مفارقات يمانية
د: محمد الظاهري
د: محمد الظاهري

بالرغم أن شبابنا قد أشعلوا ثورتهم السلمية , إلا أنها ما زالت بمثابة ( مقدمة ثورية ) , أما ( متن الثورة وخاتمتها) فهما من المهام المؤجلة إلى حين ؛.
ولذا يُلاحظ أن النظام ( السابق ) ما زال مُعاشاً بشخوصه , وثقافته , وقواه , وإرثه المتخلف.
كما أن عُقدتنا التاريخية لم تُفك بعد , بل إنها مستحكمة بنا لدرجة أننا مازلنا نعيد إنتاجها , وبشكل مشوه , وأشد ضرراً على حاضرنا ومستقبلنا !
فنحن مازلنا منكشفين تجاه الخارج , ومنفعلين به لدرجة أن بعض الأطراف اليمنية ما انفكت تعرض خدماتها وإمكاناتها للقيام بدور (الحرب بالإنابة) لصالح الأجانب والغرباء. سواء أكانوا سعوديين أو إيرانيين أوأمريكيين !
بالنسبة لموضوع استقالة اللواء/ علي محسن الأحمر أقول :
صحيح أن ( أهل السيف ) من أعداء الثورة والتغيير مازالوا حاضرين بقوة في ساحتنا اليمانية على حساب (أصحاب القلم ) , وبالرغم من الإدراك لطبيعة القوى والتحالفات المحلية والإقليمية والدولية الراهنة.
فإن من الصحيح أيضا , ضرورة الوفاء بالوعود والعهود التي يقطعها الساسة والعسكريون والأمنيون وغيرهم ؛ لأن الوفاء بالعهد والوعد قيمة أخلاقية وإنسانية قبل أن تكون ضرورة سياسية .
ولذا فإنه بالرغم من الضرورة السياسية والأمنية التي أشار إليها اللواء / علي محسن , عبر مقابلته الأخيرة لجريدة الشرق الأوسط من أنه لن يستقيل ؛ فإنه بالفعل , قد نكث بوعده لنا ولشباب الثورة ,عبر لجنتهم التنظيمية ! وكان يتعين عليه الوفاء بوعده والحفاظ على مصداقيته , لشباب الثورة على الأقل
أيها اللواء : إنك بعدم استقالتك تبرر لأعداء الثورة وخصومها البقاء , والتذرع بمحاكاتك والسعي لخلق مبررات وجودهم كما فعلت أنت . رغم أن وجودكم جميعاً لم يعد ضرورة لليمن واليمنيين.
ومن المفارقات في هذا السياق , أن العلامة ابن خلدون مازال حاضراً بيننا بقوة مقولاته التفسيرية ؛ حيث يقول :
إن السلطة أو " المُلك منصب شريف ملذوذ يشتمل علي جميع الخيرات الدنيوية والشهوات البدنية والملاذ النفسانية فيقع فيه التنافس غالباً، وقل أن يسلمه أحد لصاحبه إلا إذا غلب عليه ، فتقع المنازعة وتفضي إلى الحرب والقتال والمغالبة ..." . كما أن السلطة أو " الجاه مفيدٌ للمال " .
وفي هذا الصدد , نذكر بأن عصر إرادة الشعوب وحكم المؤسسات الحديثة قادم لا محالة. ونحن لسنا استثناءً.
سيسجلُ التاريخ أن الثورات اليمانية , في أغلبها , كانت مُجهضة .
وأسجلُ هنا : أن الأمل بقدرات شبابنا (ثائرينا وثائراتنا ) ما زال كبيراً . كما أن القول الفصل ما زال لهم ونحن معهم .
نعم : بالأمل والعمل وثورة قلم وقيّم سننتصر . إنها ثورةٌ ستلد أخرى , والأيامُ والسنون بيننا.


في الثلاثاء 05 مارس - آذار 2013 05:04:37 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=19510