لم أكن يوماً إخوانياً ..... ولكن!
م.شوقي الفقيه
م.شوقي الفقيه

رغم أني لم أكن يوماً إخوانياً بل أختلف مع منهجية وإيدلوجية الجماعة لبعدها بعض الشيء عن جوهر الإسلام الحقيقي بما عندهم من أخطاء عديدة.

ولكن .....تعجبت جداً من أناس فرحوا أشد الفرح بما جرى لهم في مصر الحبيبة اليوم.

نعم , كانوا صادقين نوعاً ما في حمل مشروع إسلامي وإن كان فيه دخن. لذالك حزنا عليهم.

جارينا أصحاب الديمقراطية وقالوا إنتخابات ولكن .... لا ديمقراطية في أرض العرب !! فقد تم وأدها إلى الأبد وتم إغتيال طفلها الوليد \\\"الربيع العربي\\\" في مهده.

فكل ديمقراطيات العالم تفوز بنسبة ضئيلة وتحكم وإن أخفقت ... يتم الضغط عليها بوسائل متعددة و ينتظر الناس للإنتخابات القادمة ويسقطونها بل يلفظونها حتى تغير من سياسياتها. وهذا هو عهد الديمقراطيات التي استوردناها من الدول المتحضرة بين هلالين.

أجد اليوم من يشمت بهم , وهم:

- إما حاقد على هذا المشروع الإسلامي والذي نجح في تركيا ونهض بها في بضع سنوات لا ينكره إلا جاهل.

هناك نوع من المصداقية في إخوان مصر رافقته بساطتهم أحياناً وسذاجتهم أحياناً أخرى و رغم أخطاء الإقصاء وأخطاء الأيديولوجيات قديمة التي لا تواكب العصر وقله الخبرة السياسية,,

ولكن .... ليس بهذه الفاشية التي لا تعرف مفردات الديمقراطية تكون لهم هكذا نهاية.

بعد الدقيقة الأولى تقفل قنواتهم وتكمم أفواههم ويعتقل قادتهم ويطارد مؤيدوهم بل ويقتلوا في الميادين ... أي ثورة نتكلم عنها ونتشدق بها. أين أصحاب العقول و دعاة الحرية والديمقراطية من هذا كله؟

- وإما مخاصم من وجه عقدي أعمى وهو يقف ضد مشروع كما ذكرنا قد يقوض المشروع السلالي التوسعي لمن تولى غسل العقول من ملالي إيران. بدليل أن حتى مفردات الإنسانية البسيطة فضلاً عن الدين قد سقطت من هؤلاء وخاصةً هناك في أرض الشام أرض الرباط والجهاد دفاعاً عن النفس. فهم يؤيدون جزار وعاتية متعطش للدماء لمجرد أنه ينتمي لطائفتهم البائسة ذات المعتقدات التى لا تمت للإنسانية بصلة ولا يمكن أن تكون منبعها رسالة سماوية سمحة تطابق الفطرة البشرية.

- أو عبيد يقدسون الأشخاص واشتاقوا جداً لبيادات العسكر. ومن هم العسكر؟ هم من أضاعونا عقوداً في سراديب التخلف والجهل والرجعية وأبعدتنا عن العالم المتحضر لسنوات ضوئية.

- أو خائن عميل فلولي وبقايا عائلات طغت على الشعوب العربية لعقود وبلاطجة قبضوا الأموال من أصحاب بلاط سلاطين وأمراء الخليج الذين لن تقر لهم عين وهم يروا الناس ثاروا على واقعهم وأنتفضوا من سبات الرق العميق. فهكذا مشروع سيفوت عليهم إستمرارهم في مص دماء وقوت الناس البسطاء والذي بحق ليس حق دولة بعينها وإنما كل بلاد العرب والمسلمين. يضخون الأموال الطائلة في التخريب للمحافظة على بلاطهم الزائل وأموال طائلة أخرى لتقوية إقتصادات الغرب ليضمنوا رضا هؤلاء لهم.

- أو من تربى في أحضان الغرب وعلى رأسها طفلهم المدلل إسرائيل. فهي لا يمكن أن تقبل بمشروع مثل هذا ولو بشكل مصغر. فهو سيهدد كينونيتها على المدى البعيد. وأيضاً سيكون هناك نوع من التحرر من التبعية العمياء لمشاريع الغرب في إخضاع العرب كما هو من زمن بعيد. فأي نوع من الإستقلال مهما كان سيكون مرفوضاً بشكل تام من هذه القوى.

- أو الصنف الأخير وهم الناس الصادقون المتضررون من حرمان الخدمات الأساسية وهم كثر وتأثروا ايضاً بتعبئة إعلامية جبارة. ولكن .... هذا الموضوع الخطير ليس بهذه النظرة السطحية فهناك متآمرون كثر لا يريدون لمصر وشعبها ولا لأي ديمقراطيات حقيقة وليدة في الوطن العربي أن تأتي بتغيير حقيقي ولو النزر القليل جدا.

والأخوان لا يملكون عصا سحرية في بناء بلد منهك فيتم التغيير مابين ليلة وضحاها وقد أغفل الإخوان أن نظام مابعد الثورات لا يمكن أن يقوم به فصيل بعينه وبما أنهم قاموا بذالك فقد تحموا عواقبها الأليمة.

في الأخير : لا يراد لنا أن نستقل بأنفسنا ولا يراد لنا إلى أن نكون توابع وهذا من المحال.


في الخميس 04 يوليو-تموز 2013 05:32:16 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=21205