صنّاعة الأزمات
صالح أحمد كعوات
صالح أحمد كعوات

تم التحوّل في اليمن وانطلقت عجلة التغيير بشكل أبهر العالم وتحركت المسيرة نحو الأفضل بطريقة متدرجة مدروسة ، تراكُم الأزمات كان واضحا ويعرفه الجميع عدا من صنعها وكرّس كل معاني الظلم والاستبداد لأنه يرفض الاعتراف بأي شئ.

لكن ذلك لا يهم فقد تجاوزنا الأمر ودخلت اليمن مرحلة جديدة آمن بها من آمن وكفر من كفر، ولكن رغم تسامح اليمنيين وقبولهم بالجلادين والفاسدين شركاء جدد لمرحلة انتقالية تُجنّب اليمن الحرب والدمار إلا أن فريق الظلام مصرّون على توتير الأجواء وعرقلة المسيرة وتوقيف العجلة من خلال تجنيد فرق لصناعة الأزمات من جديد، فرق إعلامية، وفرق تخريبية، وفرق مناورة، وفرق تعطيل، بصورة فجّة توحي بالتحدي للشعب.

وسائل الإعلام كان لها دور فاعل في إضافة الزخم للثورة وكثيرا ما كان لها الفضل بعد الله في تحقيق الأهداف، ولكن هل كانت تلك الأدوار مبنيّة عن قيم ومبادئ تدعم الحق والقضايا العادلة والمشروعة؟ أم أنها نوع من أنواع التسويق الإعلامي؟ لان ما نشهده اليوم من قبل كثير من وسائل الإعلام من توجه نحو الإثارة ولو كان على حساب القضايا الوطنية والقيم والمبادئ التي تنص عليها المواثيق الإعلامية المحلية والدولية ومواثيق الشرف واضح وملحوظ.

حادثة القتل التي تمت أثناء عرس آل العواضي مدانة ويجب تقديم مرتكبيها للعدالة، ولكن لماذا تم تسليط الضوء عليها بشكل كبير جدا يفوق حدودها ؟ بينما غابت عن أعين وسائل الإعلام ما تقوم به عصابات الحوثي من جرائم متتالية وبشكل همجي وعلني وآخرها ما كان يوم الجمعة 17مايو من اقتحام دار القرآن الكريم وكسر أبوابها، واقتحام مسجد مصعب في منطقة الطلح وخطف خطيب المسجد الأستاذ وليد عيظة والاعتداء الآثم عليه و على عدد من المصلين ضربا بأعقاب بنادقهم والأسلاك الكهربائية حتى أدموهم وأصابوا الكثير منهم بجراح بالغه ونهبوا جميع مقتنياتهم الشخصية، واعتقال سليمان عطيف مراسل فضائية سهيل ومصور القناة عدي الشعبي ومحمد احسن هلال خلال قيامهم بتغطية الانتهاكات والاعتداء على المصلين في مسجد مصعب، وغيرها من الإنتهاكات المتكررة.

أين دور الإعلام حين تم الاعتداء على احد أفراد الأمن في بوابة موفمبيك ؟ وأين دورهم حين تم إهانة أبناء الجعاشن داخل مؤتمر الحوار الوطني؟

أين وسائل الإعلام من محاولة تصفية فؤاد الحميري احد شباب الثورة؟

أيها الإعلاميون :رئيس مجلس النواب يمارس دور (الكولة) من جديد من خلال محاولة تمرير قوانين جديدة متجاوزا مرحلة التوافق التي تحكم الجميع وكأن الراعي خارج المساءلة ووسائل الإعلام غافلة عن مثل هذه الممارسات التي لن تكون إلا مقدمة لانهيار عملية الحوار- لا سمح الله – فهل حان الوقت لمراجعة سياساتنا الإعلامية.

على الإعلاميين أن يتذكروا قول الله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) وقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ) إن اليمن مسئوليتنا جميعا وان الحفاظ عليها أمانة في أعناق الجميع وان التعاطي مع القضايا بعيدا عن المصلحة العليا للوطن فيه ضرر كبير.


في الأحد 19 مايو 2013 02:56:24 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=20462