زوجي ما يشتغلش
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

طبعاً رجال هذه الأيام من حق الجن والجن يشلوهم إلا قليل, ووجودهم في كثير من الأسر مثل عدمهم، بل عدمهم خير من وجودهم، وأكبر مصيبة قد تنزل على المرأة أن يبتليها الله تعالى بذكر عديم الرجولة.

قال تعالى "الرجال قوامون على النساء وبعض الرجال عسكوا الآية فأصبحنا نرى النساء قوامات على الرجال، وأصبح من المألوف أن ترى نساء يشتغلن وأزوجهن محجبون في المنازل لا شغلة ولا مشغلة وعندما تعود للمنزل عادوه يتخور "أشتي اليوم لحمه وليش ما جبتيش معش قات حلو وربما يطلب منها أيضاً صحيفة (أخبار اليوم) لأنه يحب القراءة".

وصرحت إحداهن "أنها تفرح لما يخور حاجة" مثل الرجال لما يحب المرة وتخور حاجة يجلس ساهر طول الليل لما يخرج يشتري لها".

ويفعل نفسه رجال ويزبط ويردع "ليش تأخرتي فين كنتي؟"

وهي مسكينة تفرح "وتقشنن" من الفرح تحسب أنه يغار عليها، ولكن يا فرحة ما تمت اقرأوا بقية كلامه "ليش تأخرتي فين كنتي؟ قد أنا ميت من الجوع".. والمصيبة أنه مش مريض ولا عاجز ولا يعاني من أي علة تمنعه من العمل.

وتقول إحداهن إن السبب في ذلك النساء أنفسهن, يعودينهم من البداية أنهن يصرفين, تبدأ تساعده في لمصاريف ويتساهلين والرجال من رخا لهم يفرحوا" وتصدقه لما يقول:

ما حصلتوش شغل أنا تعبان وهو يلعب بالبيت يتنكوع مثل القرد ويلعب جمباز، يحسسينهم أن الأمر طبيعي ولو أنها حسسته أن هذا عيب في حقه وأخذت نفسها روحت بيت أبوها ما جلس بالبيت مثل المرة وهي تشقي عليه".

زوجي ما يشتغلش:

أصبحت هذه العبارة مألوفة ولم تعد مستقبحة أو غريبة على مجتمعنا, وقد سمعتها شخصياً من عدد لا بأس به من النساء من مختلف الأعمار، واحدة تقول ما حصلش شغل وأخرى تقول مسكين يرحم وثالثة تقول أحبه ورابعة تقول قدني بالوسط مو اعمل؟.

وذات يوم جلست مع إحدى القوامات على الرجال وحاورتها:

سألتها: أيش يشتغل زوجك؟

قالت: زوجي ما يشتغلش

قلت لها : ليش تعبان قالت: لا, مكسور؟ لا

قلت: والوضع عاجب لك

قالت :لا المفروض نشتغل الاثنين واللي يعز مرته أحسن

قلت: والكلمة بالبيت لمن

قالت: له

قلت: وهو ما يصرفش

قالت: أيوه وإذا احتاج شي يسألني

قلت: مثل أيش

قالت: مثل ملابس وقات وسيجارة لما يحتاج حاجة يكلمني

قلت: وما تضبحيش من الوضع

قالت: إلا

قلت: وكيف تصبر المرة على رجال ما يشتغلش

قالت: "الحب" ولأنه طيب وإلا با أسيبه وامشي وبا اصبر على زوجي ولا على أهلي.

وقالت إحداهن إنها حاولت أن تثير غيرة زوجها المحجب بالبيت، فقالت له أنها تتعرض للمضايقة والمعاكسة من بعض الرجال في الشارع..

هل تدرون ماذا قال لها؟

قال لها ساخراً: على جمالك؟!

وسألتُ بعض النسوة عن الرجال الذين لا يزاولون أي عمل بدون أي مبرر أو عائق، فأجابت إحداهن: "لقاني شجري اشتغل عليه يموت أحسن، الرجال قوامون على النساء، مش النساء قوامات على الرجال وإذا عادوه يشتغل وهي تشتغل عادي يتساعدوا وإذا كان هي تشتغل وهو راقد يحرم لا أزحبله للباب".

وهناك صنف آخر من الرجال، عفواً أقصد من الذكور يوفر حق قاته وأكله وشربه ولا علاقة له بالزوجة والأبناء وكأنه يعيش في لوكندة, فهي المسؤولة عن الإيجار ومصاريف البيت وكسوة الأبناء وتعليمهم وعلاجهم.

معنى القوامة يا رجال:

"الرجال قوّامون على النساء"، لخّصها السيد/ محمد رشيد رضا في كتابه "تفسير المنار" بقوله: هي الرعاية والحماية والكفاية والولاية..

الرعاية:

بأن يقوم الرجل بكل ما يصلح شأن امرأته ويقوم به عيشها وأن تعيش حياة كريمة سعيدة هانئة..

والحماية:

بأن يحافظ عليها ويصون أسرته وعائلته..

ثم الكفاية:

بأن لا تحتاج المرأة شيئاً في جناح زوجها وتحت ظل زوجها، بل تكون معزّزة تصل إليها جميع حقوقها بكل طيب خاطر وبطاعة الزوج لله عز وجل..

ثم الولاية:

فقد أتفق أهل العلم بأنها ولاية التأديب، ومعناه أنه إذا نشزت المرأة أو خيف نشوزُها كما في سياق الآية، أن يقوم بدور المؤدب.. وفعلاً كثير من الناس يفهمون قوله عز وجل على غير وجهه..

ويقول فضيلة الشيخ/ محمد إمام - أمين الفتوى في طرابلس-: قال الله عز وجل "بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم".. الإنفاق من أسباب هذه القوامة التي جعلها الله تعالى للرجل..

وقد قالوا إن النفقة نظير الاحتباس.. أي أن المرأة عندما تحتبس في بيت زوجها وترعى شؤونها وشؤون أسرتها، فإنها تستحق الكفاية من النفقة، فهذا الأمر إن لم يؤدّه الزوج ولم يقم بهذه النفقة فإن المقابل يسقط..

وإن خروجها من بيت زوجها صار مباحاً شرعاً وليس له أن يحتبسها وهو غير قادر على كفايتها بالشكل اللائق والكامل.. تخرج للعمل أو لبيت أهلها ولا تعد تحت رعايته، فإن لم يوفها حقها، فإنه ليس له عليها سبيل..


في الخميس 26 يوليو-تموز 2012 06:36:39 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=16652