الى اين تمضين يازنبقة؟.. قراءة في استراتيجية الأدب المقاوم لفشل الثورة (1)
د.عبدالمنعم الشيباني
د.عبدالمنعم الشيباني

ليس هناك أدنى شك ان الثورة اليمنية التي انطلقت في الحادي عشر من فبراير من عام 2011 فشلت فشلاً حقيقياً لأسباب أهمها انها ارتهنت للقوى الخارجية المعادية لحرية واستقلال الشعب اليمني، يقول الدكتور فهمي هويدي -مفكر وكاتب استراتيجي مصري: ( لو اراد الشعب اليمني لثورته ان تنجح فليثر اولاً على آل سعود اعداء حرية واستقلال اليمن، فمهما كلفه ذلك من تبعات سينال -في الأخير- شامخاً استقلاله).. انتهى..

ثم ان احزاب ما يسمى بـ اللقاء المشترك بقادتها وكوادرها منظومة مسلوبة الإرادة ومنبطحة سياسياَ وعاجزة ثورياً عطلت قرار الزحف عشر مرات الى اوكار الطغاة وأثبتت –بقادتها كلهم من غير استثناء- التبعية للسفير الإمريكي والانبطاح تحت نزوات نظام آل سعود العدو السرمدي لحرية واستقلال اليمن والداعم الأول لحكام الفساد والأسرية والاستبداد في اليمن عبر الدهور.. حقاً فشلت الثورة اليمنية وتمنى الثوار لولم يكونوا قد خرجوا ومنهم الجرحى الذين يموتون اليوم من غير رعاية..ان ما يسمَّى بالمبادرة الخليجية ليست الا طعنة في خاصرة الثورة ارتضاها قادة احزاب المعارضة كبياعين للثورة الى الأبد، هذه المبادرة تعيد اليوم إنتاج النظام المخلوع وبقرارات رئاسية كما رأينا وسمعنا.. ومن الحقائق التاريخية والكونية لا ثورة مالم يشنق فيها الطغاة ويـُزحف اليهم لتعليقهم ليكونوا لمن خلفهم آية كما حصل في كل الثورات عبر التاريخ.. ومن هنا نشأ في اليمن ما يسمى بـ (استراتيجية الأدب المقاوم لفشل الثورة) يشمل كل الأشكال الأدبية (المقالة ، النثر، الشعر، الرواية: المسرحية ..الى آخره) كـ استراتيجية تقاوم "المتآمرين" على ثورة اليمن ممن يتلقون توصياتهم من حاكم اليمن الأول السفير الإمريكي الذي ينهى ويأمرُ ..

ومن جماليات التوظيف في الأدب والأدب المقاوم لفشل الثورة (زنبقة) التي أطلت على المشاهدين اثناء وبعد الثورة اليمنية، زنبقة امرأة ساذجة وطيبة وبريئة ولكن (الشلة المارقة) هي التي اساءت اليها بارتهانها –لا لصوت الزحف الى اوكار الطغاة- بل لأوامر سفير الولايات المتحدة راعية الطغيان في العالم.. النص (الى أين تمضين يازنبقة؟) اقوى صرخة افتتاحية في هذا الإتجاه للشاعر والأديب والكاتب ثم الناشط الثوري الشبابي محمد البذيجي، يثور بها على قادة احزاب وشخصيات سياسية عطلت قرار الزحف الثوري ورضيت بالهوان يجرعه -لها ثم للشعب- سفير الطغيان لدولة الطغيان وادواته، من كل نظام يعادي حرية اليمن وينصب الموبقات ليدخل الشعب في بوتقة الموت ..

ا لأدب المقاوم لفشل الثورة ادبٌ غاضبٌ وثائرٌ لن يستثني بعد اليوم احداً ابداً ممن ساوم او تسيس بغبـــــــاء ليمكن للنظام العائلي المستبد ان يعود من جديد، ادبٌ هادرٌ سوف يثور على كل شيئ -من غير استثناء- ليثأر ممن خان ثورة اليمن وعطل قرار الحسم الثوري وإرادة الفعل الثوري، وهو ادبٌ متعدد الأشكال ولن يقف عند الشعر فحسب ولكن سيتعداه الى كل الأشـــــــــكال والضروب والألوان الأخرى.. هذه مقدمة تعريفية بالأدب الجديد وهذه هي الحلقة الأولى في مسلسل حلقات كثيرة وطويلة .

الى اين تمضين يازنبقة؟ شعر/ محمد البـذيـجي

الى أين تمضينَ يازنبقة؟

الى قلعِ تلك المسامير أمْ الى قتلنا داخل البوتقة؟

**

يحــيكون من حولنا الموبقاتِ

وكلَّ المصائب كالشرنقة

**

وأنتِ البريئة ُ في مـقلتـيكِ

  ضحيةُ شلتنا المارقة

**

فهذي مصائبهمْ أقبلتْ

  لتنـكيس رايتنـا البارقة

**

تبيد البراءة َ في مهدها

  وتـُرسل قبضتها الخانقة

**

ثانياً: عبد المنعم الشيباني (النص) :-

سئمنا حقائقها المطلقة

وسندانها الطَّرقَ والمطرقة

**

وقلنا نفرُّ الى واحـةٍ

وحريةٍ شمسُها مشرقة

**

فلا الشَّمسُ اشرق موالـُها

ولا بـسُمتْ نحونا شـارقة

**

ورحنا الى الفجر نشكو لهُ

فلـوَّح بالعُـتمةِ المُـغلَقة

**

بوجهٍ كأنَّ حـذافيرهُ

تحاكي تصاويره " زنبقة "

**

فأين التي قُــتلتْ باسمها

أريجُ ازاهيرنا العابقة؟

**

وأين التي قيل من اجلنا

ستغدو سنابلنا مُـغدِقة؟

**

وليست لـشيئٍ سوى انها

حـقودٌ بآمالنا مُحدِقة

**

تسـوِّق للصلحِ أفـكارها

وتـُبطِن اوساخها العـالقة

**

وبيَّاعةٍ مثل سمسارها

تتاجر بالحَرقِ والمحرقة

**

تجرِّب فينا شياطينها

وتنشر " إضبارة" الزندقة

**

هتفنا الى الزحفِ صاحت بنا

الى توصيـاتِ الـسفيرِ الـثـقة

**

سفيرِ الولاياتِ.. ما ظنها؟

طويــــــــلٌ ودولته " طولقة "

**

رأينا انتصاراتها خلَّــباً

سراباً كتهويمة الزارقة

**

وراحتْ تـمنُّ على جُـرحنا

تكـثِّر بالطاقِ والطقـطقة

**

كأنَّ التي سرقتْ ضوءنا

غطــاءٌ لـشلَّتها الـســارقة

**

وقالتْ فراقُ الذي بيننا

وقلنا لـقـ (...ها) طالقة

**

يُـــــــــتـبع

شاعر وناقد يمني

a.monim@gmail.com


في الثلاثاء 03 يوليو-تموز 2012 06:02:27 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=16324