شرهده رقم (0)
محمد الحجافي
محمد الحجافي

من المعروف بان المدن الاكثر كثافة سكانية هي عرضة للمشاكل الصحية والاجتماعية والتعليمية والأمنية وتردي الخدمات التمويه والاقتصادية فيها, ولعل محافظة إب هي واحدة من المحافظات الاكثر كثافة سكانية والتي تنال النصيب الاكبر من التهميش في كثير من الخدمات الاقتصادية والتنموية, بل أن هذا الامر لم تكتفي به إب, بل زاد على ذلك الوضع الامني المتردي الذي تشهد المحافظة يوماً تلو الاخر, ولعل مدير أمنه العميد فؤاد العطاب الذي عول عليه الكثير من أبناء إب حين عين مديرا أمنياً لها, عول الكثير بأن يعيد الامن والاستقرار لهذه المحافظة الجميلة, ليصبح اليوم حلماً ومستحيلاً في ظل طيبته وسماحته, الرجل يحظى باحترام واسع كونه من أبناء المحافظة ومن الرجال الذين طالبنا بأن يكون لهم دور فعال في هذه المحافظة, كُنا نقول بأنه خير ممثل للتغير الذي يحلم الكثير بأن تتغير الامر نحو الافضل.

إن ما نكتبه من سطور هنا, وإن وجهنا أي انتقاد له فهو يدرك جيدا بنا هذا السطور والنقد ليس إلا بمثابة التصحيح لبعض الاخطاء التي لا تخلو مؤسسة في الدولة منها, والمدير الناجح هو من يتعلم من الاخطاء التي مرت عليه ويحاول تلافيها لاحقاً, وليس عيباً الاعتراف بالأخطاء, قد اكون أنا متحاملاً عليه وقاسي في سطوري هذه لكنها سطور من عين راصد لمجمل من الاخطاء التي نفذ بها صبري عليها رغم محاولة كتماني لهذا الامر, إلا أني لا انسي تلك الايام النضالية مع جميع رفقاء التغير في مختلف المحافظات لكي نقول نريد تغير نحو الافضل, ويتبادر اليوم الى ذهني لماذا الصمت على الاخطاء القاتلة ؟!

ولعل ما يحز في النفس من الامن في إب ويبعث الخيبة في الروح هي تلك الحملات الامنية التي سرعان ما تذوب وتنتهي مهمتها, إما بالفشل او بالتدخل السياسي والقبلي لإخماد مهمتها, فذات يوم شاهدت حملة أمنية عجيبة رغم ارتياحي أنا وكثير من الاهالي لهذه الحملة الامنية التي خرجت صباح يوم الاربعاء الموافق(11-9-2011م) وذلك لملاحقة عصابة سرقة (الجنابي) وبعض المسروقات الاخرى التي أنتشر خلال الشهر الماضي وبطريقة هستيرية من قبل عصابات تستقل دراجات نارية, تقوم بسرقة الاهالي دون ردع لهذه الجريمة حتى فكر الامن لاحقاً بهذه الظاهرة بعد صراخ طويل, لاقت الحملة كما قلنا ارتياح واسع بين صفوف الاهالي بالمحافظة, إلا أن الحملة للأسف الشديد أخفقت نوعا ما في إكمال مهمتها رغم ما تحقق من إلقاء القبض على عدد من المشتبه بهم أصحاب السوابق.

قد يقول قائلاً كيف أخفقت الحملة وكيف حكمة بأنها أخفقت؟

وبأن ما أقوله لا اساس له !!

أقول هنا قبل أن يفكر أحدكم بالرد, هناك عدة عوامل ساعدت وتساعد دائما على الاخفاق الامني بإب, وهو هل من المعقول أن حملة أمنية تخرج لعصابة وهي تعرف بأنه هذه العصابة قادرة على المواجه وعلى الفرار اذا علمت العصابة بخروج الحملة اليهم؟

اقول كذلك إن خروج الحملة من بوابة الامن العام الى الهدف وهي موحدة ومشغلة إنذاراتها, إشعار واضح للعصابة بأنهم قادمون اليهم وكأن لسان حال الحملة يقول ها نحن قادمين اليكم أيه الحرمية, صحيح أن الامر يتطلب بان تشعر المواطنين بقوة الامن وهيبته كي يكون هناك ردع, لكن هناك طرق أخرى لأشعار الموطن بالأمن من خلال تطبيق الامن السليم وليس بـ(شخطة الطقم ) وصراخه, لست معترض على هذا ولكن الذي أعترض عليه بأن العصابات تحتاج الى تكتيك أمني دقيق ومباغتتهم كما ذكرت وأن مثل هذه العصابات قادرة على المواجهة والفرار, و(الشخطة) حق الطقم لها مجال أخر في حملة أخرى.

عزيزي العميد فؤاد العطاب أنت لست بحاجة الى الاضواء الاعلامية, وأعرف بأنك رجل أمن كنت تعمل قبل ذلك في مجال مكافحة المخدرات ولك خلفيه واسعة كيف تتم عملية القبض على العصابة, وبطريقة إستخباراتية دقيقة حتى يتم مباغتة المطلوبين أمنياً لكي لا يتمكنوا من الفرار, ألا يكفيك يا عزيزي سماسرة الامن الذين حولك والذين يفشلون المهمات الامنية إلا يكفي بأن هناك من يفشي سر الخطط الامنية والتي تحاول أنت دائما بان تكون إب مدينة أمنية راقية بأمنها وخضرتها, كيف تسمح بأن تخرج حملة كهذه علنية طار من طار من العصابة قبل أن تصل الحملة الامنية الى هدفها...

تذكر في الاخير أن أبناء إب من الشرفاء من حولك, من سيقول لك أحسنت وأصبت, وليس القنوات ولا الاقلام الصفراء أبو (طقطق) من سيقول لك ذلك فهم لا سمح الله إذا سقط إب في مستنقع واسع من العصابات والجرائم هم من سينال منك ويكيلون لك تهم الفشل...

أتمنا بأن نستفيد من الاخطاء والمرحلة حرجة وهناك من يبحث عن الاخطاء لتصطاد في المياه العكرة

كلمات لها معاني :-

شرهده لهجة إبيه معناها – حلم مزعج.

قلم أبو طقطق – ذلك القلم الاصفر الذ كان رأسه أزرق وكان زمان يتواجد بالسوق

شخطة الطقم- سرعته الزائدة من أمام العين بطريقة التفحيط


في الأحد 15 سبتمبر-أيلول 2013 04:46:20 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=22055