|
منذ انطلاق شرارة الثورة اليمنية وفي خضم الأحداث التي مرت بها سواء كانت في المرحلة التصعيدية أو في مرحلة الهدوء كان من تبقى في النظام السابق يراهن على أن الشباب سيترك الساحات وأن حماس الثورة سينتهي بمرور الأيام في ظل الحملة الإعلامية التي قام بها النظام السابق من ترويع وتخويف للشباب الثائر كل ذلك بالتزامن مع الاعتقالات التعسفية التي مورست والإرهاب الفكري وإلصاق التهم بشباب الساحات .
إستمرارية الثورة ومرونتها مع المتغيرات في اليمن جعلت من الشباب اليمني أنموذجا رائعا في إدراك أبعاد المرحلة ومتطلباتها الثورية والسياسية ومن هنا جاء موقف الشباب متوازنا في دعم حكومة الوفاق الوطني إدراكا منهم بأن هذه الحكومة هي نتيجة لتضحياتهم وصبرهم في الميادين وهي الخطوة الأولى والصحيحة في طريق إنجاز كل الأهداف المرجوة التي ستكتمل بإعادة الهيكلة الكاملة للقوات المسلحة والأمن .
من هنا نقول أن بقايا النظام أو كما يسمونهم في مصر بالفلول قد خسروا الرهان في تفكيك الثورة اليمنية وتحطمت كل مؤامراتهم على صخرة وعي الشباب ونظرا للخسارة الفادحة التي تعرضوا لها رأينا كيف حاولوا إغراق اليمن بالمشاكل الكثيرة و منها توزيع الأسلحة والأموال وتسليم المعسكرات إلى ما يسمى بأنصار الشريعة ولا ندري أي شريعة هذه التي يتبنونها ويدافعون عنها ويعلنون النصرة لها هل هي شريعة الإسلام التي نؤمن بها ام أن هناك شريعة أخرى ينتهجونها ويؤمنون بها ويصدرونها إلينا مغلفة باسم شريعتنا الاسلامية السمحة كل ذلك الزمن كفيل بتعريته وفضحه حتى يتبين لكل اليمنيين من هو الداعم الحقيقي والممول الرئيسي لهذه الجماعات القاتلة باسم الدين .
من جهة أخرى تسعى فلول النظام وبقاياه إلى قطع الخدمات الأساسية للمواطن اليمني في محاولة منهم إيجاد شعور عام لدى المواطن أن هذه الثورة قد جلبت الويلات للحياة وأن الأمور ستطور من سيئ إلى أسوأ وأن هذه الحكومة قد فشلت في إيجاد وتأمين الأساسيات والضروريات للمواطن اليمني كل ذلك تزامنا مع التباكي على المواطن من خلال وسائل إعلامهم ظنا منهم بان الشعب سيستجيب لهم وينقلب على حكومة الوفاق وقد فشلوا أيضا في فعل ذلك لأنهم إلى الآن لم يدركوا بأن التغيير قد حصل بالفعل وأنهم قد أصبحوا جزءا من الماضي واللذي لن يعود مجددا ولأنهم لا يزالون يعيشون حلم العودة للحكم فقد تحولت تلك الاحلام إلى كوابيس لن يستطيعوا التخلص منها أبدا وستظل تلاحقهم مع أروح الشهداء ومعاناة الجرحى وأحلام البسطاء ودعاء المظلومين ولعنة الفقراء والمحتاجين .
فلول دولة المسخ كما يسميها الغفوري مازالت عقولهم ممسوخة بوهم النصر وردة فعل بعض القادة العسكريين في دولة المسخ أوضحت لنا التبعية والصنمية التي مازال رموز الفلول يمارسونها والتي عرضوا أنفسهم للإهانة بامتناعهم عن تنفيذ القرارات الرئاسية ولم يدركوا أنه بانتهاء وخلع رئيس دولة المسخ فإن خلعهم وسقوطهم بالأمر الأيسر واللذي لا يحتاج إلا قرارا سياسيا شجاعا من الرئيس الحالي والمؤقت .
في الجمعة 13 إبريل-نيسان 2012 07:15:56 م