على ناصر:كان هدف حرب 94 ليس حرصاً على الوحدة بل على المناصب والثروة
صحيفة 26 سبتمبر
صحيفة 26 سبتمبر

أكد المناضل الوطني البارز علي ناصر محمد الرئيس الأسبق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية بأن الشباب كانوا جذوة الثورة الاكتوبرية ووقودها وفي طليعة العمل السياسي والفدائي في جيش التحرير ضد الاستعمار الغاصب.. وأوضح المناضل ناصر بأن ثورة ال26 من سبتمبر المجيدة شكلت الخلفية والمنطلق لمساندة الكفاح المسلح.. مشيداً بدعم مصر عبدالناصر المادي والعسكري والمعنوي للثورة.

وقال الرئيس الأسبق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في حوار أجرته معه «26سبتمبر» بمناسبة اليوبيل الذهبي لثورة ال14 من اكتوبر الخالدة بأن هذه الثورة حررت الجنوب ووحدته في الإرادة والهوية والانتماء وإقامة أول دولة في تاريخه اعترف بها العالم.. واصفاً الحوار الوطني في سياق حديثه بأنه يمثل قيمة حضارية لحل المشكلات بالطرق السلمية.. مؤكداً بأن الفيدرالية هي الحل الوسط للخروج بالوطن من الأزمات التي تعصف به منذ سنوات.. متطرقاً الى جملة من القضايا الوطنية الهامة في سياق هذا الوار..

حاوره: مراد القدسي - طاهر العبسي

تأتي احتفالات الوطن اليمني «باليوبيل» الذهبي للعيد ال 50 لثورة ال 14 من أكتوبر هذا العام في ظل معطيات وظروف استثنائية يمر بها اليمن.. ماذا تودون القول بهذه المناسبة الخالدة؟

مرور نصف قرن على ثورة 14 اكتوبر المجيدة التي انطلقت من جبال ردفان الشماء بقيادة الجبهة القومية عام 1963م هي مناسبة وطنية عظيمة وإن كانت تأتي في ظل ظروف صعبة ومعطيات استثنائية تمر بها اليمن شمالاً وجنوباً، وكذلك هو الحال بالنسبة للذكرى الواحدة والخميسن لثورة 26 سبتمبر، واغتنم هذه الفرصة فاتقدم بخالص التهاني القلبية الى شعبنا في الشمال والجنوب بمناسبة حلول عيدي ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين عبر صحيفتكم الغراء.

ثورة ال14 من اكتوبر ثورة تحررية قامت ضد مستعمر غاشم.. كيف تصفون مسارات النضال التحرري الذي سبق مرحلة الكفاح المسلح؟

ثورة 14 اكتوبر المجيدة هي الثورة العربية التحررية الثانية بعد ثورة الجزائر الشقيقة، ومما لا شك فيه انها استكمال واستمرار لمسيرة التحرر الوطني لشعبنا في الجنوب الذي توج بالتحرير والاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م ، بهذا المعنى فإن ثورة اكتوبر هي امتداد طبيعي لمسارات طويلة من النضال التحرري قاده شعبنا في الجنوب منذُ الاحتلال وحتى الاستقلال، وهي امتداد لانتفاضات وهبات شعبية ونضال سلمي طويل لم يتوقف وإن توقف في مكان فإنه يستأنف في مكان اخر من الجنوب المحتل.. كما يمكن الاشارة الى الانتفاضات الفلاحية والقبلية والطلابية والى دور رجال الدين في مقاومة الاحتلال والى تنامي دور المجتمع المدني في عدن والاحزاب الوطنية والنقابات والجمعيات الأهلية والصحف في تهيئة الاجواء لعمل سياسي منظم لمقاومة الاستعمار، وقد مهد كل ذلك وسواه في الاخير الى تنامي النشاط الوطني واعداد جيل من الشباب للنضال في سبيل الحرية والاستقلال وكل هذا وغيره صنع التراكم الذي مهد لقيام ثورة 14 اكتوبر المجيدة التي سقط في سبيلها ألاف الشهداء والجرحى والمشردين.

إنصافاً لتاريخ ثورة ال14 من أكتوبر.. كيف توضحون لشباب اليمن معاني ودلالات تلك التضحيات في مختلف جبهات الكفاح المسلح والعمل الفدائي ضد قوات الاستعمار الغاصب؟

عندما نستحضر ثورة 14 اكتوبر المجيدة فإننا نتذكر معها تاريخاً من السخاء والتضحيات العظيمة لم يبخل بها شعبنا في الجنوب لارواء شجرة الحرية، وينبغي التأكيد على أن الشباب بالذات كانو جذوة هذه الثورة ووقودها في آن واحد، فقد كان الشباب في طليعة العمل السياسي والفدائي وفي جيش التحرير وجبهات القتال المختلفة، وقد استشهد منهم كثيرون على طريق الحرية والاستقلال وقدموا ارواحهم الغالية ودمائهم في سبيل ما يؤمنون به ... وتحضرني هنا كوكبة من الشهداء يتقدمهم شيخ الشهداء راجح بن غالب لبوزة.

ماذا تختزن ذاكرتكم عن أبرز منعطفات الثورة الاكتوبرية خصوصا خلال مرحلة الإعداد والتحضير لتفجير الثورة المسلحة والمراحل اللاحقة حتى قبل الاستقلال في ال30 من نوفمبر 1967م؟

الحديث يطول عن ابرز منعطفات ثورة اكتوبر المجيدة ولايمكن الاحاطة بها في مقابلة كهذه وقد تناولتها في مناسبات مختلفة وفي مذكراتي عن تاريخ الثورة، لكن يمكن القول باختصار أن الظروف كانت قد تهيأت لبدء الثورة والكفاح المسلح، فكما قلت في اجابة سابقة فإن كل ذلك أدى إلى أن تستخلص العديد من القوى الوطنية والسياسية في الساحة الجنوبية في تلك الحقبة الى أن طريق الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال من أجل الوصول إلى الاستقلال.

استطاعت ثورة اكتوبر توحيد أكثر من 22 مشيخة وسلطنة وإمارة في كيان واحد، لذلك كانت ثورة أكتوبر وحدوية منذ انطلاقتها.. ماذا يمكنكم الحديث للتاريخ عن واحدية نضالات شعبنا في جنوب الوطن وشماله؟

مما له دلالة أن المنتمين للجبهة القومية وجبهة التحرير وبقية القوى السياسية كانوا من كافة مناطق الجنوب الذي كان يتكون يومها من سلطنات ومشيخات وامارات يتجاوز عددها ال 22، لكن ذلك لم يمنع أن يصطف الجميع من أجل النضال في سبيل الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال، ولهذا كنت تجد مقاتلين من ردفان على سبيل المثال يقاتلون في الجبهة الوسطى – دثينة، أو مقاتلين من أبناء المنطقة الوسطى يقاتلون إلى جانب أخوانهم من ردفان خلال حرب التحرير الوطنية، ومما لا شكك فيه أن ذلك قد صهر الوحدة الوطنية بين المقاتلين وعمقها بالاضافة الى وحدة الهدف والمصير.. كما كنت تجد فدائيين من أبناء عدن مع سواهم من أبناء المحميات الاخرى يقارعون المستعمر في عدن، ومن بينهم مواطنون من أبناء الشمال ممن يعيشون فيها، وايضاً لا يمكن ان ننسى قوافل من المقاتلين الجنوبيين الذين توجهوا الى جبهات القتال في الشمال دفاعاً عن ثورة سبتمبر المجيدة عندما واجهت خطر الملكيين والتدخلات الخارجية، وكما هو معروف فقد كان لثورة 26 سبتمبر في الشمال دورها في تشكيل الخلفية والمنطلق التي ساندت الكفاح المسلح في الجنوب بالاضافة الى تعاطف الشعب في الشمال مع ثورة اكتوبر، كما كان لوجود القوات المصرية في الشمال والدعم الكبير الذي قدمته مصر ورئيسها جمال عبد الناصر للثورة في الجنوب اثره في انتصارها وكلنا نذكر زيارته التاريخية في ابريل 1964م الى تعز والجملة الشهيرة التي اطلقها من هناك : ان على الاستعمار البريطاني ان يحمل عصاه ويرحل من عدن ، حيث اعطى توجيهاته بعدها باستحداث جهاز سمي ب «عملية صلاح الدين» الذي اشرف على التدريب والتسليح وقدم كل اشكال الدعم المادي والعسكري والمعنوي للثورة حتى رحيل الاستعمار، وكانت تعز وغيرها من المناطق منطلقاً للمناضلين الى جبهات القتال في الجنوب.

هناك من ينادي اليوم بالتحرير والاستقلال ، وهم في الوقت نفسه لا يعترفون بالاستقلال من الاستعمار البريطاني .. ما هو ردكم على هذا الطرح؟

 لايمكننا تفصيل التاريخ على مقاس اليوم، فلكل مرحلة من مراحل التاريخ ظروفها واسبابها الموضوعية والذاتية التي تحدد سير الاحداث والادوات والنتائج التي تؤدي اليها.. المهم ان نستفيد من عبر التاريخ ودروسه. الاستقلال الذي تحقق للجنوب كان بتضحيات وبمشاركة القوى السياسية والعسكرية والقبلية والعمال والفلاحين والطلاب ورجال الدين وكانت المرأة إلى جانب الرجل في النضال، وكذلك قوى المجتمع المدني وكافة جماهير الشعب، وقد كانت فترة نضالية مفتوحة ومتاحه للجميع، وقد بلغ هذا النضال ذروته بتحقيق الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية برئاسة المناضل قحطان محمد الشعبي.

 

أما من لم يشارك في السلطة عام 1967م فالأسباب معروفة وهي ليست بدعة في تاريخ الثورات، والذين فاتهم قطار السلطة حينها عادوا والتحقوا به عام 1994م في حكومة التحالف الوطني برئاسة علي سالم البيض ولمدة اربعة واربعون يوم وهذا للتاريخ.

ماهي اهم انجازات الثورة التي تحققت ؟

الثورة حررت الجنوب ووحدته واقامت اول دولة في تاريخه، وقد اعترف العالم بهذه الدولة واصبحت عضواً في الجامعة العربية والأمم المتحدة والهيئات التابعة لها وفي غيرها من المنظمات الاقليمية والدولية، وقد حققت هذه الدولة الكثير من الانجازات المتواضعة في حدود امكانياتها انذاك أهمها بناء الانسان في اطار عملية شاملة من التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وساهمت في توحيد الارادة والهوية والانتماء، وارست الأمن والاستقرار وأمنت الحياة الكريمة لمواطنيها من خلال التعليم والتطبيب المجاني وأنت السكن المناسب باسعار مقبولة ودعمت المواد الغذائية وغيرها من أمور المعيشة لما فيه مصلحة المواطن، وعملت مع النظام في صنعاء من اجل تحقيق الوحدة اليمنية بقيادة الحزب الاشتراكي اليمني والمؤتمر الشعبي العام، وسيبقى التاريخ شاهداً حياً على الاحداث ومخزوناً وطنياً ينبض بالحياة لا يمكن طمسه او القفز عليه تحت أي ظرف من الظروف، ويجب أن نعترف أنه قد رافق التجربة بعض الاخطاء اثناء مسيرتها لكن هذا لا يعطي الحق لأحد مهما ادعى في نكران تضحيات شعبنا وبطولاته في سبيل الحرية أو نكران الاستقلال الذي تحقق في 30 نوفمبر 1967م.

تتزامن احتفالات اليمنيين بأعياد ثورتهم الخالدة سبتمبر واكتوبر بجملة من التحولات الهادفة لبناء يمن جديد في ضوء مخرجات مؤتمر الحوار الوطني .. هل أنتم من موقعكم القيادي ودوركم الوطني البارز تؤيدون ما أجمع عليه المؤتمر الوطني للحوار الشامل؟

منذ البداية اعلنا أننا مع الحوار من حيث المبدأ بوصفه قيمة حضارية وانسانية ووسيلة لحل المشاكل بالطرق السلمية، وقد تمنينا على القائمين بالحوار الوطني الشامل اتخاذ بعض المعالجات المحددة خاصة تجاه القضية الجنوبية العادلة لتمهيد الارضية قبل الشروع في أي حوار وذلك لكي يشعر الجميع بجدية الحوار لتأمين نجاحه، وكما تعرفون فقد جرت مقاطعة الحوار من غالبية قوى الحراك الجنوبي وشارك فريق من الجنوبيين فيه، ونحن مع ما يقبل به شعبنا في الجنوب أياً كانت مخرجات الحوار.

كنتم قد طرحتم في وقت سابق فكرة قيام نظام فيدرالي بين الشمال والجنوب ولمدة خمس سنوات.. الى ماذا استندتم في تكوين هذه الفكرة في وقت مبكر؟

كان منهجنا الذي اتبعناه منذ وقت مبكر أي منذ الشروع في الخطوات الوحدوية هو اتخاذ خطوات متدرجة ومحسوبة لتحقيق الوحدة لا القفز في الهواء والوقوع في هوة لا يمكن الخروج منها او الدخول في نفق مظلم كنفق جولد مور، وكان من اهم ما قمنا به على هذا الطريق هو التوقيع على اتفاقية الوحدة في القاهرة ووضع حد لما سمي حينها بحروب المناطق الوسطى، وانشاء المجلس اليمني الاعلى وانجاز مشروع دستور دولة الوحدة، وللأسف فأن بعض أصحاب النزعات المتطرفة سارعوا الى اتخاذ خطوات غير مدروسة للتعجيل بتحقيق الوحدة في حين كانوا يرفضون مجرد الحوار بين الشمال والجنوب، وفي عام 1990 جرى القفز على كل ما قمنا به وكانت النتيجة اندلاع حرب صيف العام 1994م وما تبعها من مآسي لازال الشعب يدفع ثمنها حتى الآن.

واذكر انني وخلال الأزمة التي نشأت بين طرفي الوحدة وفي لقاء جمعني بكل من الرئيس السابق علي عبد الله صالح ونائبه علي سالم البيض في كل من ابو ظبي وقطر اقترحت عليهما الفيدرالية كحل لازمة البلد التي كانت نذرها تشير الى نشوب الحرب والانفصال التي سرعان ما اندلعت في صيف 1994م لكنهما رفضا الفكرة وكانت طبول الحرب تدق على ابواب المسؤولين والمليارات تضخ على الطرفين لشراء السلاح والذمم ولم يكن هدف الحرب الحرص على الوحدة بل على المناصب والثروة وحينها رفضت الاقتتال والانفصال!، والعروض التي قدمت لي من الطرفين للمشاركة في السلطة ، واليوم تزداد قناعتي ومعي كثيرون بان الحل يكمن في الحوار للخروج من الأزمة وبأن الفيدرالية هي الحل الوسط وهذا ما اكدت عليه مخرجات مؤتمر الحوار الاول في القاهرة وكما اشرت فان القرار للشعب في الجنوب اولاً واخيراً.

هناك من لا يزال معارضا في الجنوب لنتائج مؤتمر الحوار الوطني خصوصا بعض قيادات معارضة الخارج.. ماذا يمكنكم تفسير مثل هكذا مواقف؟

علينا ان نحترم كل الآراء مهما اختلفت فكل واحد حر في التعبير عن رأيه وموقفه ولا يمكنني تفسير مواقف الاخرين بل هم من يطلب إليهم ذلك. فيما يخصني فنحن مع ما يقبل به الشعب في الجنوب كما قلت سابقاً.

لماذا في اعتقادكم يرى البعض الأخذ بالنظام الفيدرالي بأنه يهدف الى انفصال الجنوب عن الشمال في مرحلة لاحقة؟

كنا نتمنى ان يجري التدرج في عملية تحقيق الوحدة اليمنية وليس بالقفز إلى المجهول، ونحن نرى أن تجارب الوحدات الفيدرالية هي الانجح والاكثر قابلية للاستمرار وهي ارقى اشكال الوحدة، وامامنا العديد من التجارب الاتحادية الناجحة في الاقليم والعالم، وعليك ان تسأل البعض الذي يخاف ان تؤدي الفيدرالية الى انفصال الجنوب في مرحلة لاحقة عن سبب مخاوفهم تلك وهل هي مخاوف لمصالح وطنية أم لمصالح شخصية ؟

من خلال تجربتكم السياسية التاريخية.. كيف تنظرون الى حاضر ومستقبل اليمن ؟

يمر اليمن بمرحلة صعبة ومعقدة ولم يخرج من الازمات التي تعصف به منذ سنوات، وثمة فرصة تاريخية سانحة تحظى بموافقة اقليمية ودولية لتسوية مشاكل البلد شريطة ألا تتحول الى قيد على حرية قراره وارادته المستقلة، فاليمنيون اقدر على حل مشاكلهم بأنفسهم إن صدقت النوايا.. في رأيي الشخصي أن الفرصة لم تضع بعد، وهناك قضايا جوهرية وعاجلة تستدعي حلاً سريعاً وعادلاً، وينبغي أن تتخذ قرارات شجاعة وتاريخية بشأنها وعلى رأس سلم الأولويات القضية الجنوبية العادلة بأبعادها المختلفة وقضية صعدة وغيرها من المناطق ... بالإضافة الى قضايا الأمن والتنمية والفقر والارهاب .. والطريقة التي ستحل بها هذه القضايا هي التي ستحدد آفاق المستقبل ... أما تأجيل الحلول وتعطيلها أو حتى ترحيلها مهما كانت المبررات فلن يزيد الأمور إلا مزيداً من السوء والتعقيد والدخول في المجهول، ونحن نأمل ألا يكون مصير الحوار ونتائجه أشبه بوثيقة العهد والاتفاق التي وقعت في عمان عام 1994م.

سبق وأن عقدتم حوار جنوبي- جنوبي في القاهرة مؤخراً.. ماهي الأسباب التي أدت الى عقد هذا الحوار.. و ماهي أبرز النتائج التي خرجتم بها؟

ما عقدناه في القاهرة مؤخراً هو استمرار للدور الذي حدده مؤتمر القاهرة الجنوبي الأول والثاني، وهدفنا كما اعلنا في السابق هو الوصول الى رؤية ومرجعية واحدة تلبي طموحات شعبنا في الجنوب وتستجيب لحقوقه المشروعة.

هناك من يقول أنه في حالة الانفصال سوف يتشظى الجنوب ولن يكون الشمال أيضا سالما من التمزق.. أنتم كيف تنظرون الى ذلك؟

هذا ما حذرنا منه كثيراً ولانزال نحذر منه، وقد يقتنع اليمنيون أن الفيدرالية قد تكون هي الحل الوسط لوضع حد لازمة البلد وازمة الوحدة ، لأنني أخشى أن لا يكون الجنوب جنوباً ولا الشمال شمالاً ولا شرقاً ولاغرباً فالمشاريع جاهزة لتمزيق الوطن ارضاً وشعباً، ونحن مشغولين بخلافاتنا وصراعاتنا الذاتية والشخصية والشعب هو من سيدفع الثمن.

في ضوء المتغيرات والمستجدات في منطقة الشرق الأوسط وعلى الصعيد العالمي.. كيف تقرؤون طبيعة الانعكاسات ايجابا وسلبا على الأوضاع في اليمن؟

تتبوأ بلادنا موقعاً استراتيجياً في غاية الاهمية والخطورة تتقاطع معه وحوله مصالح اقليمية ودولية سياسية واقتصادية وامنية وكل ما يحدث في اليمن يؤثر على هذا المحيط وكل ما يحصل في المنطقة والشرق الاوسط ينعكس سلباً او ايجاباً على بلدنا، لكن الحكمة تكمن في الاستفادة من هذا الموقع الجيوستراتيجي الهام ونكيفه لمصالح بلدنا وشعبنا.. ولعل ما تتداوله بعض التقارير والدراسات مؤخراً من مشاريع قديمة جديدة لتقسيم اليمن والمنطقة يشكل خطراً على مستقبل دول وشعوب هذه المنطقة والدخول مجدداً في دوامة من الصراعات التي لا يستفيد منها إلا أعداء شعوبنا.

الكثير من المحللين والمراقبين السياسيين في العالم يؤكدون بروز مؤشرات لنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.. من خلال متابعتكم لهذه المستجدات في هذا المنحى ما هي رؤيتكم؟

من خلال متابعتي للتطورات في العالم خلال السنوات الاخيرة لاحظت كما غيري بروز مؤشرات لميلاد نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب وأرى ان هذا الامر فيه فائدة كبيرة لبلدان وشعوب العالم خاصة الصغيرة والمغلوبة على امرها فوجود توازن دولي عامل مهم جداً في رأيي للأمن والسلام العالمي وللتطور وضمان استقرار الدول وحرية الشعوب، ولعل الموقف الدولي من الازمة السورية خير دليل على ذلك. وهذا ما يذكرنا بالحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي قبل سقوط الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو.


في الخميس 10 أكتوبر-تشرين الأول 2013 07:53:48 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=22345