للزوج كيف تعامل أهل زوجتك؟
مفكرة ألإسلام

 

إن العلاقة بأهل الزوج أو الزوجة قد تشكل تهديدًا حقيقيًا للزواج السعيد، فمن الأهل من يواجهون صعوبة فى الاقتناع بفكرة زواج أبنائهم وانفصالهم عنهم؛ ومن ثم فإنهم يتدخلون فى حياة أبنائهم بعد الزواج.

والمشاكل مع أهل الزوج أو الزوجة تبدأ عادة فى السنوات الأولى من الزواج وقد تسبقه وقد لا تنتهى إلا بوفاة والدي الزوج أو الزوجة... وحتى بعد الوفاة قد تترك هذه المشاكل شعورًا بالأسى يقف عائقًا أمام العلاقة الزوجية السعيدة [حتى يبقى الحب، د/محمد محمد بدرى ص (529)].

إن العلاقة مع أهل الزوجة يشوبها إشكاليات كثيرة فنجد من الأزواج:

1- من يحترم أهل زوجته وعلاقته بهم طيبة يسودها شيء من التفاهم وهذا يرتبط ارتباطا وثيقا بنوعية الاهل وحسن خلقهم مع زوج الابنة

2- من يسيء معاملة أهل الزوجة بعد الزواج انتقاما منهم على أخطاء أرتكبوها فى حقه قبل الزواج

3- من يقطع علاقته بأهل زوجته بالكلية ويمنع زوجته من زيارة أهلها وفى هذا قطع للارحام وتعذيب للزوجة لأنها ستكون فى حلبة الصراع بين أهلها وزوجها

تأثيرات العلاقات الاجتماعية

الإنسان كائن اجتماعى بطبعه يؤثر ويتأثر بالآخرين، فنحن جميعًا محاطون بشبكة من العلاقات الاجتماعية الممتدة والمتشعبة فيها الأقارب والمعارف والأصدقاء والزملاء.

وكل واحد من هؤلاء له تأثير ما علينا وعلى علاقاتنا بشكل أو بآخر.

زواج ثقافة بثقافة:

 إن الزواج ليس ارتباطًا بين الزوجين فحسب، وإنما هو التقاء ثقافة بثقافة وارتباط بين عائلتين، بل وفي بعض الأحيان تنجم المشاكل الزوجية بسبب التدخل العائلي في شئون الزوجين، أو بسبب سوء الإرشاد العائلي لهما، كأن تستشير الزوجة أمها في مشاكلها الزوجية أو يستشير الزوج والداه فيشيران عليه من خلال تجاربهما الشخصية، والتي قد لا تكون ناجحة فينعكس فشل الأهل في تجاربهم الزوجية على حياة الزوجين الجديدين.

الرؤية المشتركة والعلاقات الاجتماعية

 وهنا يأتي دور الرؤية المشتركة بين الزوجين في علاقتهما بالآخرين من الأقارب والأصدقاء، فيتفق الزوجان منذ البداية على شكل العلاقة مع:

 الأقارب: وهم أهل الزوج، أهل الزوجة، طبيعة الزيارات، طبيعة العلاقات، حجم التدخل في حياتهما، مواعيد الزيارة، مدة الزيارة، وغير ذلك من الأمور.

ومن بداية الزواج يضع الزوجان قواعد للتعامل مع الاهل والاتفاق على مواعيد الزيارات وكيف سيبر كل منهما أهله بعد زواجهما، وغيرها من الأمور التي قد تكون سببًا للمشاكل بعد ذلك.

 وعلى الزوجين الاتفاق عند وقوع خلاف أو مشكلة بينهما إلى من يشتكيان، ومن الذي يتدخل للإصلاح بينهما؟ فلا ينبغي بث الشكوى لمن لا دخل له، أو لأطراف متعددة حتى وإن كان من باب تفريغ شحنة الغضب أو الإحباط المشتعلة بداخله، لكي لا تصبح خصوصيات الحياة الزوجية مثارًا للمناقشات العامة وإبداء الآراء لكل من هب ودب، فهذه أمور تفسد ولا تفيد وتعمق الخلافات وتزيد المشاكل تعقيدًا ولا تحل من الأمر شيئًا.

الطفل اول من يتأثر:

(تزوج أحد الأمراء بنت رجل فقير لجمالها ودينها وكان الأمير إذا مر بالناس فى موكبه ورأى والد زوجته نزل عن جواده وأسرع إليه وعانقه وقبل رأسه، فقيل له كيف تفعل ذلك وأنت أمير؟ فقال الأمير سعيدًا مبتسمًا: فعلت هذا ليعظم قدر والد زوجتى فى عين أبنائى فيعظم قدر أمهم فى قلوبهم) [55 حكاية وحكاية فى السعادة الزوجية محمد صديق المنشاوى، ص(28)].

إن كثيرًا من الأزواج والزوجات يغفلون عن ثمرة المعاملة الطيبة لأهل شريك الحياة ويضعونها فى بند المجاملات لا أكثر، مع أن المعاملة الطيبة لأهل الزوج أو الزوجة هى تربية للأطفال وتهيئة لهم قبل أن تكون مجرد وسيلة لإرضاء شريك الحياة، فما يراه الطفل من الانسجام بين كل من الأبوين وأهل الآخر يؤثر فى الطفل بالدرجة الأولى فى تقديره لأبويه وتعود البر والصلة.

رأيت فى العيادة:

لقد رأيت في العيادة طفلة عمرها 10 سنوات عندها وسواس قهرى وتعاني من مشاكل نفسية، وبعد الجلوس معها ومع أسرتها ظهر أن هناك مشاكل كثيرة وكبيرة بين الزوجين بسبب الأهل، والطفلة تشعر بالخوف والقلق مع المواقف والأحداث التى تنفجر واحدة تلو الأخرى مع الأهل من الطرفين.

وهذا طفل عمره 4 سنوات قال أثناء حديثه إن بابا يضرب ماما، وكان بسبب توترات مع الأهل أن الأطفال أذكياء ويفهمون العلاقات وأيضا هل شكل العلاقات متوترة أم منسجمة بين الأطراف فى العائلة.

ورأيت طفل مطيع وبار جدًا للأجداد من الطرفين يحنو عليهم ويسمع كلامهم وينفذ ما يطلبوه منه وبعد الرجوع للأسرة، عرفت أن الأب دمث الخلق مع أهله وأهل زوجته، وكذلك الزوجة بارة بأهلها وأهل زوجها؛ فكان الثمرة هذا الطفل البار منذ نعومة أظفاره.

لأنه تربى في تربية خصبة رويت بماء التفاهم والاحترام والرحمة بين الزوجين اولًا، ثم فاضت على باقي العائلة والأطراف الأخرى من الأهل.

دليل المحبة:

إن المعاملة الطيبة لأهل شريك الحياة لهى ترجمة حقيقية لمحبته، فالحب ليس كلمات مزينة جوفاء بل هو عطاء وبذل وتضحية من أجل راحة المحبوب وليس أحب إلى الزوج أو الزوجة من رؤية الانسجام المتبادل بين أهله وبين شريك حياته؛ لذا كانت تلك المعاملة الطيبة لأهل شريك الحياة هي أكبر دليل على محبته.

و قديمًا قال الإمام الغزالي: (المؤمن إذا أحب المؤمن أحب كلبه) [إحياء علوم الدين, الغزالي (2/164)، كيف تكسبين محبوبك, صلاح الراشد (ص67)].

قواعد هامة فى تعامل الزوج مع اهل زوجته:

معاملة أهل الزوجين لها تأثير على العلاقه بين الزوجين، وهذه المعاملة لها صلة إيجابيه في تقوية بر الوالدين وصلة الرحم، ولها جوانب سلبية في عقوق الوالدين وقطيعة الرحم وللأسف فيه قصص تُروى يكون الزوج أو الزوجه سبب في هذا العقوق أو القطيعة.

وهذه خمس قواعد مهمه في تعامل الزوج مع أهل زوجته:

1- ضع نفسك مكانها (ضع نفسك مكان زوجتك في برها بوالديها وصلتها برحمها كأخواتها وإخوانها فهم لهم حق عليها).

2- لأن أبيت مظلوم أحب إلي أن أبيت ظالم، هذا من باب التنازل لمصلحة الحياة الزوجيه فتنازل الزوج لبعض الأشياء من تصرفات أهل زوجته وعفوه عنهم.

3- أدفع بالتي هي أحسن، كما قال الله سبحانه وتعالى، مبدأ العفو والتسامح مع أهل الزوجه.

4- كما تدين تدان، كما تفعل أيها الزوج مع أم الزوجه وأهلها سوف يرجع ويوفّى دينه) قول النبي صلى الله عليه وسلم(، لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه...

فكما تحب أن تبر زوجتك أهلك وتحترمهم فهي أيضا تحب ذلك منك.

نصائح أخيرة:

1- تصرف وكأنك فرد من العائلة.

2- تمتع بروح المرح مع أهل زوجتك.

3- اسأل عن أقارب زوجتك.

4- استشرهم في أسماء أحفاده.

5- حماتك أهم شخص في العائلة.

6- لتعيش في سعادة مع زوجتك؛ عليك أن تكسب رضا حماتك.

بداية يجب عليك أن تحب حماتك فعلا من قلبك واتخذ الموضوع بمنتهى البساطة وعاملها كما تعامل أمك، هذا بالإضافة إلى اتباع سلوكيات الذوق واللباقة معها.

اعلم جيدًا أن هدف كل أم من زواج ابنتها، هو سعادة البنت وراحتها وبالتالي عليك أن تجيب طلبات زوجتك.

 لا تبخل بالمساعدة إذا كانت في إمكانك وحاول أن تشعر حماتك وابنتها أنك بالفعل فرد من العائلة يستطيعون الاعتماد عليه، ولا تنسى أن تعرض خدماتك من حين لآخر.

وهناك وسائل ننصح كلا الزوجين بها خاصة الأزواج ولعلها تجدي نفعًا في التعامل مع "الحماة"، وهي:

ـ كن كولدها؛ بأن تسارع بإثبات حسن النية عند التعامل معها، وأبعد عن ذهنك في بداية التعامل معها تلك الصورة الشائعة عن "الحماة" والتي أشاعها الإعلام العربي من خلال الأفلام والمسلسلات.

ـ لا تنساها بالهدايا البسيطة التي يكون لها أثر بالغ في النفس.

ـ أشعرها بأهمية رأيها بالنسبة لك، من خلال أخذ رأيها في بعض الأمور كديكور بيتك، وشراء بعض المستلزمات.

ـ شارك زوجتك دائمًا في زيارة أمها، وأفضل شيء هو أن تحدد موعد أسبوعي تذهب فيه لزيارتها.

ـ ادعو حماتك لقضاء يوم معك في بيتك, واجعلها تتناول الطعام معكما.

ـ لا تمنع زوجتك من زيارة أمها، والوقوف بجوارها في الأزمات، فهذا من شأنه أن يريح الطرفين.


في الأربعاء 13 فبراير-شباط 2013 11:12:24 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=19255