نكسة حزيران السياسية لمشروع التحرر العربي الثاني
كاتب/محمد ميقان
كاتب/محمد ميقان

في العام 1967تعرضت القوات الجوية والبحرية والبرية المصرية لضربة قاضية ومباغته من قبل العدو الصهيوني تحت تواطؤ ومباركة دول الخليج في مطلع شهر حزيران وقد استمر هذا العدوان ستة أيام حيث سمي بحرب الأيام الستة ، وقد تسبب بما سمي لاحقاً بالنكسة (نكسة المشروع العربي الثوري التحرري) الذي تزعمه القائد والزعيم العربي الحر جمال عبد الناصر نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته..

وفي تاريخ 30حزيران 2013تعرضت القوات المصرية لضربة جديدة وخطيرة من نفس العدو السابق ..وذلك بإقحام المؤسسة العسكرية العريقة في مصر في دهاليز السياسة لأول مرة في تاريخها الحديث (بعد ثورة 1952) حيث تم على ضباط وأفراد تلك المؤسسة العريقة ضرب الديمقراطيات الناشئة ، وتأسيس ثقافة الانقلابات العسكرية بدلاً عن الثقافة السلمية لتداول السلطة عبر صناديق الاقتراع الشعبي المباشر..

اعتقد أن ما جرا في مصر من إطاحة برئيس منتخب اختاره الشعب المصري في مرحلة هامة من تاريخه بمرسوم عسكري قضى على ثورة الشعب المصري ومكتسباته التي لم يكتسبها بين عشيةٍ وضحاها ،، بل كانت نتاج لنضال شعبي لعشرات السنين تكبد خلالها شعب مصر خسائر كبيرة في الأرواح والأموال حتى فجر ثورته العظيمة في ربيع 2011وانتصر على العبودية والاستبداد وتبعته الشعوب الحرة في الوطن العربي.. يعد نكسة أخرى يتعرض لها المشروع الثوري العربي الذي استطاع أن يبعث الروح الثورية والتصحيحية في قلوب الشعوب العربية التي استسلمت لعبودية الزعيم المفرغ من محتواه لعقود طويلة.

وما يدلل على ربط نكسة الثلاثين من حزيران 2013..بنكسة حزيران 1967الشهيرة هو الدعم السخي والمباركة والتهليل من قبل السلطات التنفيذية للمشروع الصهيو أميركي في المنطقة أو ما يسمى بدول الخليج العربي!! التي لم تقف يوماً من الأيام لمساندة الشعوب العربية في محنتها ..ولم تتدفق أموالها في مرةٍ من المرات لتضميد جرحٍ من الجروح العربية ..بل كانت ولاتزال السبب المباشر في جروح العرب ومشاكلها ونكباتها ..

فهم من يقف وراء نكبة فلسطين في 1948..وهم من يقف وراء ضياع القدس والضفة الغربية وقطاع غزة في 1967..وهم من تسبب في إطالة عمر الاحتلال للأراضي العربية حيث تتدفق أموالهم على معسكر مناصري إسرائيل في العالم ..وعلى صناع الخلافات العربية بدلاً من دعم المقاومة والصمود داخل فلسطين وخارجها ..حيث تستفيد إسرائيل من النفط الخليجي الذي يضخ مجاناً لأميركا ليتم تحويله للكيان الصهيوني قنابل وصواريخ فتاكة يقتل بها شعب فلسطين الذي لا يصله من نفط الخليج لتراً واحد ....وهم من ساعد إسرائيل على تدمير قوات الردع العربية في مصر وسوريا والأردن في حزيران67 ..وهم من أقحم العراق في حربه العبثية مع إيران بعد انتصار ثورتها الإسلامية في مطلع الثمانينات من القرن المنصرم.. مع أنهم كانوا أصدقاء حميمين لإيران قبل الثورة !! لأن المصالح الأميركية كانت تقتضي ذلك فأثاروا ملف الحدود بين العراق وايران وتدفقت أموالهم القذرة لوئد ثورة الشعب الإيراني..وهم من خطط ودعم وساهم في طحن القوة العسكرية العراقية في مطلع التسعينات بعد توريطها في احتلال الكويت من خلال تزوير وثائق من قبل السعودية وأميركا وإسرائيل تدل على أن الكويت كانت جزء من العراق ..وذلك لأنه من مصلحة إسرائيل أن يكون لأميركا تواجد في قلب المنطقة العربية وهذا لا يمكن أن يتم والعراق بنفس القوة التي كان عليها..وكذلك غزو العراق في مطلع الألفية الثالثة تم بمباركة وتمويل دول الخليج واستخدمت أراضيها ومطاراتها ومياهها لضرب شعب عربي صديق أنهكه الحصار الظالم الذي فرض عليه لعقود بطلب خليجي..وهم من اختطف ثورة الشباب في اليمن وسلموها لأشخاص وأحزاب سياسية إن لم تكن مواليه لها فهي ملتزمة بعدم مخالفتها أو المساس بمصالحها والانسجام مع مواقفها وتدخلاتها السافرة في شئون داخلية لا تعنيها..

واليوم يقود تحالف الشر الخليجي ومحور الانبطاح العربي مشروع التمزيق العربي من خلال تحريض المسلمين على بعضهم البعض من خلال الطائفية والخطر الشيعي كما كانوا يحذرون من خطر المعسكر الشيوعي والماركسية ليس حباً في عدائها وإنما رغبةً في خدمة المشروع الامبريالي في المنطقة... والآن صنعوا لنا أعداء من بني جلدتنا فصدقناهم لأنهم مدربين ومبدعين في إنتاج المشاكل والأزمات ويستخدمون الدين والدعاة لخدمة أميركا وإسرائيل وهذا أخر ما توصل إليه ساسة الخليج..الروافض..الإخوان..الخ..عبر علماء ودعاة مرتبطين بمخابراتهم وتيارات دينية موالية لهم (أنظر ماذا فعل حزب النور السلفي في مصر مع انه شريك بالأمس في الحكومة)...وللأسف أن هذا المشروع الخطير بداء بالفعل في اليمن وحصد أرواح الآلاف في فتنة الحوثيين مع الدولة ومع السنة..ومزقت سوريا ودمر جيشها وشعبها واقتصادها عبر هذا المشروع الخطير ..وألان مصر وبقية الدول التي تقف ضد الرجعية والانبطاح..

من هنا لا نستطيع أن نصف هذا التجمع الخائن للأمة العربية ..المخالف لنهج العرب وسياستها..المعادي لثورات الشعوب ونضالها ....إلا انه سلطة تنفيذية للمشروع الصهيوني الأميركي في المنطقة والحذر منه ومقارعته واجب حتمي لا مفر منه ..


في السبت 06 يوليو-تموز 2013 04:23:11 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=21226