في رحاب اليمن الجديد
الاستاذ/ عبدالعزيز عبدالغني

بحلول الثاني والعشرين من مايو من هذا العام 2007م ،يكمل اليمن عامه السابع عشر معززاً بوحدته، قوياً بتماسك شعبه وبالتفافه حول خياراته ،مؤمناً بثوابته الراسخة ممثلة بالوحدة والنظام الجمهوري،وبقيم الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية.

بعد سبعة عشر عاماً تبرز بجلاء ملامح اليمن الجديد الذي ناضل من أجله قائد اليمن ورمزه الوحدوي الكبير فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ومعه كل المخلصين من أبناء هذا الوطن، ووعد به في برنامجه الانتخابي الذي نال بموجبه ثقة الناخبين.

ملامح اليمن الجديد تزهو بها صورة وطن أنجز أهم استحقاقاته وفي مقدمتها الوحدة ،ومضى يبني عليها استحقاقات كبيرة أخرى ، سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية.

ملامح تعكس حالة حراك حقيقية تنطلق من برنامج وطني واضح وعد به فخامة الأخ الرئيس فأوفى،ليصبح العنوان الأبرز لمرحلة مابعد انتخابات سبتمبر 2006م،الرئاسية والمحلية.

اليمن الجديد يقوم على أُسُسٍ راسخةٍ من الوحدة الوطنية.،والنظام الديمقراطي التعددي والشراكةالسياسية المحتكمة إلى الدستور والقانون،وإلى آلية الانتخابات والتنافس المتكافئ ،والمعززة بالحوار الجاد والمسئول بين أطراف العمل السياسي.

اليمن الجديد يتمتع أيضاً،برؤية اقتصادية وتنموية واضحة تدعمها حالةٌ غير مسبوقة من الشراكة الإقليمية والدولية ،وتتجه نحو ايجاد اقتصاد بأسس متينة وبأهداف وغايات ونتائج ذات أثر مستدام يلبي حاجات المجتمع الأساسية،ويحقق أولوياته.

إن الوحدة اليمنية التي نحتفل بذكراها السابعة عشرة، عيداً وطنياً نفخر به بين الأمم، هي الإنجاز الذي تعززت به اللحمة الاجتماعية والوطنية لأبناء اليمن.

وبها فقط أمكن لليمن أن يخرج من حلقة مفرغة، كانت تلتهم مقدرات بناء الدولة في كل من الشمال والجنوب، حينما كانت تلك المقدرات والإمكانيات تنصرف إلى مواجهة تبعات التشطير، وتستغرق اهتمامات وسياسات الشطرين في مواجهة استقطابات اقليمية ودولية حادة، انعكست هي الأخرى من صراع المعسكرين الكبيرين، الشرقي والغربي والذي استغرق نصف القرن الماضي تقريباً.

هذه الوحدة ستظل الأساس المتين الذي نشيد عليه مداميك الدولة اليمنية الحديثة الحرة والديمقراطية، وهي الرهان الذي يلهم مسيرة اليمنيين المفعمة بالأمل نحو المستقبل، وتوجت وتتوج انتصاراته على كل أشكال التحديات صغرت أو كبرت.

قبل الثاني والعشرين من مايو كانت الوحدة قضية وطنية تاريخية بكل ماتعنيه الكلمة، وكنا بحاجة إلى التأكيد عليها كقضية تستمد حضورها من روح التاريخ الذي لم تنطفئ جذوته، لأن التاريخ كان مازال يحتفظ بالوحدة كأمانة غاليةٍ حتى تسلمها شعبنا بكل مسئولية في مايو 90م.

لقد جرى ذلك في لحظة حاسمة من تاريخ اليمن المعاصر، ومن حسن الحظ أن تلك اللحظة توفرت لها قيادة تاريخية بحنكة سياسية نادرة تجسدت في شخص الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وهاهم أبناء اليمن يحصدون ثمار عقود من النضال والعمل المثابر، برزت خلالها أولويات سياسية واستراتيجية،تحولت بفضل من الله تعالى ثم بجهود المخلصين إلى استحقاقات منجزة ومكاسب وطنية غالية.

اليوم في ظل اليمن الموحد والقوي، فإن أهم مانحتاجه رسميين وشعبيين، سلطة ومعارضة، هو أن نتجه باهتماماتنا نحو الأبعاد المستقبلية للوحدة، إذ ليس ثمة شك في قدرة اليمن على حماية مكتسباته والبناء عليها ولذلك فإن أبرز الأولويات هو المضي بمسيرة التنمية والبناء الاقتصادي إلى نهايتها.

هناك الكثير من الانجازات التنموية قد تحققت، ولكن لأن المستقبل يعد بأكثر مما تحقق، فقد جاءت الخطة التنموية الثالثة ببرنامجها الاستثماري الطموح لتضع اليمن على أعتاب مرحلة جديدة عنوانها المزيد من اقتصاد يقوم على أسس متينة، وتنمية بنتائج مستدامة.

من أجل ذلك حفلت خطة التنمية الاقتصادية الثالثة وبرنامجها الاستثماري بأهداف، وأولويات تركز بشكل أساسي على تنويع مصادر دعم الاقتصاد الوطني من الموارد المتاحة وخصوصاً المتجددة، وعلى أكثر تلك المصادر توفيراً للدخل واستيعاباً للوظائف.

إنها تركز على مشاريع استراتيجية في قطاعات أساسية مثل قطاع البنية التحتية،وتركز على الاستثمار في تنمية الموارد البشرية، وفي تطوير القطاعات الاقتصادية التقليدية لتصبح أكثر إنتاجية مثل القطاع الزراعي.

تسعى إلى تحقيق معدلات نمو في قطاعات اقتصادية واعدة مثل قطاع الأسماك والثروات البحرية، وقطاع السياحة، فضلاً عن الحرص على تعزيز قطاع توليد الطاقة من مصادر نفطية وغازية ومن مصادر غير تقليدية،لكنها مجدية اقتصادياً، مثل الطاقة النووية.

اليمن الجديد،يتجه اليوم بطموح لايكل نحو تعزيز التعاون والشراكة مع دول الجزيرة والخليج،المكون الجغرافي والديموغرافي الاقرب إلى اليمن، على طريق الاندماج الاقتصادي الكامل.

ويسعى بالقدر ذاته من الطموح نحو تعزيز الموقع الاستراتيجي لليمن في محيطه الاقليمي والدولي،وفق رؤية تضع المصالح السياسية والأمنية والاقتصادية لليمن في مقدمة الأولويات،ولاتتجاهل بأي حال التزاماته تجاه قضايا محيطه العربي والاقليمي والدولي على أساس من مبادئ وثوابت السياسة الخارجية لليمن.

بهذه النظرة الطموحة، والتي لاتنفصل عن الواقع ينبغي أن ينظر الجميع إلى اليمن الجديد، يمن الثاني والعشرين من مايو، اليمن الذي يعد بالأفضل لحاضر ومستقبل الشعب والوطن.

رئيس مجلس الشورى

 


في الخميس 31 مايو 2007 05:57:45 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=1875