الكنز المعلوماتي.. خيانات ترعب الصهاينة
وسام عفيفة

آلاف الأوراق والملفات والمستندات الأمنية كانت متناثرة داخل أروقة مقر المخابرات العامة وفي المنطقة المحيطة..الأطفال وزوار الصرح الأمني المنهار كانوا يقلبون الملفات الأمنية، كما يطالعون صحيفة أو مجلة ترفيهية... هكذا أصبحت الأسرار الأمنية والملفات الاستخباراتية مادة للمطالعة في غزة بعدما سقطت المقرات الأمنية.

"المجتمع" خلال جولتها اطلعت على بعض الملفات المتعلقة بالشؤون الخارجية والعلاقات الدولية وتحقيقات داخلية وتقارير عن كل شيء.. فصائل، أجنحة عسكرية، شؤون "إسرائيلية"، وحتى تحقيقات داخلية لأفراد جهاز المخابرات.. العديد من المواطنين ذهبوا للاطلاع على ما تبقى من الأرشيف الأمني الذي استولت حركة حماس على معظمه، لعلهم يجدون ما يمكن أن يكون قد رصد ضدهم..

ووسط حالة من الذهول تحولت إلى تهكم ساخر اكتشف أحد المواطنين الذي وقع في يده ملف يتضمن أسماء عدد من عملاء جهاز المخابرات... اكتشف أن اسم زوجته مدرج ضمن الأسماء، وكانت معتمدة كمندوبة لدى المخابرات...

المواطن قال بتهكم وبسخرية: "كنت مخترقاً أمنياً وأنا لا أدري"!

مستندات سرية

وكان الدكتور خليل الحية عضو القيادة السياسية لحركة حماس والنائب عنها في المجلس التشريعي قد كشف العديد من الملفات والوثائق التي تثبت تورط الأجهزة الأمنية، وخاصة جهازي الوقائي والمخابرات ب"العمالة والفساد والارتباط مع الاحتلال على كافة المستويات".

وبينًّ الحية في مؤتمر صحافي عقده في غزة الجمعة 22-6-2007م، الأحداث والوقائع التي أوصلت الوضع في مدينة غزة إلى ما هو عليه..

وكشف عن بعض الوثائق والمستندات السرية، من بينها واحدة تكشف أنه يوم إفراج حكومة الاحتلال عن 100 مليون دولار من مستحقات السلطة، اشترط الاحتلال أن يتم إرسال 2500 قطعة سلاح و2.5 مليون رصاصة إلى الضفة الغربية، قائلاً: "إن هذا المستند كتب بخط محمد دحلان".

وقال: "إن الأجهزة الأمنية كانت مهمتها ملاحقة المقاومين والمجاهدين وجمع المعلومات عن حركة حماس وغيرها من الحركات المجاهدة"، مشيراً إلى أن حماس وجدت آلاف الوثائق والتسجيلات الصوتية والمفرغة على أوراق لكل المجاهدين من كافة الفصائل".

وأضاف: "تم العثور على وثائق تكشف مكان الأنفاق وسبل وصول المقاومين إليها علاوة على كافة التكتيكات التي يستخدمها المقاومون من كل الفصائل، والمعلومات عن التجهيزات العسكرية والعدة والعتاد التي تملكها الفصائل لمقارعة الاحتلال وأماكن تخزينها".

وتابع: "ووجدنا وثائق سرية تحدد آلية لاقتتال داخلي عقب امتحانات الثانوية العامة، حيث كانت الأجهزة تعد العدة لمحاربة حماس بعد أن ينتهي الطلبة من امتحاناتهم"، مبيناً أن حماس نجحت في إفشال تلك المخططات كما أفشلت غيرها.

وتطرق الحية إلى بعض ما تعرضت له الحركة قبيل اتفاق مكة من عناصر الأجهزة الأمنية والتابعون لحركة فتح، مشيراً إلى محاولة اغتيال رئيس الوزراء إسماعيل هنية وإصابة مستشاره وابنه واستشهاد مرافقه، ومجزرة مسجد الهداية التي تواطأت فيها عناصر جهاز الأمن الوقائي وغيرها.

وأكد الحية أن الأمور حتى يوم اتفاق مكة كانت تسير من سيئ إلى أسوأ، ولكن حركة حماس كانت مصرة على إنهاء الوضع السيئ بغزة والاقتتال رغم المحاولات المستمرة للانقلاب على الحكومة وشرعيتها.

كنز استخباري

وكان موقع "دبيكا" الصهيوني قد كشف أن أجهزة الاستخبارات الغربية و"الإسرائيلية" تبدي قلقاً بالغاً من سقوط ما أسمته "كنزاً استخباراتياً" بيد حركة حماس، بعد بسط سيطرتها على قطاع غزة ومؤسسات السلطة الفلسطينية.

وأوضح "دبيكا" أن أجهزة المخابرات الأمريكية (سي. آي. إيه) والبريطانية "إم. آي 16" و"الإسرائيلية" (الموساد الشاباك أمان) تعتبر أن سلاحاً ثقيلاً وأكثر حدة وتهديداً من الناحيتين الأمنية والسياسية، سقط بيد "حماس" بعد هيمنتها على غزة، يتمثل بنظم أجهزة استخباراتية أمريكية وبريطانية متطورة، شغّلتها المخابرات الفلسطينية، إضافة لملايين الوثائق التي كانت بحوزتها.

واعتبرت مصادر استخباراتية أن سقوط مقار المخابرات الفلسطينية في غزة بيد حركة حماس، يشكل أكبر كارثة استخباراتية في القرن الأخير لم يحصل ما يشبهها في تاريخ أجهزة الاستخبارات العالمية، بما في ذلك سقوط النازية عقب الحرب العالمية الثانية، وانهيار النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية في التسعينيات.

وأكد د.الحية أن وظائف تلك الأجهزة كانت أيضاً أدوات استخباراتية على بعض الدول العربية والإسلامية لتمد دولاً خارجية بها في سابقة هي الأخطر من نوعها، مؤكداً أنه سيتم تسليم تلك المعلومات للقضاء والقانون وإلى جهات دولية مختصة ولكل الدول المعنية.

وأضاف الحية: "سيطرت حماس على وثائق حول عمليات سرية لمنظمات استخباراتية غربية جرت في الشرق الأوسط، علاوة على معلومات تلقي الضوء على اتصالات تمت بين الفلسطينيين مع جهات مخابراتية منذ أيام الرئيس الراحل ياسر عرفات..".

وأكد الحية أن تلك الأجهزة كانت مهمتها محاربة المجاهدين، لوجود تعليمات لديها بقتل كل من يحمل صاروخ أو يطلق الصواريخ على الاحتلال، علاوة عن ملفات سرية تثبت تواطؤ تلك الأجهزة في استهداف الاحتلال الكثير من عناصر المقاومة والقادة المجاهدين.

وأفاد الحية أن الحركة عثرت على وثائق تبين كيف أصبح قادة الأجهزة الأمنية، ولاسيما الوقائي من فقراء عالة إلى أصحاب رؤوس أموال، وكيف تدار ومن يديرها، وكيف أنشأ هؤلاء فرق الموت وكيف كانوا يهربون المخدرات إلى الضفة بعد ضبطها في غزة.

قنبلة موقوتة

وكان الموقع الإستخباراتي "الإسرائيلي" قد أشار إلى إن الأرشيف الذي خلفه نظام صدام حسين في العراق عام 2003م تعتبر "لعبة صبية" مقارنة مع ما خلفته أجهزة المخابرات التابعة للرئيس محمود عباس ومساعده محمد دحلان، مشيراً إلى أن الحديث يجري عن "قنبلة موقوتة" حقيقية كانت موجودة في مقر "الأمن الوقائي" في تل الهوا ومقر المخابرات الفلسطينية القائم بجوار ميناء غزة، ستستخدمها حماس وسورية وإيران وحزب الله ببطء، وحذر من أن تلك المعلومات ستمكنهم من الحصول على ما وصفه ب"الشرعية" الدولية لعملياتهم.


في الجمعة 13 يوليو-تموز 2007 10:16:17 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=2142