|
كلنا الآن في حالة تمني وأحلام بأن يخرج الحوار الوطني بالحلول الملائمة والسعادة الدائمة .لأننا نريد مخرجا مما نحن فيه.ونريد نفقا نرى في أخره نورا.نظرية اوبنهايمر بان بداية انتشار البشر كانت قبل 40 ألف سنة بهجرة واسعة من وسط أفريقيا عبر اليمن إلى دول الهند والشرق الأقصى واستراليا ان كانت صحيحة فهي تحملنا المسوؤلية كبيرة نحو أنفسنا ومن حولنا . ربما تناقلنا هذه المسوؤلية من خلال الجينات للأجيال السابقة ولكن يجب ان نهيئ أنفسنا لكل الاحتمالات ولا نيأس ولا نحبط أن فشلنا بل نكرر المحاولات حتى الوصول الى الصواب وسيجعل الله بعد العسر يسرا.
لقد أعجبني ما طرحه ابو بكر الدسوقي في مقاله عن الحصاد الهزيل للثورات وكيف تنامت تطلعات الشعوب من 2010 لمستقبل أفضل يعم فيه العدل والحرية بدلا من الاستبداد والفساد وتحقيق الديمقراطية الحديثة بأنظمة جديدة ونهضة اقتصادية كما حدث في أوروبا الشرقية بعد زوال النظام الشمولي وكما حدث في شرق وجنوب أسيا من تغيير اقتصادي.
ولكن الواقع اختلف كثيرا عن المأمول لأسباب كثيرة فقد ساد الخلاف والانقسام والتنازع على السلطة بين الأحزاب والفرق المتناحرة والقبائل واستشرى العنف وتأجج الانفلات الأمني والمليشيات المسلحة والصراع السياسي والإفلاس الاقتصادي والتعصب الحزبي والقبلي وأسوأ من كل ذلك المذهبي ، وأصبح أصحاب مذهب السنة والشيعة أعداء بدلاً من عدوهم المشترك الصهيوني وليس اليهودي.
كل هذه المشكلات موجودة الآن في دول الربيع العربي تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن كما يقول الدسوقي والصراع الداخلي جعل الدول وحكومتها الجديدة عاجزة عن ادارة التحول الديمقراطي المرجو على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
ومن الآثار السلبية زيادة البطالة وارتفاع الأسعار وتراجع الاستثمار المحلي والخارجي وانقطاع السياحة
وتهدم البيئة التحتية و شحة الدخل والوقود والطاقة والنفط والاعتماد بشكل أكبر على المعونات من الخارج النقدية والعينية وعجزت الحكومات الجديدة عن رؤية ما يحتاجه المواطن وتحقيق التغيير،ليس هذا فحسب بل أصبحت هذه الدول عرضة للاختراق من دول إقليمية وخارجية نشط سفراؤها.ويبدو واضحا عجز الأنظمة الاستخباراتية عن متابعة هذا النظام الجديد . هناك تخوف من سيطرة دول مثل إيران وتركيا في الشارع عموماً.
ولكن رؤيتنا تعاني من قصر نظر فالخطر الأكبر الذي يحيق بنا هو الاستهداف الصهيوني الذي أسهم في التأجيج الإعلامي واستغل الحاجة المحلية الملحة للتغيير التي كانت الشعوب تنتظرها.
هل بعد كل ما رأينا نستبعد قيام دول صهيونية أكثر توسعا وسلطة في الإقليم العربي ومقارنة بذلك تهون الدول العثمانية والدولة الفارسية .والمخابرات العربية في سبات عميق.
وما يردده البعض هو دور الثورة المضادة في إفشال التجربة وصارت الثورة المضادة الشماعة التي يعلق عليها الأداء الردى والقصور والتقاعس والغموض .
نحن بحاجة الى توافق وطني حقيقي وليس شكلياً والى ثقة متبادلة والتخلص من الأنانية وتغليب المصلحة فنحن زائلون والوطن باقي .
يشير" رولان دوما " وزير الخارجية الأسبق لفرنسا بأنه قد تم التخطيط في بريطانيا تغزو سوريا وقلب النظام من المتمردين قبل عامين من الثورة. ورفض هو الدعوة للمشاركة وكان الإعلام الغربي الإسرائيلي يوحي بالصداقة بين الأسد وإسرائيل للتظليل الإعلامي.
والشعوب تصدق أما عن جهل او عمالة او شك قاتل وقال بان صحيفة ألمانية قد نشرت في يونيو عن الدعم الطبي في إسرائيل لقتلي القاعدة والغرب يضرب القاعدة في البلد بالطائرات ويدعمها ويعالجها في موطن أخرى ويساندا لشيعة ضد السنة في بلد ويضرب السنة ويساند الشيعة في موطن أخر يشبه حالات انفصام الشخصية ويدل على رداءة معلوماتهم ، إسرائيل تحاول إقحام أمريكا في حرب استنزاف طويلة المدى مثل حرب العراق وتستخدم بريطانيا وفرنسا للإقناع .ودول أوروبا تسقط في الفخ بحجج تافهة مثل السلاح الكيماوي .فكرة خالية من الإبداع وقد استهلكت ولفقت في العراق ثم ان إسرائيل بإمكانها استخدام السلاح الكيماوي ولصق التهمة بغيرها ما استغربه حقا هو كيف ينطلى مثل هذا الكلام على اوباما وهو من اذكى رؤساء أمريكا وله نظرة ثاقبة
أما التضليل الإعلامي على القنوات العربية فهو مخيف ويضرب بالأخلاق عرض الحائط والحقيقة مهما اختلفنا مع إسرائيل في الرأي فيجب ان نعترف لها بالعبقرية والدهاء والمكر فقد فاقت ليس فقط العرب بما فيهم من عباقرة ومفكرين وعلماء ورؤساء ولكن أيضا الاروبيين والأمريكيين وأقول لهم تستحقون المرتبة الأولى في القدرة والتخطيط والهيمنة .
ويقول " دوما" بان الإيديولوجية الصهيونية لم تعد تكثرت باليهود والفئات الدينية المعارضة لها أحيانا فهي تخطط لاحتلال مكانة أمريكا الحالية في العالم وهي تتوقع انهيارها . ووصل الحال بان يلقى المعارضون حتفهم .عندما خطط "غباغبو " رئيس ساحل العاج سابقا لإصلاح بلاده والتأميم والخدمات الصحية وعارض هو والقذافي خطة فرنسا " افريكوم "لإعادة استعمار أفريقيا قصفت فرنسا البلدين في المراحل الموتية لاحقا وقتلت غباغبو والقذافي.
وقال دوما بان النظم الامبريالية تدعم المتمردين كلما تعرضت مصالحها للخطر وشبه ما يحصل في سوريا الآن بما حصل في الحرب الأهلية الاسبانية عام1936عندما كان الجنرال فرنكو يقود المتمردين ضد الحكومة ودعمته فرنسا وبريطانيا وأمريكا بشكل سرى في الأول بالسلاح وبمنع السلاح الروسي من الوصول الى الحكومة الاسبانية وحجتهم في ذلك الحين كانت جعل فرنكو سدا في وجه التيار الشيوعي. ولكن أقول ان اليوم لم يعد خطر الشيوعي وارداً وإنما الخطر هو على تحرير الجولان والصهيونية .أين رجال الدين وهل يخافون الخوض في مثل هذه الأمور ويتصدى من غير المسلمين لها.
كتب "ميشيل ديمبو" سفير فرنسي سابق عن ما قامت به إسرائيل من التخطيط الحرب أهلية في جنوب السودان بهدف" بلقنة " بلد تقوده حكومة مؤيدة لفلسطين وقد دعت أمريكا للتدخل العسكري في السودان .وقد لعبت إسرائيل دورا هاما في دعم المتمردين في الاوندا وإبادة قبائل التوتسي.
ولكن إسرائيل تلاحق كل من يتكلم عن الإبادات والهوكولوست ومعاداة الساميين .أليس العرب والفلسطينيون من الساميين أين قول الحق والجرأة والوعي والعدل
ألا نريد الأمن والسلام والأخلاق لأطفالنا وشبابنا وان يعيشوا في وضع أفضل أخلاقيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا دعونا نتصالح ونتسامح ونترك الحساب والعقاب لله فقط سبحانه وتعالى.
في الأربعاء 03 يوليو-تموز 2013 07:39:24 م