حماس خيرة اقادتها ومؤسسيها شهداء فقدمت صلاح شحاده وابراهيم المقادمة واسماعيل ابو شنب واحمد ياسين القائد المؤسس وعبدالعزيز الرنتيسى أسد فلسطين ويحيى عياش, وقدمت خيرة ابنائها اكرم نصار وخالد الزهار ( الابن الاكبر للدكتور محمود الزهار ) وقدمت مريم فرحات أم نضال أولادها الثلاثة شهداء وقالت لإبنها وهى تودعه وداع المؤمنة الواثقة فى نصر ربها المؤمنة بقضاء الله وقدره ( يابنى لا اريدك أسيرا ولا جريحا ) يالها من امرأة قلما نجدها فى هذا الزمان الذى تنكر فيه الرجال لرجولتهم وأصبحوا كالفئران بل هم اضل سبيل .

إن حركة المقاومة الاسلامية حماس تمثل الان رأس حربة ضد المشروع الصهيوأمريكى الذى يسعى للسيطرة على كل القوى الاقتصادية والعسكرية والسياسية فى المنطقة حتى تكون اسرائيل هى القوة الكبرى التى تسيطر على مجريات الامور ولا ينازعها احد كائنا من كان ولكى تسيطر اسرائيل على كامل التراب الفلسطينى وتطرد اصحاب الارض من أرضهم بحجة الحفاظ على امن إسرائيل , حركة حماس تقف اليوم فى وجه قوى الارهاب السياسى والعسكرى والفكرى فى العالم كله فهى تقف دفاعا عن ارضها وشعبها فى وقت تنكر فيه الجميع لهذا الشعب بل تنكرت له ما تسمى بقيادته الشرعية وذهبت الى انابوليس لكى تعلن الحرب من هناك على تلك الحركة المجاهدة الصابرة ولكى يعود اذناب الاحتلال وقوى الاعتلال الى كراسيهم ومناصبهم , تقف حماس اليوم فى وجه مشروع التسويه الظالم للشعب الفلسطينى وتعلن تمسكها بكامل التراب الفلسطينى فهى لا تفرق بين فلسطين وفلسطين كما قال الشهيد بإذن الله الدكتور عبدالعزيز الرنتيسى , تقف حماس اليوم فى وجه حملات التشويه لنضال الشعب والتفريط فى حقوقه فى استعادة ارضه .

هذا هو قدر حركة المقاومة الاسلامية حماس ان تقف وحدها فى وجه الطغيان والعدوان وان تتلقى الضربات من كل حدب وصوب بل ومن بنى امتها وبنى جلدنها لأن الذين ذهبوا الى انابوليس كلهم شركاء فى هذه الجريمة , لأن الذين ذهبوا الى انابوليس كانوا يعلمون ان هذا المؤتمر هو الفصل الثانى من خطة كيث دايتون للقضاء على حركة المقاومة الاسلامية حماس , نعم هذا هو قدر حركة حماس ولكنها على قدر المسؤولية وهى قادرة بإذن الله ان تصل بالمركب الى بر الامان .

والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل .


في الجمعة 07 ديسمبر-كانون الأول 2007 05:33:45 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=2944