نهضة اليمن بموارده وسواعد أبنائه..
بدر الشميري
بدر الشميري

ذهب بعض السياسيين والمحلليين الاقتصاديين اليمنيين الى أن ما تم التعهد به في مؤتمر أصدقاء اليمن بالرياض، لا يكفي لتعافي الاقتصاد اليمني، وإخراج اليمن من أزماته القائمة ،لاسيما وخزينة الدولة فارغة،والبلد يعاني بأكثر من جانب ،وعلى شفا كارثة اقتصادية وإنسانية..

والمفروض- بحسب توقعاتهم - أن تحصل اليمن في هذا المؤتمر،على أكثر مما اُقر، وتُعهد به ،خاصة وإن دولاً كثيرة حضرت المؤتمر،ولم يكون لها أي دور فعلي، قياسا بما تعهدت به المملكة العربية السعودية.. إن التعويل المطلق على الخارج ،دون الاهتمام بالموارد الداخلية،وتوقيف حال اليمن بالتعهدات المرتقبة، منذ عقود والساسة اليمنيون يربطون بين الدعم الخارجي وإصلاح الداخل،رغم اكتشافات النفط وتصدير الثروات السمكية ،وارفاد خزينة الدولة بالمليارات من شتى الموارد الداخلية ،ومازال حلم الساسة كم سيدفع الخارج حتى نبني الداخل؟!!

إذا تجاهلنا أصدقاء اليمن، وكم دفعوا ؟، وسألنا ماذا عن أعداء اليمن ؟

هل سيقًدمون مصلحة اليمن على مصالحهم ومشاريعهم الخاصة؟

فأعداء اليمن ليسو بالقليل،ابتداءً بهوامير الفساد وأذنابهم،من ركنَ الشعب إليهم في إدارة البلد،وسكت عنهم سنوات، فأكلوا الأخضر واليابس وأوصلوا البلد الى حالة التسول من اجل إنقاذ اقتصادها، يليهم فكر التدمير والقتل ،قاعدة التخريب وجرائمها بحق الجنود والمدنيين ،وما حدث في الـ21 من مايو لفاجعة أدمت قلوبنا ،وجرائمها في أبين وغيرها، ومازالت تسفك بأعمالها الشيطانية دماء حماة الوطن.

وقوى أخرى تتبنى صراع المصالح، والتهديد بإثارة الفوضى ،وقطع الطرقات وتخريب الكهرباء ، لمنع عنها الخراج،هؤلاء هم من فقدوا مصالحهم غير المشروعة ،ومنهم بعض مشايخ القبائل، من ألفوا الحياة على مقدرات الوطن وموارده..

أضف إليهم الطامحين بتمزيق اليمن ،فجماعة الحوثي بحلم الإمامة واستمرارها باقتطاع رقعة من الأرض اليمنية، خروجا عن سلطة الدولة، وما اقترفت من جرائم في صعدة وحجة والجوف، وحراك البيض المسلح الذي يسير في واد غير مطالب إخواننا في المحافظات الجنوبية، هؤلاء هم أعداء اليمن ،أفعالهم وجرائمهم تمثل عقبات كؤود أمام أي تنمية واستقرار..

تعهدات أصدقاء اليمن بتقديم الدعم ،قلً أو كَثرْ، تكون ذات جدوى، إذا وجدت تكاتفاً في الداخل من جميع اليمنيين(مسئولين ومواطنين)، بنية صادقة ،وعزم في بناء اليمن وتطويره ،بعيدا عن المماحكات ومن يكسب أكثر ،إذا وجدت بيئة صالحة تستثمر الريال الواحد، ويظهر أثره الايجابي على الأرض،فليس الجدوى بالكم، بقدر الطريقة المثلى لإدارته ،وتنفيذ المشاريع النهضوية.. خلاصة القول:ينبغي لليمن أن ينهض،فقد صبر الشعب كثيرا وتعب كثيرا وعانى وقاسى كثيرا، ونهضة اليمن لا يتوقف على الدعم الخارجي فقط -وإن كنا لا ننكر إن وجوده في الوقت الراهن ضرورة ،ووسيلة لا غاية ، إذا تمت إدارته إدارة صحيحة،مع الاستفادة من الخبرات الدولية وتجارب الآخرين ..

نهضة اليمن مرهونة بإزالة هوامير الفساد وأذنابهم،- المتحكمين بمصالح الشعب -من مفاصل الدولة، مرهونة بتطبيق القانون دون هوادة على كل مخرب ومتلاعب بالمال العام و أداء الوظيفة العامة،مرهونة بإصلاح المؤسسة العسكرية (الجيش والأمن) ،بإعادة الهيكلة وإقالة القادة الفاسدين ،وإصلاح القضاء وإعادة تأهيل الإنسان اليمني تأهيلا يواكب الحاضر ومتطلباته،وتوفير أسباب النجاح له، وتمكينه بالمعرفة والحداثة ،والاهتمام بالجوانب الرافدة للدخل،وأعطى الاستثمارات الخارجية والمحلية أهمية كبرى ،مرهونة باستتباب الأمن والاستقرار،وضرب أيادي التخريب والفوضى،وبسط سلطة الدولة ،مرهونة بوضع حلول ومعالجات للحد من ظاهرة التسلح و انتشاره، ووضع دراسات وبدائل للخلاص من القات، وتحجيم نفوذ القبيلة المخالفة للقانون ،مرهونة بالاهتمام ورعاية السياحة والترويج لها ،والبحث والتنقيب عن الثروات في باطن الأرض.


في الأحد 27 مايو 2012 08:23:52 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.net/articles.php?id=15760