هل يحرق حراك البيض القضية الجنوبية؟
سلطان الذيب
سلطان الذيب

قتل وحرق وتنكيلات ، إفساد وإرهاب وقطع طرقات ، حقد وكراهية وعنصريات ، نار وسكاكين وفاسات ، حرق دور علم و مؤسسات ، إشعال محلات وبسطات.

هذه وغيرها الكثير هي مفردات مشاريع تجار الحروب والأهواء وبائعي الضمائر والأوطان مهندسي الخراب والدمار إنه حراك البيض المسلح ..

هنا نقف ونتساءل هل بهذه الوسائل وبهؤلاء الكائنات تُحل القضية الجنوبية، وتُعاد الحقوق الى أصحابها، أم أنهم يشوهون القضية ويزيدون الطين بلة ومزيدا من الظلم وضياع الحقوق..؟

يا أبناء الجنوب يا أحبابنا وأهلنا وإخواننا أنتم شرارة الثورة الأولى، بل لقد سبقتم ثورات الربيع بحراككم السلمي ولا ننسى بأن أول الشهداء سقط في ثغر اليمن الباسل عدن، يجب أن تدركوا أن هناك من يسعى لإفشال ثورة الشباب في اليمن خاصة مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يعلق عليه اليمنيين آمالا عراض لمعالجة مختلف القضايا الوطنية شمالا وجنوبا ومنها القضية الجنوبية والتي تُعد من أولويات المرحلة وعلى رأس قائمة النقاش في الحوار.

إن هناك أطراف داخلية وإقليمية تتربص بدولتنا وأمننا ولقد وحدت جهودها لإفشال الحوار وانهيار الدولة وأن علي صالح لا زال ينفث سمه هنا وهناك ومستعد للتحالف مع الخائن البيض وقوى الظلام في الشمال ليشكلوا جبهة واحدة للخراب في اليمن، وما رأيناه في الأيام الماضية من تدفق للمال والسلاح بكميات هائلة من الخارج ما هو إلا جزء من دعم مخطط خبيث يستهدف اليمن ..

والعجيب أنه مع تحطيم الطواغيت في بلدان الربيع العربي واستبشار الناس بزوال تلك الطواغيت نجد ثلة من ناشطي الحراك يمجدون ويرممون طواغيت فاشلة سابقة ويعيدون إنتاجها بعد أن كسدت بضاعتها وفقدت بريقها وظهر زيفها ففعلا شيئا مستغرب..!! لكن لا غرابة إنه المال الحرام ..

إن علي سالم البيض بعد سنوات طوال عاشها متمتعا بأموال الجنوب وعيش الرفاهية في خماسية النجوم هاهو يصبح وكيل باسم الجنوب للمال الحرام من ايران ويرهن نفسه وباسم قضية الجنوب لملالي طهران ليحققوا مآربهم في تمزيق اليمن ..

إننا عندما نتكلم عن سقطات بعض من ينتسبون إلى الجنوب من قيادات كرتونية ومرتزقتها لا يهمها سوى أوهام أمجاد أضاعوه ومصالح يبحثون عنها في أوساط شعب غل بالبطالة والفقر ونقص الخدمات لا نتعمد الاساءة الى اخواننا في محافظة جنوب الوطن الغالي، كلا فنحن وهم سواء وسفينتنا واحدة وأهدافنا واحدة وعدونا واحد، صحيح أن النظام البائد متمثلا بعلي صالح وعائلته سلب حقوق أبناء الجنوب وأراضي الجنوب، ولكنه أيضا فعل ووزع فاشيته في كل ارجاء الوطن، ولكن من يتصدروا المشهد اليوم باسم الجنوب لا يقلون سواء عنه بل وهم اليوم متحالفون بشكل أو بآخر لالتقاء المصالح وتشابه المآرب والشهوات ...

يا إخوتنا في الجنوب انتم منا ونحن منكم، أصولكم في الشمال وأصولنا في الجنوب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم، تعالوا الى حوار نطرح فيه كل ما يخطر ببالنا ونتعاون لننتشل سفينتنا من أعاصير الدمار ونفوت الفرصة على قراصنة الفساد وتجار الأهواء ..

يا شباب الجنوب إياكم أن تغركم قيادات هوجاء هي مثقلة بدماء ابناء الجنوب ومثقلة بخلق فتن وتمزيق النسيج الاجتماعي في الجنوب لفترة من الزمن، اقرؤوا تاريخ تلك القيادات لتعلموا كم هي وجوهم ملطخة بالقبح والدماء والفساد.

يا اخوتنا في الجنوب أن العنصرية التي يُشحن بها الشارع الجنوبي ليست في مصلحة احد، بل هي نار تحرق الجميع ويجب والحيلولة دون انتشارها، فشبابنا ليسوا أوعية ووسائل لأحقاد وأهواء المتاجرون بقضيتكم .. يجب أن تقفوا ضدها وتحلوا محلها مفردات الأخوة والشعب الواحد.

على كل حر في جنوب الوطن وكل من يهمه شأن القضية الجنوبية أن يقف ضد هؤلاء القتلة، وان يستنكروا أعمالهم الاجرامية بحق البسطاء من أبناء الشمال وقطع أرزاقهم، وأن يفوتوا عليهم الفرصة في استفزاز الناس وتعقيد الوضع، وما رأينا في اليومين الماضيين وما يجري الى هذه اللحظة من قتل وحرق وإرهاب لهو شيء فضيع يجب أن يقف أحرار الجنوب ضده وأن يحافظوا على صفاء ونقاء قضيتهم وأن يتبرؤوا من تجار الحروب ومصاصي الدماء وعصابات مافيا الإجرام .

كما أن على الدولة واجباً دينياً ووطنياً وقانونياً في حماية المواطنين وممتلكاتهم والأخذ على يد القاتل والمجرم والضرب بيد من حديد على من يعبث بأمن واستقرار الوطن وجيش الوطن قادر على ذلك ..

وأخيرا يجب أن يعلم إخوتنا في الجنوب أن إخوتهم في الشمال يقفون مع قضيتكم ، وهم أكثر تسامحا ويؤثرونكم على أنفسهم حرصاً على وحدتنا وبلدنا رغم اننا جميعا عانينا الأمرّين من نظام فاشي، فيجب أن تبادلوا الود بالود والحب بالحب وتنظروا الى مستقبلكم ومستقبل ابنائكم الى مستقبل وطن آن له أن يستقر والله المستعان وعليه التكلان وهو الهادي إلى سواء السبيل ..


في الأربعاء 27 فبراير-شباط 2013 09:23:53 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=19464