ثور القبيلة في مهمة خاصة
د.عبدالكريم القدسي
د.عبدالكريم القدسي

كثيرة هي آلامنا وأحزاننا اليوم، ولا غرابة لان العقل اليمني والعدالة المجتمعية وراء الغياب الإجباري الذي فرض عليهما الإقامة الجبرية في كهوف الجهل المتسلط، العابث بالحياة والأرض معاً، هذه الأرض الحبيبة التي ألفنا العيش على رحاها ،علمتنا أن عطاء سنابلها، وينابيع ماءها، وترانيم طيورها،هي جزأ من سيمفونية الحياة التي نعشقها، تلك غبطة الإيمان لحب المكان الذي تتكئ عليها أقدامنا، وان فقدنا جزأ من ذاك التراب سنحمل هوية الضياع حينها، لأن الوطن قضية حب وعشق وانتماء، إن لم يكن بنا نحميه ونصون كبريائه بحد قات أعيننا فبمن سيكون،سيما والضياع الذي يعيشه العقل اليوم يجعلنا أكثر إصرار أن نفتش ونبحث عن الخيرون ممن يحملون قيم الخير وينشدون المحبة والتسامح والإخاء، بعيدا عن الرياء والتعصب وراء بنوك المال-القوة والمشاريع التي تبيح دماء الأبرياء والكرماء من أبناء جلدتنا، ولا ريب أن من يحملون سطوة المال والقوة وسطوة القبيلة وغطرسة الانتهاز هم اليوم مشاريع جهل، كمن يقبعون في كهوف الشيطان، يناصرون الظلم ويحيدون عن الحق ويذبحون الحياة إرضاء لرغباتهم وطغيان جهلهم،،،،،.

وهنالك على الضفة الأخرى من الحياة أكف تعمل بهمة الصابرين وعطاء المخلصين وطهارة المحبين، ذاك الحب الذي استوطن حدقات أعينهم وتلافيف مشاعرهم ،يعطي الحياة بشائر من انتصار إرادة الخير على كل الأكف التي تعشق الانحناء التقديسي للذات المتمرغ بالوحل، ليظل حب الوطن عنوان الشرفاء والكرماء الأطهار، ممن يغرسون سنابل الأرض ويكدون وراء أرزاقهم ،لتبقى أكفهم نقاء بلون الورود البيضاء ، بعد أن ارتوت مآثر فيضهم وخطى سلوكهم بحبات العرق المهداة كزينة على وجه الوطن(اليمن)، حقاً من لا يحب وطنه لا يؤمن على دينه، لأن حب الوطن من الإيمان، كما حثنا ديننا الإسلامي الحنيف،،،،

كم هي خيبات الأمل عندما نرى البعض سائرون وراء التيه والجنون والجهل، لتضل حياة البشر مخطوفة بأيدي ثلة من المتعجرفين ممن لا يدركون مآسي أفعالهم وجرم أكفهم ، ونحن اليوم ماضون نبحث عن بصيص الفجر الحامل للواء العدل، بعد أن كلت كواهلنا واستنزفت خيرات وطننا وأهدرت كرامة الأبرياء والبسطاء وراء غياب العدالة، وأقول لكل المتبجحين وراء سلطات المال والقوة والقبيلة:العدالة آتية ،وستنتصر حتماً، لأن كل الشرفاء في هذا الوطن هم أنوار الصبح الآتي، وهم من تحملوا ضيم جهلكم وهنجمة بنادقكم، ولن تشفع لكم أثواركم وجيهانكم أبدا،،،،

كم نتألم أيها الأعزاء عندما يتم حتف حياة البشر وراء هنجمة رصاص الكلاشنكوف الذي اعتبرته القبيلة شعارها المدني الإنساني،أنهم يحترمون الرصاص أكثر من حرمة دماء البسطاء والشرفاء ممن تنتهك كراماتهم ليل نهار، ليأتون بمواكب قبلية ،محملون بأثقال الرصاص وأحمال الثيران، إلى تلك الأسر التي راح منهم ضحايا أبرياء ليس لهم إلا الله وحده،لتباشرون بذبح أثواركم تقرباً لإرضاء هؤلاء البسطاء، وهنا أسأل هؤلاء الباباوات الحاملون آلهة عباد البقر: ما ذنب الثور يذبح؟؟، هل الثور هو من ارتكب فعل القتل العمد لهذا الشخص أو ذاك؟، أي شريعة سماء وعدالة أرض تبرر فعل القتل هذا؟ يا أنتم، وتجعل من الثور ضحية، والجاني محفوف برعايتكم وتقديركم وكرمكم القبلي، أهذا غرم قبلي أم ماذا يا هؤلاء؟، وتحت أي بند أخلاقي أو ديني تندرج ردة فعلكم هذه؟، الإسلام دين عدل يا هؤلاء، وشريعتنا السمحاء تجرم فعل القتل، وتعاقب العامد في القتل بمثله، هذا شرع الله أيها السادة، من أين أتيتم بفكرة الهجر "المحدش والمعشر" وهلم جرا، أفتونا جزآكم الله عنا خير الجزاء،لماذا ثور القبيلة فوق القانون يا هؤلاء؟،،،،.

أي مدنية وأي مستقبل تريدونه وفكركم لا زال عالقاً في بحر أهوائكم؟، أي وطن تريدون بعد أن كانت القبيلة مصدر الهام وطهارة وكرم وشجاعة ونجدة ملهوف، والكثير من أخواننا اليوم مأسورون وراء قطع الطرقات وقتل أبراج الكهربا والقطاعات، والبعض يعتدون على حرمة أبدان الناس وأعراضهم، ويقتلون لمجرد أن يقع احد في مشاجرة مع عشاق الهنجمة الحاملون لواء الحماية، والمرافقين لهالاتكم "حماة الشيخ"، ويمرون من أمام أعيننا مدججون بقاذفات ألار-بيجي وبنادق الكلاشنكوف ،وصنوف من التقنية العسكرية الخفيفة،،،،، بربكم أيها القراء وكل الفضلاء في وطني: هؤلاء يريدون دولة عدالة ونظام وقانون، وقانونهم الهنجمة والبحشمة والهيمنة، ليبقى مشهد ثورهم يكرر مشهد مهمته الخاصة، أن اغتالوا الحياة في طريقهم، ينحرون ثيرانهم، بديلاً عن دم الأبرياء،،،، اللهم أهدنا إلى ما فيه الخير، ووحد جمعنا وكلمتنا، وفرق شمل العابثين في وطننا، وأنر طريق الخيرين ليكرموا حياتنا ببهجة العدالة وكرامة الحقوق والمساواة، اللهم شل أيدي الآثمين اللاهثين لانتعال كرامة البسطاء وكرامة وطننا،،..


في الثلاثاء 21 مايو 2013 04:09:42 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=20494