تأملات البكور وفرصة لقاء اللحظة
د.عبدالكريم القدسي
د.عبدالكريم القدسي

مع ترانيم الطيور وتباشير أضواء البكور أجدني بين الألم والسعادة المرجوة، امتطي نسائم الأجواء الصباحية الجميلة التي تغازل الروح وترسل إلى القلوب بسمة غيبتها الحياة مع ضجيج الزحام والصخب، كلما أو غلنا الدخول في زمن ابعد من حيثيات السمفونية الصباحية الجميلة بكل ما فيها من معاني الارتياح وبما يهدينا وجه الصباح وبكوره المعشوق،نعم أيها الأحبة والأصدقاء الكرام باكورة الأمل التي نستلها عند بدايات الأضواء الأولى هي غبطة الفرح الصباحي، وعندما نقلب نوتة التاريخ اليومي ونودع يومنا الأخرى تنجلي عنا معالم الكرب ثم تبدأ تختفي الفرحة رويداً رويدا كلما رحلت عنا فرحة اللحظة مع سباق الزمن الآتي، ، أغتنم فرصة اللحظة الصباحية تلك لأنثر قبلاتي على وجه الصباح كحبات الندى التي تقبل دوح الربيع الزاهي بألوان زهوره واخضرار زاده، ليست هنا الحكاية الكاملة التي هي منتهى الألم الممزوج بتلك الأفراح ليغدو الصباح هو الآخر أماني وأحلام وعشق يسابق الخطى الباكرة، الصباح الجميل بكل ألوان بكوره هو ملك عاشقيه ممن يتنفسون تلك الأجواء، و هم جزأ من مخلوقات الله يرسمون للحياة تباشير الأنوار التي تمزج بين لغة التوكل ولغة أخرى لا يفهمها سوى عشاق الحس الآخر في عالم يزدحم بمفردات مبعثره وأفكار تنثال من تلك العقول، وكأنها تخاطب العالم الخفي المليء بالتأملات ، تلكم الوجوه التي تقاسمنا اللحظة وتخطف منا السعادة المتناهية بقدوم الصباح الجميل هي جزأ من مأساة تمتد أجيال وقرون وتطغى على حياتنا بكل صخبها في سويعات حياتنا التالية،،،،

هذا الضجيج الذي ألفناه منذ نعومة أظافرنا هو جزأ من مكاسب الجهل القابع في رحى الأرض التي تنتظر الفرج ، بعد أن عكفت تلكم العقول التي تعيش عالمها الخاص ولا نفهم منهم سوى أصوات تتعالى ومن ثم تخفت ، وتارة نرى تمتمات شفاههم هي من تقاسمهم الحياة المأساة التي سرقت ابتساماتهم واغتالت أحلامهم وأقوات عيشهم، ونجدهم يبتسمون دون مناسبة أو سابقة موقف متفهم للحظة نقاش عابرة، هم في تلك الابتسامات التي يوزعونها على عالمهم المتعاظم بطهارة المشاعر، لا يعطون للحياة حجم المأساة التي نعيشها وحسب بل نرى نبرات تحديهم على أعدائهم في معركتهم(الجهل-الفساد-من سرقوا أحلامهم وافترسوا حقوقهم العامة والخاصة،،،الخ) تتعاظم هي الأخرى وتبح أصواتهم رغبة منهم لاسترجاع كرامتهم السليبة وراء الغياب ومخالب الذئاب، هذه المعزوفة الأليمة في مضمونها والبهية في موقف أنوار بكورها، هي مطالب عدالة حقه، بعد أن أختلت موازين العدل في حياتنا، لتحث تلك الأقدام الخطى وترسل الألم ومناجاة المشاعر إلى رب الخلائق وبما فعل بهم أعداء السعادة ممن افترسوا أقواتهم وسرقوا معالم أفراحهم وترانيم الرجاء الذي يغادر عالمهم إلى من يعلم سرائر الحياة وما تخفي الصدور،،،،،،،

حقاً يفاجئني الصباح عندما تبدأ الحياة تدب وتبدأ الطيور يومها الغزلي الصباحي للبحث عن أقرانهم وأسراب عالمهم،عندما تغرد بعد الغياب أو الدعوة لاجتماعات صباحية تجسد روح النقاء وبهجة اللقاء مع مكونات أطيافهم وسعادة أحلامهم وآمالهم ،هي لغة الألفة التي تجمع هؤلاء العاشقون للرفعة على موائد اللقاء الجمعي العاشق لروح السمو والتعايش المشترك،ولا ريب من أنها معزوفة خير قلما نجدها عند بني البشر،وفي الضفة الأخرى من موعد لقائي الآخر مع وجه الصباح الباكر أرى طيورا أخرى بلون ومشاعر بشرية افتقدت العقول وبدت تخاطب الحياة بنبرات أصوات لربما تقترب عند تلك اللحظات من ترانيم الطيور عند البكور، لكنها تشدنا بانتكاسة حزن أخرى وبما حل بحياتهم من مأساة واغتيال الحقوق في عالمنا ألنهمي القبيح بكل ما يحمل من مأساة غياب العدالة ألقسري وراء السبات الإجباري ،،،،،،،

يشدني ذهني المتأمل لتباشير الصباح ليلمح صوت يأتي من هناك من محاذاة الرصيف يختلط بترانيم الأصوات الطيفية لتلك الطيور العاشقة لوجه البكور، الصوت الآتي أجده أقرب إلى لغة البشر وكلما أنصت بسمعي تتعالى نبرة الصوت، مره يتحدى وأخرى يتعقل وثالثة يعزف معها لحن الطيور ورابعة تمتمات لا افهمها أنا،انه عالم الجنون المليء بالحزن والماسي التي خلفها بني البشر ممن حولنا ممن عشقوا الهوى والظلم والقهر والتسلط ليصبح هؤلاء جزأ من الذاكرة الغائبة بين الأسراب البشرية على مختلف مواقعهم وأفكارهم،هكذا كل يوم أعيش مأساة لقاء صباحية لمن يلتحق في هذا العالم المخفي قسرا وظلما إلى ما وراء غياب الذاكرة المشاركة في صنع الحياة جنبا إلى جنب مع أقرانهم الشرفاء والبسطاء والكرماء،سيما بعد أن أجد هؤلاء عند الصباح وهم مارون من على شرفة الضياء الصباحي يخطبون بالفصحى أو بالتمتمات أو بلغة الطيور أو بلغة الخطابة التي نسمعها من الأطياف الفكرية على ردهة الجلسات الحوارية في وطننا الحبيب"اليمن"،،،،،

فهل ستنتصر الحياة لكل الوعكات التي تعتري الخطى في مفردات الحياة التي نعيش تفاصيلها اليوم أم سيكون للفساد والانتهاز ولغة الدولار ولغة الارتماء وراء المشاريع الصغير كلمة الفصل ، لتستمر مأساة حياتنا المغيبة وراء الظلم والقهر والطغيان المفترس لأحلامنا وأحلام عالم الجنون وعالم الطيور،والسؤال الأكثر إلحاح اليوم: متى؟؟سيدرك أخواننا شركاء الحوار ورعاة الحوار من دول الجوار أن الحياة بحاجة إلى عدالة موقف وحرية كرامة قبل حاجتها إلى لغة سياسة ومشاريع عالمية تغمر عالمنا العربي ببحور الدم وبحور الندم، لنستمر في قراءة التاريخ في حضور تاريخ مآسي البكاء والفتن والتسلط وصراع حب السلطة وحب المال والمزواجة بينهما،،،اللهم أحفظ اليمن من كيد الكائدون وغدر الغادرون، وبهتان المفترون، ووحد الكلمة والخطى لتخفيف مأساة عبادك المخلصين يا رب العالمين


في السبت 06 إبريل-نيسان 2013 05:45:39 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=19863