فِرزة.....!
جلال غانم
جلال غانم

إصابة أحدنا بسكتة قلم وبجمُود دائم كتوعك نهائي لحالة تعترينا وتُدمينا قتلى وشهداء لحبر أقلامنا فإنها تطرحنا أرضا ولا نعرف معها أي إمكانية للتحرك خارج فراغات القلب ومساحات الذاكرة المُتعبة .

فهُنالك أسئلة كثيرة تجتاحنا فنكون أحيانا مُجبرين على الرُضوخ والانتماء إلى مناخاتها وأجوبتها التي تأخذ منحى أكثر بوحا من حالة التخفي وراء جزل الكلمات .

أن تهيئ قلب كي يرضخ لحالة نبض أو أن تستصيغ حالة حُب من مُستنقع غير قابل إلا للاصطياد فإن حتمية الركون على واقع مليء بنجمات الميلاد أو برائحة شُهور الحُب والتصالح والتلاقي لن تجد لها المساحة الكافية إلا على شكل براويز يومية تعُج بالقبح وبحالة تطبيعات كثيرة ودائمة بأشكال أكثر إصابة بحالة عُضال وورم كمُحصلة نهائية لتناقضات مُجتمع لا يُجيد سوى الموت .

فلا نستطيع أن نلوذ بالفرار من هذه الفرامة التي تطرحنا أرضا وتُوزعنا على شكل أحلام وفجائع تتلاقى في المآسي أو في حُروف أكثر تهجيرا من حالة القلب فنرى أنفسنا وقد اعترتنا حالة شيبًُ دائم بمشارب أكثر تباعُدا لتختصر عذابات زمن منسي عشناه ونعيشه بمنافي أكثر قُدرة على البُرود كمُحصله نهائية لحالة خُبز نبحث عنها تحت كُل المبررات .

هُنالك تقاطعات تحدث وتناقضات تفرز حالة عُطب نهائية وهُنالك قدر يُوزع حُلمنا بين هُنا وهناك للعيش بشروط أقل وقعا من حالة الموت البطيء التي تعيشها وتستنزفك في بلد يمنحك كُل يوم فجيعة جديدة بدلا من يوم جديد

هذا القدر وإفرازاته نعيشه ونُلامسه ونتلاقَ معه ونتناقض وفق حالات صعبة وعصية أن نفهمها إلا بفجائيات تفرض شكليتها علينا بأبجديات ووقائع غير قابله للاستيعاب والفهم إلا فقط بتقبلها والتعليق على وقائعها دُون أن نجد أي مُبرر لتديوناتها في حياتنا وما تُخلفه من مصائب عصية على الحياة .

فِرزة زمنية هي من تحتضن كُل ما يحدث وهي من تضع لنا توهج نعيش معها لحظات أكثر سعادة وجُنونا وزهوا لا نُبالي بما يحصل بقدر ما نعيش جُنون اللحظة الزمنية ذاتها ونختزل كُل ما يحدث في فِرزة وخانة أكثر قُدرة على الصمود .

من هُنا وهُنالك علينا أن نُلملم هزائمنا واتساخ رقعة قُلوبنا وعلينا أن نمضي دُون أن نلتفت ولو بُرهة للخلف كي نعيش وفق شُروط وتكيفات زمنية جديدة بحيث لا نجر معنا شكليه خيباتنا وهزائمنا وأن نعيش الحاضر بتطلع دائم كُل ذلك لحُلم غد مرسوم وفق تكيُفات ومزاجات اللحظة نفسها بفِرزه أكثر قُدره على استيعابنا خارج محطات وقِطار الزمن.

Jalal_helali@hotmail.com


في الخميس 27 ديسمبر-كانون الأول 2012 04:23:02 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=18586